اسماء البزاز
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، ينتظر اليمنيون اليوم بلهفة بالغة سماح السلطات السعودية لهم بأداء فريضة الحج لهذا العام وعدم الزج بالفريضة الدينية في المناكفات والصراعات السياسية، وتأخر المعنيين في وزارة الحج السعودية عن توقيع الاتفاقيات والبروتوكولات مع الجانب اليمني بعث نوعاً من التخوف لعدم تجاوب الجانب الأول بتسهيل والسماح لليمنيين بأداء الفريضة حيث كان من المفترض توقيع الاتفاق كما يتم سنويا في شهر مارس من كل عام.. مع ذلك لا يزال الناس يأملون في المفاوضات السياسية القائمة بين الجانبين علها ترى النور خاصة بعد القرارات الأخيرة للجنة الثورية العليا بإعادة هيكلة قطاع الحج والعمرة..
تألم كثير من اليمنيين العام الماضي لمنعهم من أداء فريضة الحج وها هم هذا العام يحملون آمال وتطلعات بالسماح لأدائهم هذه الشعيرة المقدسة، ورغم الظروف الحالكة والحصار والاقتتال إلا أن ذلك لن يثنيهم من التوافد على وكالات الحج للتسجيل والحجز.
وهو ما أوضحه لنا الحاج محمد الريدي حيث قال: فوجئنا وصدمنا العام الماضي بمنعنا من دخول المملكة لأداء مناسك الحج لأسباب وأمور ما أنزل الله بها من سلطان، وهي في الحقيقة ذرائع ومبررات غير مقنعة ومجدية بل هي عظيمة بمنع الناس عن أداء وإتمام دينهم والزج بالدين في الصراعات السياسية بل هي جريمة عظيمة لا تغتفر لأنه ترتب عليها تداعيات لا يقبل بها الدين ولا العرف.
وأضاف الريدي: غير أننا هذا العام نتمنى ألا يتكرر سيناريو العام الماضي، ونحن في ذمة كل مسؤول بأن يراعي الله ويساهم في إنجاح الحج هذا العام وزيارة بيت الله الحرام – فنحن اليمنيون – دعاة سلام وأمن وإيمان.
صدمة غير متوقعة
وتتفق معه إيمان الحزورة – تربوية – مضيفة إلى حديثه: الحج ليس حكراً على أحد، فبيت الله قبلة كل المسلمين لا فرق بين ابيض ولا أسود ولا عربي ولا أعجمي ومن يمنع الناس عن دينهم فقد تعدى على حدود الله، وأملنا هذا العام أن نحج بيت الله فقد تفطرت قلوبنا ألماً ودماً وحزناً على منعنا العام الماضي من الحج بل وصدمنا ولم نكن نتوقع أن يسيس حتى الدين بهذه الطريقة، والله المستعان على كل من تسبب في منع الحجاج اليمنيين من أداء هذه الفريضة.
اتحاد الوكالات
الوكالات هي الأخرى تضررت وفقدت العديد من مصالحها بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة إثر قرار المملكة بمنع الحج العام المنصرم وهو ما أوضحه لنا محمد الفران – صاحب وكالة عرفات والذي تحدث عن العوائق والتداخلات التي تواجهها وكالات الحج خلال العام الماضي وضرورة عدم تكرار مأساة العام الماضي وقال إن السبب الرئيسي لعرقلة الحج هي المماحكات التي حصلت داخل اتحاد الوكالات لأن المكتب التنفيذي لاتحاد الوكالات غادر اليمن ووقف مع العدوان وتدخل تدخلات غير مسئولة وحاول نقل صورة مغلوطة عن الحجاج اليمنيين، ولا ننكر أن للحج ارتباطاً بما يحدث داخل البلاد من ظروف سياسية ولكن لا يحق لأحد عرقلة فريضة الحج وإذا كانت هناك أي مماحكات يتم حلها داخل البلاد، لأن هناك تدخلات من قبل شخصيات لا علاقة لها بالحج ، لأن هناك جهات مسئولة ومختصة يتم التنسيق من خلالها لفريضة الحج.
وطالب الفران قطاع الحج والعمرة القيام بعمله قبل ضياع الوقت واتخاذ قرار بإيقاف التدخلات غير المسئولة من اتحاد الوكالات .
وتابع : حتى لا نواجه نفس عوائق العام الماضي والمتمثلة في المتاجرة بالمخيمات والباصات والسكن الخاص بالحجاج، لأن أهدافهم شخصية قبل أن تكون لخدمة زوار بيت الله الحرام .
