الإعلام اليمني.. صمود تاريخي أمام أثير المال السعودي

> قدم 40 شهيداً ليتزامن يومه الوطني مع اكتمال عام القصف والحصار والتظليل وشراء كبرى قنوات العالم

 

استطلاع / رجاء عاطف

تلعب وسائل الإعلام أدواراً مهمة في كل أوقات الحرب والسلم من خلال تتبع الأحداث والتطورات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية ونقل الحقائق ورفع المعنويات وتأكيد الانتماء وكذا التصدي للأجهزة المضادة والحملات النفسية المعادية التي قد يكون من شأنها التأثير على الروح المعنوية للمواطنين وأداء الجيش وتحصين الفرد المقاتل ضد الحرب النفسية .
الإعلام اليمني بوسائله المختلفة، رغم الظلال الثقيل الذي ألقاه عليه مشهد انقسام اليمنيين سياسياً، إلا أنه أثبت قدراته مشكلاً سياجاً منيعاً للمجتمع من رياح التظليل الإعلامي الخارجي، كما أثبت خلال عام من الصمود في وجه العدوان الغاشم إنه جبهة قوية حققت انتصارات على المدى البعيد وأن الإعلام الوطني إعلام واحد وقضيته واحدة، وذلك من خلال إيصال الرسالة الحقيقية للعالم ونقل الصورة الصحيحة والمظلومية التي تقع على اليمن واليمنيين من قبل العدوان ..
وفي هذا الاستطلاع سنتتبع ثبات الإعلام الوطني خلال عام في وجه العدوان، من خلال رؤى إعلامية تتحدث عن توجهات ودور الإعلام اليمني في هذا العام…. إلى التفاصيل
تعرضت وسائل الإعلام اليمنية الوطنية خلال عام من العدوان السعودي الأمريكي لأبشع أنواع القرصنة والحجب والتضييق من قبل العدوان، هكذا بدأ محمد الشرعي – نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ حديثه ، وقال : رغم البنية التحتية البسيطة التي يمتلكها الإعلام اليمني إلا انه قدم نماذج مشرفة في مواجهة العدو الذي سخر من الإمكانيات الإعلامية الكثير واشترى ذمم أغلب الوسائل الإعلامية العربية التي باعت نفسها وتخلت عن مهنيتها وأخلاقيات العمل الإعلامي .

أهمية دور الإعلام
وحول استهداف العدوان لوسائل الإعلام اليمنية أضاف الشرعي : بأن قوى العدوان أيقنت أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام اليمنية في كشف جرائم العدوان ضد الشعب اليمني وما تقوم به من دور تنويري لتعزيز صمود اليمنيين في مواجهة تلك القوى المعادية لذلك فقد عمل العدوان على إسكات تلك الوسائل أما من خلال قصفها وتدميرها أو حجبها بهدف حجب حقيقة العدوان الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا ويدمر البنى التحتية ويتركب أبشع الجرائم في حق الشعب اليمني .
مشيراً إلى أنه رغم كل تلك الاعتداءات والمحاولات للعدوان السعودي الأمريكي الذي يمارس التضليل الإعلامي الكبير على العالم وحجب القنوات الوطنية إلا أنها صمدت ونهضت وقامت بأداء واجباتها الوطنية وعاودت الظهور من جديد لتبقي القضية اليمنية حاضرة وتكشف جرائم العدوان وانتهاكاته الجسيمة في حق الشعب اليمني وتبعات حصاره الجائر الذي أوصل البلاد إلى حال إنسانية كارثية كما نجحت هذه القنوات والإذاعات في تجاوز تلك الظروف وفك الحجب ومعالجة اشكالياته وأعاد البث بترددات جديدة سواء عبر القمر الروسي أو غيره وانتظام برامجها رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهها من كافة النواحي وقدمت صورة واقعية وحقيقية عن بشاعة العدوان وانتهاكاته .

مرآة تعكس الواقع
إن الإعلام مرآة تعكس ثقافة المجتمع وتفاعلاته اليومية مع مختلف القضايا خصوصاً تلك التي تهم المجتمع أو تهدد كيانه ومصالحه العليا، ولأن الظروف السياسية اليمنية ألقت بظلالها على كل مجريات الحياة، فقد عكس الإعلام تلك المواقف السياسية المتناقضة، وهذا ما عاشه الإعلام اليمني بوسائله المختلفة.. هذا ما ألمح إليه ، الأستاذ هاشم شرف الدين – نائب وزير الإعلام ، مؤكداً أن وسائل الإعلام انقسمت بشكل حاد جدا خلال هذا العام، فمنها من وقف في وجه العدوان ومنه من سانده وقدم له التبريرات والأعذار وراح ضحية هذا التبرير الآلاف من الشهداء والجرحى ودخلت البلاد أزمة كبيرة وحصار خانق مما يدل لما على ما للإعلام من تأثير وكان من الخطورة محاولة تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني..
وأضاف: إننا في حالة استقطاب حادة وكل من ينتمي إلى حزب لا يتابع إلا وسائل الإعلام التابعة له وهذه مشكلة،ونحن في الإعلام علينا مسؤولية مخاطبة الشعب بكل أطيافه وانتماءاته وإيصال الرسالة كي لا يكونوا عرضة للتضليل الإعلامي الكبير الذي مورس ضد الشعب اليمني، وتابع أن الإعلام تعامل في أدائه منذ بداية العدوان واستنفذ كل طاقاته واستطاع ان يكون إعلاما فاعلا ومؤثرا بفضل الله ثم بفضل الزملاء الوطنيين الذين لم تقل جهودهم عما يقومون به المجاهدون في الجبهات لافتا إلى إعلامنا اليوم أتيحت له الفرصة أن يكون فاعلا ويعبر عن إرادة الشعب وصموده وعن رفضهم للعدوان وتحديهم له ، وان الإعلام اليمني بما يمتلكه من كوادر كثيرة استطاع إيقاف المشروع التآمري على البلد .

