الفواجع!
حسين محمد بازياد –
خلال أيام قليلة وفي أقل من أسبوع فقدت الحركة الرياضية ثلاثة من أبرز كوادرها الفنية والتحكيمية التي خدمت الحركة الرياضية خلال ما يقرب من نصف قرن¡ والثلاثة عرفوا لاعبين ثم مدربين وهم المغفور لهم بإذن الله تعالى د.عبدالملك بانافع وخالد سالمين وعلي وحدين.. والأخير زاد عليهما بأنه اتجه للتحكيم ونال الشارة الدولية في سبعينيات القرن الماضي¡ وكان قد تعرض لمرض عضال في السنوات الأخيرة أنهك جسده وسط تجاهل من ذوي الشأن في المحافظة والوزارة وهي ظاهرة يعاني منها الكثير من المبدعين الذين يتساقطون واحدا◌ٍ بعد الآخر لأنهم مبدعون وليسوا مشائخ!
الكابتن علي وحدين طيب الله ثراه عنوان للنجاح منذ كان لاعبا◌ٍ في أواخر خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي بنادي الشباب بالمكلا ثم اتجه للتحكيم وكان من أفضل الحكام في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي¡ وفي خلال هذه السنوات كان يمارس التدريب في إطار نادي الوطن والمكلا¡ وخلال لعبه مع نادي الشباب جاور نجم الفريق د.عبدالرب ادريس الذي كان يلعب ويغني قبل ان يقرر السفر إلى القاهرة لاستكمال دراساته الفنية العليا¡ كما لعب مع نادي الشباب في مواجهة ابي الكابتن علي محسن مريسي طيب الله ثراه الذي زار حضرموت لاعبا◌ٍ مع فريق نادي الجزيرة في الستينيات¡ كما أن له دراسات وأبحاثا◌ٍ في تطوير قانون لعبة كرة القدم نال من خلالها اشادات من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
أما الدكتور عبدالملك بانافع الذي اختير مؤخرا◌ٍ رئيسا◌ٍ للجنة العلمية وهي إحدى اللجان العاملة في مؤتمر الرياضة الأول المقرر عقده في السابع من ابريل الجاري في الحالمة تعز فكان احد نجوم الشيخ عثمان ثم انتقل إلى القاهرة لمواصلة دراسته العليا وهناك انضم لنادي الزمالك¡ كما درب نادي وحدة عدن بالاضافة لكونه أستاذا◌ٍ محاضرا◌ٍ بجامعة عدن.. وقد انتقل إلى جوار ربه إثر ذبحة صدرية مفاجئة وكان احد الكوادر الفنية والعلمية التي يفخر بها الوطن طيب الله ثراه.
وخلال أسبوع الفواجع- ولله الحمد على ما اعطى وما أخذ- انتقل إلى رحمة الله تعالى الكابتن خالد سالمين صاحب الانجازات في نادي شمسان ووحدة عدن إذ درب العديد من النجوم الذين مثلوا المنتخبات الوطنية في إطار الشطر الجنوبي من الوطن سابقا◌ٍ ثم في المنتخبات الوطنية بعد الوحدة.
إنها كوادر رياضية مبدعة ومقتدرة لكنها ليست أصناما◌ٍ مشيخية تنظر إلى الوطن كبقرة حلوب بل جبال شامخة تعطي الكثير وتأخذ القليل ولكنها تعيش في وطن ينتظر التغيير الذي لم يأت بعد!!