تحقيق / طارق وهاس
مع تزايد هطول الأمطار اتسعت الحفر التي تكتنف كل شارع رئيسي أو فرعي أو حتى الخطوط الطويلة، ما سبب كثيراً من الحوادث المرورية، هذه الحفر إلى جانب الحفريات التي تفتح في الشوارع، مع تزايد الأمطار واستمرار اللامبالاة وغياب الاهتمام بصيانة الطرقات تحوّلت إلى مستنقعات للمياه الآسنة، تشوه البيئة، وتؤذي المارة لكونها أصبحت مصائد لإطارات السيارات وخدعاً مفاجئة تلحق أضراراً كبيرة بالسيارات من الناحية الفنية..
في هذا التحقيق نتتبع حجم مشكلة حفر الطرق والشوارع، وكذا الحفريات التي تملأ شوارعنا وطرقنا، وأضرارها على السيارات اتساع تداعياتها مع هطول الأمطار الموسمية.. إلى التفاصيل:
على مدار العام تظل الحفر هي العائق المسيء للمظهر العام لشبكة الطرقات والشوارع الرئيسة والفرعية، وتظل وراء الحوادث المرورية المفاجئة، خصوصاً في الطرق الطويلة، حين يتعلق الأمر بالسرعة الزائدة التي تراعي مصائد الإطارات (الحفر).. وفي الشوارع الضيقة وحتى المتسعة تظل الحفر على مدار العام أيضا سبباً عائقاً لانسياب الحركة المرورية..
لكن تتضاعف هذا المشكلة وتتسع دوائرها في مواسم الأمطار للتحول إلى كوارث وألغام في الشوارع العامة والطرق الطويلة.. وهو شكا ويشكو منه المواطنون وسائقو المركبات، مؤكدين أن الحفر وكذلك الحفريات قد لغمت الشوارع، وشطّرَت الطرق إلى نصفين وتسببت في الربكة المرورية والازدحام الشديد، بل أدت إلى حوادث وتضرر للسيارات..
أضرار كبيرة
“بحُكْم عملي كسائق تاكسي أتجول في جميع شوارع العاصمة تقريباً لم أجد شارعاً واحداً سواء أكان رئيسيا أو فرعياً خالياً من الحفريات والتكسير ومن الحفريات، التي تؤذي السيارة وتكبدت مبالغ باهظة لصيانة السيارة..” هذا ما قاله حسن شريق سائق تاكسي مشيراً إلى إن أرقى الشوارع في العاصمة والطرق الرئيسية لم تسلم من الحفر ولا من الحفريات التي تكسر في الشوارع لغرض المجاري أو لغرض صيانة شبكة خدمية ما، ومن ثم لا يتم ردمها كما كانت..
فيما أكد مبارك الطيفي سائق سيارة أجرة أن الحفريات في الطريق هي مصائد للسيارات فقد وقعت في حفرة في حي الأصبحي أدت إلى تسريب الزيت وتعطيل العواكس ولم أستطع الخروج من الحفرة وبعدها تم سحب السيارة إلى أقرب ورشة صيانة بحسب قوله.
إعاقة السير
من جانبه زياد الحليلي حدثنا قائلا: إن من أهم معوقات حركات السير والازدحام الكبير هي الحفر الموجودة على الشوارع الرئيسية وفي هذه الأيام العامرة بهطول الأمطار الغزيرة تمتلئ هذه الحفر بالماء و نتفاجأ بالوقوع فيها وقد ينتهي الأمر بحدوث حوادث مرورية .
يوافقه الرأي أمجد طه حيث قال: أن الحفريات المنتشرة في جميع شوارع العاصمة بشكل كبير تسبب عرقلة في حركة السير وتعطيل السيارات وازدحام في الشوارع والطرقات الرئيسية مما يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية .
من جانبه موسى عبد الواحد اوضح أن الحفريات التي امتلأت بمياه الأمطار سببها عدم تصريف المياه من الشوارع .. مشيراً إلى عدم تخطيط الطرقات بالشكل السليم والذي يزيد من استمرار الحفر في الطريق التي تشوه المنظر العام وتلحق الأضرار بالسيارات وكذا عرقلة السير .
السلامة المرورية
تحقيق السلامة المرورية مسؤولية مشتركة لكل قطاعات المجتمع هذا ما قاله رجال المرور أحمد بحير، وأضاف إلى أن الحفر المنتشرة في شوارع العاصمة صنعاء تسبب الاختناق المروري والحوادث غير المتوقعة إضافة إلى مشكلة امتلاء الحفر بمياه الأمطار التي لا يستطيع السائق الانتباه لها.. مشيراً إلى أن المياه هي للأسفلت .. وناشد بحير الجهات المختصة والمعنية بسرعة إيجاد حل لهذه الحفر.
موسم الأمطار
مهندس السيارات محمد الحميري أكد أن الحفر الموجودة في الطرق والشوارع الرئيسية أو الفرعية تعتبر وباء منتشراً يلحق الضرر بالسيارات وكذلك تهدر الكثير من الأموال بسبب تعطل بعض السيارات من الحفر الموجودة خصوصا مع هطول الأمطار وغزارة تدفق السيول، وعدم تصريفها من الشوارع.. كما ينصح الحميري كل سائقي السيارات عدم الخروج بسياراتهم أثناء هطول الأمطار لتفادي الوقوع في هذه الحفر وإلحاق أضرار كبيرة بالسيارات كون أكثرها تأتي إلى الورشة مسحوبة
أما المهندس أحمد سحلول المدير التنفيذي لمشروع صيانة الشوارع الرئيسية بأمانة العاصمة في المؤسسة العامة للطرق والجسور أكد من أن الأمطار هي السبب الأول والرئيسي في عرقلة مشروع صيانة الشوارع حيث تنعم البلاد بأمطار غزيرة التي بسببها لا نستطيع ترميم تلك الحفريات في الشوارع وأن عملية الردم تكون مابين مرتين وثلاث بسبب استمرار هطول الأمطار..
مؤكداً أن ذلك يؤدي لإصابة الإسفلت بأضرار كبيرة حيث تعمل على جرفه وتكسيره، موضحاً أنه بدأ العمل قبل شهر ونصف على أكثر من 2500 متر مربع جنوبا شارع شهران والخمسين وشمالاً شارع الستين وشرقاً شارع تعز وغرباً شارع حدة..
وقال المهندس سحلول: إن أعمال الترميم قبل العدوان على اليمن كانت طوال أيام السنة بالإضافة إلى إنزال المناقصات عبر جهتين مكتب الأشغال في الأمانة والقطاع العام للأشغال.
معيقات
الوكيل المساعد في قطاع الأشغال والمشاريع الأستاذ عبد الكريم الحوثي بأن عملية الردم والترميم في طور التنفيذ وقد بدأ العمل من منطقة سعوان وشارع خولان والخمسين وقال بأن صيانة الشوارع مستمرة لكن العائق الذي يؤدي إلى التباطؤ هو قلة التموين إلى جانب مياه الأمطار التي تسبب في توسع وتدمير طبقة الفسفور الأساسية لمادة الإسفلت.
وأضاف الحوثى: إن الحصار القائم والعدوان المستمر من أهم العوامل المعرقلة لترميم وصيانة الشوارع، والطرقات..