محمد النظاري
نحمد الله بداية وتوسطا وختاما على نعمة العافية التي حبانا الله بها..ونتذكر هذه النعمة عندما نرى أحبتنا يعانون آلام المرض، دون أن تكون قادرا على مد يد العون لهم، ولا تملك لهم غير الدعاء..
أثناء زيارتي لمركز الغسيل الكلوي بالحديدة، لزيارة أحد الأصدقاء، شاهدت صدفة أحد الرياضيين الذين قدموا للوطن الكثير، وحلفني أن تناولت هذا الموضوع إلا أشير لإسمه، شفاه الله وعافاه..
أدركت حينها أن قيمة الرياضي لا تساوي شيئا مقابل عطائه، فلو مرض لا يجد من يساعده، بل لا يجد من يقول له كيف حالك..
في هذا المركز للغسيل الكلوي وغيره توجد نواقص كبيرة، وأهمها الكهرباء، وهنا نشيد بالجهود المبذولة من قبل قيادة المحافظة وشركة النفط بالحديدة لإعادة الكهرباء للحديدة خاصة وحر الصيف دخل سريعا، ومراكز الغسيل الكلوي هي الأشد حاجة للكهرباء، فانقطاعها يعني انتهاء قطرات الحياة للمرضى.
من الأعمال الخيرية التي تقيمها مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، مشروع سقيا خير الذي دخل عامه الثاني، حيث سخر هذا المشروع ( 88000-66000) لتر ماء أسبوعيا لمركز الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة بتعز، والذي خدم الكثير من الشباب والرياضيين الذين أقعدهم المرض والجأهم للغسيل، وهذه البادرة الخيرية جعلت منظمة سفير القيم تبارك للمجموعة أعمالها الخيرية.
من الأسباب الرئيسية للجوء المواطنين لجلسات الغسيل الكلوي، أن الماء المتناول هو غير صالح للشرب، ونظرا لانعدام الماء في مدينة تعز، فقد قامت مجموعة هائل سعيد أنعم بتوزيع ما يفوق 64 مليون لتر خلال عام كامل، بحسب ما أكده الأخ ابراهيم الجماعي منسق المشروع في المجموعة، وما نتمناه هنا أن يتعاون الجميع مع مشروع سقيا خير، نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمها.
إننا لا نملك لزملائنا الرياضيين المرضى غير الدعاء، وان كان من خير تقدمه وزارة الشباب والرياضة من خلال صندوق النشء، أن توفر بنداً خاصاً لعلاج الرياضيين خاصة من هذه الأمراض المزمنة، أو إنشاء مراكز للغسيل في الأمانة وعواصم المحافظات أو المساهمة في دعم موازنتها، مما سيوفر أماكن مخصصة للرياضيين.
أن تقدم الكثير للوطن، ولا يستطيع هو أن يقدم لك ولو جلسة غسيل واحدة، فهذا يجعلك تموت أكثر من مرة، خاصة وأنت ترى المسؤول الرياضي يسافر لالمانيا إذا ما كثر عطاسه أو توجعت اسنانه، وانت لا تستطيع حتى الحصول على بضع قطرات للحياة.
وهنا نتساءل متى يفكر قادة هذا القطاع في بلادنا في تشييد مستشفى خاص للشباب والرياضيين، تستطيع من خلاله هذه الشريحة مداواة جراحها فيه، وهذا موجود في دول أخرى، مما سيوفر على الصندوق والمالية مئات الآلاف من الدولارات، وهي تصرف لعلاج بعضهم في الخارج.