وبالنسبة لإقبال الحجاج اليمنيين للتسجيل لهذا العام قال الفران :نتوقع إقبالاً غير عادي رغم الظروف الاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد، ونأمل من قيادة القطاع التسريع في أكمال إجراءات الحج كوننا قد لمسنا جهودهم وما قد قدموه من ترتيبات وتنسيق والحرص الشديد على عدم إدخال فريضة الحج في السياسة وذلك خلال اجتماعنا بهم في عدد من اللقاءات التشاورية .
لازال الأمل
محمد العديني– صاحب وكالة المظفر للحج والعمرة – يتفق حديثه مع حديث الفران ويضيف مناشدا السلطات السعودية تذليل المعوقات والصعاب أمام حجاج اليمن وتمكينهم من زيارة بيت الله الحرام وتجنيبهم بؤر الصراعات السياسية التي لا علاقة لهم بها .
19 ألف حاج
الحج ركن رئيسي من أركان الإسلام الخمسة، وبه تكتمل الشعائر الإسلامية ونظراً للظروف التي مرت بها اليمن خلال العام الماضي، تعرقل تفويج الحجاج ودخل في عمليات لغط، مما تسبب في اقحام هذا الركن الديني في الصراعات السياسية ، ونتج عنه حرمان المواطن اليمني من أداء هذه الفريضة العام الماضي 1436هـ .. هكذا استهل حديثه المسئول الإعلامي بقطاع الحج والعمرة عبدالقوي العدوفي.
وأضاف بالقول : وهنا يتساءل كثير من المواطنين والمهتمين عن إمكانية تأدية فريضة الحج لهذا العام وعن الآلية التي من المقرر أن يتم الاتفاق عليها بين الجانبين اليمني والسعودي وتحييد هذا القطاع عن الحرب الدائرة وعلى اعتبار أن منع اليمنيين أو حرمان شريحة أو فئة يتناقض مع روح الشريعة الإسلامية ويتنافى مع القيم الإنسانية.
وقال: إن العديد من المواطنين أبدوا تذمرهم من العراقيل التي تقيد سفرهم لأداء العمرة والحج على حد سواء وإغلاق الوكالات المفوجة لهم .. مناشدين السلطات السعودية تحييد هذا القطاع عن الصراع السياسي والحرب وتذليل كافة الصعوبات والعراقيل امام الراغبين لأداء الشعائر الإسلامية المقدسة ..
مشيراً إلى أن ما يقارب من 3400 حاج يمني فقط هم من استطاع أداء فريضة الحج الموسم الماضي من أصل 19400 حاج.
شائعات
من جهته يقول خليل الطيب – نائب مدير عام الشؤون القانونية بقطاع الحج والعمرة : إن قطاع الحج والعمرة يمثل حساسية بين الجانبين والمشكلة تكمن في زج هذه الشعيرة الدينية في الصراعات السياسية وما تبع ذلك من إشكاليات وذلك عندما تم طبع 33 نسخة تعليمية وتثقيفية للحجاج اليمنيين الذاهبين للحج واتهام الجانب اليمني أنها نسخ طائفية وتحريضية وكلها شائعات يحاول بعض المرجفين في الداخل إثارتها ولا أساس لها من الصحة ولا يوجد أي برهان حول أي مخالفات للملازم الإرشادية التابعة لقطاع الحج والعمرة وما تبع ذلك من عدم توقيع البروتوكول الخاص باتفاقية الحج .
ويتمنى هذا العام تسهيل مهام الحجاج وعدم زجهم في السياسة وتداعياتها.
وطالب الطيب بالتحقيق مع الفاسدين والمستثمرين للأزمات.
انتماءات
من جانبه طالب عدنان السكسكي – مدير مكتب الإعلام بوزارة الأوقاف بالأمانة: عدم إدخال الحج والعمرة ضمن المماحكات السياسية فهو ركن من أركان الإسلام وأيضا يجب أن تتم التعيينات داخل قطاع الحج والعمرة بعيدة عن أي انتماءات بما يسهم في أتمام فريضة الحج وإنجاحها ويكفينا ما حدث في العام الماضي.
وأوضح أن ما حدث هو عرقلة من باب الفساد السياسي وعلى الجانب اليمني هذا العام إيجاد وسيلة أخرى لنجاح الحج وذلك عن طريق التفاوض السياسي وإيجاد معالجات بتعيين شخصيات وسطية في الحج والعمرة وما تم مؤخرا من تعيين وكيل لقطاع الحج والعمرة هو قرار عادل لكونه وسطياً لا ينتمي إلى أي حزب ولا يعمل بأي محسوبيات.