ثلاث نقاط أساسية
وتحدث نائب وزير الإعلام عن أبرز اتجاهات الإعلام التي لها أولوية على الموقع الموجه للعدوان وأنه تم العمل خلال هذا العام بثلاث نقاط أساسية أولها كشف جرائم العدوان والتي يحاول العدوان أن يخفيها ويحجبها عن العالم وثانيا التعريف بصمود الشعب اليمني وإبراز انتصاراته في كافة الجبهات وثالثا التصدي للتضليل الإعلامي الذي مورس ضد شعبنا واستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي ، وقال : نسعى لإجراء تقييم مبدأي وأولي لعمل الأداء الإعلامي خلال العام الماضي لنقف على نقاط الإخفاق ونقاط النجاح وأين تكمن لنتمكن من بناء سياسات إعلامية جديدة تتواكب مع الظروف الراهنة بعد مرور عام من العدوان .

تكريم الإعلاميين الشهداء
وحول ما ستقدمه وزارة الإعلام للإعلاميين الذين صمدوا عاماً في وجه العدوان وتزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني للإعلام ، يقول شرف الدين: أحيينا اليوم الوطني للإعلام في وزارة الإعلام وشهد عدة فعاليات ومنها الحفل الخطابي والتكريمي الذي كُرمت فيه الكثير من الوسائل الإعلامية التي بذلت جهدا كبيرا في مواجهة العدوان وكذلك كُرم فيها الإعلاميين الشهداء وأسرهم وشهداء الإعلام الحربي بمنحهم أوسمة مهمة من قبل الدولة وهذا يرتب باعتبارات ماليه لهم وذويهم حيث يكونوا بسجل الخالدين في خدمة الشعب اليمني وكان هناك تفاعل في القطاع النظير من قبل وسائل الأعلام ونحن بصدد إيصال رسالة للعالم كله بأننا وان مر عام من العدوان وقد تم استهدافنا بشكل كبير في جانب الإعلام إلا أننا صامدون وسوف تكبر رسالتنا الإعلامية وتقوى بالشكل الذي يجعلها فاعله اكبر وتخدم الإعلاميين جميعا الذين امتلكوا الروح الوطنية في مواجهة العدوان .
وختم حديثه بالقول: في ظل اليوم الوطني للإعلام الذي تزامن مع عام صمود شعبنا اليمني، نؤكد ونجدد العهد بأن رسالتنا مستمرة في مواجهة العدوان بتوحيد الجهود واستشعار المسؤولية تجاه الوطن، واثقون بأن الزملاء على قدر كبير من المسئولية ووحدة العمل الإعلامي في هذه المرحلة وإنها خطوة أساسية ومهمة في هذه الفترة وإنهم حريصون على تقديم رسالة للعدو وستتكرر عملية البث المشترك والذي يأتي في إطار التكامل الإعلامي للتنافس بين الوسائل الإعلامية المختلفة من إذاعات وقنوات.

تضليل الدعاية الإعلامية
الأستاذ محمد المنصور –رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر – من جهته إن إحياء المناسبة الوطنية المتمثلة في يوم الإعلام الوطني وتزامناً مع ذكرى مرور عام على بدء العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على اليمن الذي استهدف أيضا من المؤسسات الإعلامية جاءت للتأمل فيما حققه الإعلام ووقفة تفكير لدخول عام قادم من الأداء الإعلامي المشرف والذي سيكون فيه نجاح في إيصال الرسالة الإعلامية للوطن العربي والعالم الذي لم نستطع خلال عام من العدوان بسبب التضليل الإعلامي الهمجي وبسبب وقوع الشارع العربي والإسلامي تحت تضليل الدعاية الإعلامية السعودية التي أوحت له بأن الحرب مشروعة وغيرها من الأهداف.

