عقب انتهاء الجلسة انتظر المحرر خروج النائب عبده بشر من القاعة وسأله ما إذا كان قد استجاب لزملائه وسحب الاستجواب الذي قدمه. فرد بما يشبه الابتسامة: لا يمكنني أن أتراجع أو أسحب كلامي لقد قلت ما عندي.
صباح الأحد وقف النائب عبده بشر خلف الميكرفون المخصص لقراءات التقارير واستجوابات أعضاء البرلمان للجانب الحكومي وأمامه أربع ورقات بيضاء ممتلئة بالخط الأسود المتضمن قضية حزينة فعلا لكنها مازالت في المرحلة الأولى من النقاش.
أخذ بشر خمس دقائق في قراءة ما لديه وحاول النواب إيصال بعض كلمات العتب أثناء ذلك عله يتوقف أو يخفف نبرته إلا أنه استمر وتجاهل ما سمع .
وظل مصرا◌ٍ على رأيه حتى بعد أن فرغ من تلاوة مايهمه فكل من عقب على ما قال بشر قام ليرد عليه ويحاول إقناع الجميع بأن كل الحق معه في التصعيد إلى استجواب لمسئولين حكوميين وهي مرحلة برلمانية تأتي تتويجا◌ٍ لمراحل كثيرة.
حتى وصل الأمر ليحاول رئيس المجلس زحزحة رأي بشر “يبدوا أن عبده بشر لما كان عندنا في المؤتمر الشعبي كان مكظوما◌ٍ ولما استقال ما قصرش” .
لكن الأمر لم يجد فذكر رئيس البرلمان النائب بشر أن مجلس النواب ليس على استعداد لعمل شيء اليوم الأول ثم نقضه في اليوم التالي ووجه خطابه لبشر “أحنا اتفقنا أمس أن نتواصل مع الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وهو يعمل على حل المشكلة فإذا بك لم تعطينا فرصة وقمت بتحويل السؤال إلى استجواب”.
النائب الإصلاحي زيد الشامي لم يخض في الجدل وفضل توجيه طلب أكثر خفة على النائب بشر وهو أن يقوم بإلغاء الآية القرآنية التي استشهد بها آخر الاستجواب فقد وضعت في غير مكانها كما قال الشامي¡ وهو ربما الطلب الوحيد الذي استجاب له بشر وقال إنه يتجاوب مع زيد ويسحب الاستشهاد بالآية الكريمة¡ وهو ما جعل البعض يهمس في القاعة لقد سحب الاستجواب وهو ما حرص على نفيه أثناء حديثه للمحرر .
النائب صادق البعداني جاء بشيء إضافي ليثني بشر وإن لم يخاطبه مباشرة فقد ألقى قصيدة شعرية عاطفية تحول ما ركز عليه زميله إلى أمرا أكثر يسرا◌ٍ وأن لا يتطور فالشعر يشهد أنه ليس ثمة مشكلة تستحق .
ثم يعود صوت يحيى الراعي رئيس المجلس ” خاطبوا الناس بما هو أحسن ” تليه مداخلة للنائب الخضر العزاني الذي اقترح تشكيل لجنة تحاول حل المشكلة التي يدور حولها الاستجواب ويكون الحل وديا◌ٍ وليس نديا◌ٍ .
Next Post
قد يعجبك ايضا