تريب وتأهيل
فيما بين لنا الأخ عبدالرقيب شجاع الدين – مدير التدريب : أنه تم عقد اجتماعات عدة حول كيفية الوسائل المتاحة لإنجاح المفاوضات القائمة لإنجاح هذا الموسم وقد بدأنا بدورنا في كيفية تدريب الوكالات وتأهيلهم لمواجهة العمل وخدمة حجاج بيت الله الحرام .
الضوء الأخضر
نشوان حمران – مدير عام التنظيم يقول: من جانبنا لا يوجد أي مشكلة لدينا فقد جهزنا من جهتنا كافة المعدات والاستعدادات لإنجاح هذا الموسم من القسائم وتقييم وتسوية حصص كافة الوكالات ونحن الآن منتظرون فقط الضوء الأخضر من الجانب السعودي وهذه هي فريضة واجبة، لأنه إلى الآن معنا مذكرات لم يتم الموافقة عليها من قبل المملكة، ولدينا وفد مكون من وكيل قطاع الحج والمستشارين ومدراء العموم للسماح بدخول المملكة والتوقيع على البروتوكول والاتفاقيات إلا أنه لم يتم ذلك بعد، وما حصلنا عليه الآن هو مجرد وعود، فإذا احتل الجانب السياسي احتلت أزمة الحج.
وحول استعدادات قطاع الحج لإنجاح هذا الموسم قال : بعد تعيين القيادة الجديدة تحسن الحال بشكل كبير نتيجة الدور الذي تقدمه القيادة لتسهيل وتذليل العوائق من أجل إنجاح هذا الموسم والتغلب على كافة التحديات الإدارية المعيقة للعمل، والتفاؤل يتمثل أيضا بالإقبال الكبير لدى اليمنيين للحج رغم الحرباً وهذا دليل على صمود اليمنيين واصرارهم على أداء هذه الفريضة.
غموض
فيما تحدث محمود الحطامي– مدير إدارة النظم وشؤون البعثة بقطاع الحج قائلا : نقوم الآن بالتنسيق والتواصل مع الجانب السعودي وإلى الآن لا خبر لأنه في كل عام هناك لقاء سنوي في شهر مارس وتم تأجيله إلى شهر ابريل ونحن الآن في شهر مايو ولا خبر، ورغم ذلك هناك إقبال كبير للحجاج ولدينا أمل كبير بأن يتم نجاح هذا الموسم لا كالعام الماضي، فبالرغم من إيفائنا بالبروتوكولات العام الماضي وإدخال بيانات الحجاج عبر المسار الالكتروني وفي المرحلة الأخيرة تفاجئنا برفض الجانب السعودي بشكل غامض.
لاتوجد خطورة
مستشار قطاع الحج والعمرة علي الفران أشار إلى أن أول جهة متأثرة من منع الحج هي ” قطاع الحج” حيث دخلت في المماحكات السياسية وبصعوبة بالغة استطاع ثلاثة آلاف حاج العام الماضي من أداء الفريضة وهم من الذين دخلوا عبر منفذ الوديعة أو دخلوا لأغراض عدة، أما الرسميون والبالغ عددهم تسعة عشر ألف حاج لم يتم السماح لهم حتى الوكالات دخلت فيها الحزبية فدخلنا في إشكاليات في المحافظات الجنوبية حيث كانت لدينا وكالتان فاعتمد لهم الوزير السابق سبع وكالات وواجهت انقسامات عديدة عكست بحق الوضع الذي يكابده اليمن.
وعن تضرر الوكالات العام المنصرم يقول الفران : تضررت الوكالات وتضرر أصحابها بشكل كبير ودخلت في أزمة .
ويرى أن الحل هو التعويض لهؤلاء المغلوبين على أمرهم، ولدينا تصور هو رد جزء من إيجاراتهم ولازال الأمر جارياً .
وعلق الفران على ما تردد من أن الحجاج اليمنيين تم منعهم تخوفاً من زعزعة أمن واستقرار المملكة .
وقال : لا توجد أي خطورة من هذا الحاج الأعزل وإنما هي شائعات ونتمنى مثلما تم السماح للحجاج الايرانيين والسوريين أن تنفرج أزمة الحج في اليمن ولو حتى عبر تأشيرة من أي دولة لدخول المملكة مثلما تمنح سويسرا تأشيرات لإيران للحج في المملكة العربية السعودية .
