دمشق/ وكالات
غادر رئيس وفد المعارضة اسعد الزعبي وكبير مفاوضيها محمد علوش جنيف بعد اعلان الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها في الجولة الراهنة من المحادثات احتجاجا على تدهور الوضع الإنساني والميداني.
في المقابل اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس الأول في براغ ان دمشق ستواصل مفاوضات السلام في جنيف برعاية الامم المتحدة حتى التوصل الى حل، وذلك رغم انسحاب وفد المعارضة.
وادلى المقداد بتصريحاته من العاصمة التشيكية في زيارة غير مسبوقة لمسؤول سوري كبير الى بلد عضو في الاتحاد الاوروبي منذ اندلاع النزاع السوري.
وصرح المقداد عقب لقائه وزير الخارجية التشيكي لوبومير زوراليك ومساعده مارتن تلابا “مجددا اؤكد اننا سنحترم وقف الاعمال العدائية على ما تطالب الامم المتحدة”.
واضاف: “سنرسل المساعدات الانسانية الى سكان سوريا حيثما يحتاجون وسنواصل المفاوضات حتى التوصل الى حل”.
والجمهورية التشيكية هي البلد الوحيد في الاتحاد الاوروبي الذي ابقى بعثته الدبلوماسية في دمشق مفتوحة، وهي تمثل حاليا مصالح دول اوروبية أخرى الى جانب الولايات المتحدة.
وعشية إعلانه تقييمه لحصيلة جولة المفاوضات الراهنة أمس، اقر الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا بأن تحسن الوضع الانساني واستمرار وقف الاعمال القتالية من شأنهما ان ينعكسا ايجابا على سير المناقشات.
وفي تطور ايجابي على صعيد إيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لوكالة الصحافة الفرنسية: ان قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وادوية ومعدات طبية دخلت الى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي.
واضاف: “انها اكبر قافلة مساعدات مشتركة نقوم بها في سوريا حتى الآن”، موضحا ان “هناك بحسب ما نعتقد 17 مخيما للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع انساني صعب”. وتشير التقديرات الى ان 120 ألف شخص موجودون في المنطقة.
والرستن هي احد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ حوالي ثلاث سنوات ولكن الحصار اصبح تاما منذ بداية العام. ولم تدخل أي مساعدات الى الرستن، وفق كشيشيك، منذ “اكثر من عام”.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه كافة الاطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق محاصرة، فيما يوجد 4,6 ملايين نسمة في مناطق “يصعب الوصول” اليها.
-ويأتي ادخال المساعدات غداة اجلاء الامم المتحدة بشكل متزامن اكثر من 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (محاصرتان من النظام) وبلدتي الفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة ادلب (شمال غرب).
ووصلت الحافلات التي اقلتهم فجرا الى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة (وسط) الشمالي، قبل ان تتجه حافلات تقل 250 شخصا تم اجلاؤهم من الزبداني ومضايا الى محافظة ادلب، تزامنا مع توجه حافلات تقل الـ250 الآخرين من الفوعة وكفريا الى مدينة اللاذقية (غرب) وأخرى الى دمشق.
وتحدثت الامم المتحدة الخميس عن “تقدم متواضع” لكن “حقيقي” على صعيد ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة، وفق ما اعلن دي ميستورا في ختام اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول الشؤون الانسانية في جنيف.
واشار الى ايصال المساعدات الى اكثر من 560 ألف شخص في المناطق المحاصرة او تلك التي يصعب الوصول اليها منذ مطلع العام، بزيادة قدرها اكثر من مئة الف شخص خلال اسبوعين. وتستثني هذه الحصيلة قافلة المساعدات التي دخلت الى الرستن أمس الأول.
وعقدت مجموعة العمل الدولية حول وقف الاعمال القتالية اجتماعا في جنيف، لتقييم الهدنة الهشة التي تسري في مناطق سورية عدة منذ 27 فبراير، وتستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة بموجب اتفاق امريكي روسي تدعمه الامم المتحدة.
واقر دي ميستورا أمس الأول بأن من شأن تكثيف المساعدات الانسانية و”عودة وقف الأعمال القتالية الى الاستقرار” أن “يساعد كثيرا في المناقشات السياسية”.
-وجدد دي ميستورا أمس الأول الاشارة الى انه سيعلن في مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة تقييمه لحصيلة جولة المفاوضات الراهنة، بعد تعليق الوفد المعارض مشاركته، ما زاد من التعقيدات المحيطة بالمفاوضات والتي تضغط القوى الكبرى لدفعها قدما.
وغادر كل من اسعد الزعبي ومحمد علوش جنيف الاربعاء الماضي الى اسطنبول، على ان يتوجها في وقت لاحق الى الرياض، بحسب ما أفادت مصادر في المعارضة.