واجب الجميع
علي محمد جعيل – مدير عام الحج والعمرة –يقول أنه بعيداً عن كل الظروف التي أحاطت بموسم الحج الماضي والتي كانت سبباً في حرمان هذه النسبة الكبيرة من أداء فريضة الحج وبعيدا عن تبادل الأطراف المعنية للاتهامات المتبادلة وإلقاء كل طرف المسؤولية على الآخر فإن جميع الأطراف يقفون أمام مسؤولية كبرى تتمثل بأن فريضة الحج ركن من أركان الإسلام وشعيرة دينية مقدسة يتوجب على الجميع المساهمة الفعالة لإخراجها من دائرة الصراعات السياسية والعسكرية ومضاعفة الجهود بما يضمن إزالة الصعوبات والمعوقات أمام الحجاج اليمنيين كونها وقبل كل شيء مسؤولية جماعية يجب أن تظل نقطة التقاء بين كل الفرقاء.
لافتا إلى العوائق التي تواجه قطاع الحج والعمرة والتي قال أنها كثيرة.
موضحاً أنه عند مجيء الوكيل الجديد لقطاع الحجر والعمرة استطعنا أن نقوم بأعمال جبارة فيما يخص الحج والعمرة.
وقال :نحن على تواصل مع الجانب السعودي بطرق رسمية وبصدد توقيع أهم نقطة وهي الاتفاقيات المالية والسكن والخيام وغيرها من الترتيبات ولكن نظراً للظروف الراهنة تأخر توقيع الاتفاقية.
وأضاف : أن التواصل مع الجانب السعودي يتم من خلال بعض موظفي القنصلية اليمنية بالسعودية من أجل تسيير العمل بتكاليف من قيادة القطاع، لأنه لم يتم منحنا أي تأشيرة للدخول كما في المواسم الماضية والأمور تسير أيضا بجهود الوزير السابق.
كامل الصلاحيات
وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة الشيخ مختار الصارمي من جانبه قال: أتينا القطاع وهو شبه ميت خاصة في ظل شحة إيرادات القطاع وذلك بفعل الحرب فأول خطوة قمنا بها هي إبعاد فريضة الحج عن المناكفات السياسية بالشراكة الفاعلة مع كل قيادات الدولة ومنحونا كامل الصلاحيات في التصرف والتواصل مع الجانب السعودي لكي يتم إنجاح الحج هذا العام .
وتابع :تواصلنا مع المسئولين في المملكة من خلال إرسال عدة مذكرات لوزارتي الداخلية والخارجية السعودية ، والتي تواصلتا مع الوزير الممثل لحكومة هادي وبالمقابل هناك بروتوكولات من المفترض يتم التوقيع عليها مع السلطات السعودية وقبل التوقيع بثلاثة أشهر يتم رفع أسماء المرشحين وفعلاً رفعنا بالأسماء وكنا نتواصل مع الطرف الآخر ويتم الرد علينا بعدم وصول موافقة من وزارتي الداخلية والخارجية ومازلنا نحاول وتم تأجيل توقيع المحضر لعدم وجود تأشيرات للدخول، وبالنسبة لنا ليس هناك أي إشكاليات وإنما من الطرف الآخر لم يستجب لنا لعد .
وعن أداء قطاع الحج حاليا يقول الصارمي: قمنا داخل القطاع بمعالجة الكثير من المشاكل وصرفنا المستحقات ولم يتم إقصاء أحد وإن كانت هناك إشكاليات فهي من خارج القطاع ونطالب وزارة المالية باعتماد ميزانية للقطاع أسوة بكل القطاعات لأن قطاع الحج معتمد على الإيرادات فقط، وما تبقى من الإشكاليات هي إشكالية ضمانات الحجاج الخاصة بالوكالات لأنه تم الصرف منها .
تطمينات
لافتا إلى أن سبب الإشكالية المتعلقة بالضمانات والصرف منها أن هناك بعض الوكالات التي خالفت وفوجت الحجاج العام الماضي ووكالات التزمت، مع ذلك قمنا بالعفو عن الوكالات المخالفة لكي يتم إنجاح موسم الحج هذا العام وحتى نعمل بروح الفريق الواحد .
مشيرا إلى أنه بالإمكان الاستعانة بسلطنة عمان والدول الشقيقة للضغط على الجانب السعودي للتوقيع على البروتوكول وأيضا تعويض القطاع ووكالات الحج المتضررة من منع تفويج الحجاج العام المنصرم.
مطمئناً كل الذين لم يتمكنوا من السفر لأداء فريضة الحج الموسم الماضي بأن لهم الأولوية لتأدية فريضة الحج لهذا العام.