الوصول بالمعلومة
مشيراً إلى أنه عندما وصلنا إلى نهاية العام بدأ العالم يكتشف همجية وإجرامية العدوان السعودي وجرائمه التي بدأت تفوح روائحها وبدأت منظمات حقوق الإنسان ترفع صوتها احتجاجا ودعوة إلى وقف العدوان ودعوات أيضا انطلقت في أوروبا الى وقف بيع الأسلحة للسعودية وغير ذلك من مظاهر أو مؤشرات تدل الآن على الإعلام اليمني بأن يحاول الوصول بالصوت والصورة والمعلومة إلى الصحافة العربية وإلى الصحافة الإسلامية وكذلك العالمية لكي تكتمل الصورة لأن المواطن اليمني اليوم يثق في إعلامه وينبغي علينا الوصول إلى المستمع والمشاهد العربي لإطلاعه على الحقيقة ولإقامة المواطن والمشاهد الإسلامي وغير ذلك في دول العالم التي بدأت تتلقى أصداء العدوان وتنكشف أمامه حقيقته لاسيما وان هناك صحف كبرى ومواقع في العالم بدأت تتناول الحدث اليمني وبالتالي علينا أن نساعد هذه المواقع والجهات التي أبدت نوعا ما في الاستقلالية والرؤية ونساعدها بأن نقدم لها كإعلاميين المادة والصورة والخبر والمعلومة لكي لا يستمر التضليل السعودي ولكي تسهم في محاصرة العدو ومن شاركه العدوان وملاحقتهم قضايا أمام المحاكم الدولية وهذا ما نأمله إن شاء الله .
ويوافقه الرأي عبدالله جابر – نائب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ للشؤون المالية والتجارية، الذي أضاف: انه بعد مرور عام على العدوان كانت وسائل الإعلام مواكبة لما يحدث من عدوان على هذا البلد وانه رغم مواكبة الأحداث لكنه في الحقيقة ينقصها الجانب المادي لأنه لا يمكن أن تحدث انتصارات دون دعم لوسائل الإعلام لأنها البندقية الأخرى التي تشرح للناس ما يكون في جبهات القتال .

جبهة من الصمود
ومن جهته يرى ضيف الله الشامي – رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ : أن الإعلام اليمني يتحرك في مواجهة العدوان برؤية واحدة وموحدة لمواجهة هذا العدوان وأن كلمة اليمنيين موحدة وأن دور وسائل الإعلام لا يمكن أن ينكر ولا يغفل فالإعلام الوطني واليمني المقاوم استطاع أن يمثل جبهة عالية من الصمود لمواجهة العدوان الإجرامي والبربري على شعبنا اليمني .
وقال : أن الجبهة الإعلامية ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية في بلدنا مثلت جبهة قوية استطاعت أن تحقق انتصارات على المدى البعيد جعلت الأعداء يفكرون كيف يواجهون هذه الإمكانات الإعلامية البسيطة وإنما عملت بشكل كبير إلى حجب المواقع وخوض معركة كبيرة إلى استنساخ قنوات ووكالات ومواقع حتى استنساخ صفحات أصبحت في الفيسبوك أو التويتر تقلقهم كما تقلقهم قناة تلفزيونية ، وأشاد خلال حديثه بدور رجال الإعلام الحربي وغيرهم الذين زودوا وسائل الإعلام بالصورة من موقع الحدث واقتحموا المواقع وقدم الإعلام أربعين شهيداً في ميادين المعارك وهم يلتقطون هذه الصورة التي استطاعت أن توصل الحقيقة إلى الجميع ونحن مدينون لهؤلاء الشهداء والأبطال فهم المخزون الأساسي للصورة والمعلومة ونقل الحدث من الواقع والشكر لكل الإعلاميين في القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الذين يبذلون جهد في إنجاح الرسالة الإعلامية لأن رسالتنا هي رسالة الصدق والحقيقة والوضوح والآخرون سيفشلون بإذن الله تعالى .

تقييم عام للعدوان
وعن دور الإعلام والمؤسسات في المعركة الإعلامية ، يقول يونس هزاع –الوكيل المساعد لوزارة الإعلام: أن تعرض وسائل الإعلام اليمنية هو تشويه طبيعة الوضع الإعلامي في اليمن من خلال استنساخ موقع الوكالة المصدر الرسمي المعبر عن اليمن ، ونوه إلى انه لا يمكن اختزال ما ارتكبه العدوان خلال عام ونحن نقف في محطة تقييم على مدى عام كيف استطعنا ان نواجه هذا العدوان ويحاول محاصرتنا ومحاصرة الحقيقة انه ليس شرعياً وغير مبرر لأنه يحمل قناع الدفاع عن الشرعية المزعومة حيث وهذا المبرر غير كاف لاستمرار ضرب المشتقات الحيوية وغيرها ومحاربة الجيش اليمني ، وأكد على أن الإعلام انقسم إلى نصفين وهناك من يبررون هذا العدوان على بلادهم ، وأن الحرب أفرزت لنا دروساً جديدة بأن هناك مشكلة في التربية الوطنية في الوقت الذي يجب أن ندرس لماذا وصلنا إلى هذا الوضع ولماذا وجد مثقفون بهذا الشكل.. ؟
وعن المكاسب والخسائر في الإعلام قال يونس هزاع : ليس لدينا إحصائية بالأرقام عن خسائر الإعلام بشكل عام لكل المؤسسات والتحدث عنها، إلا أن الرسالة الإعلامية على المستوى الوطني لم تكن صعبة لان العدوان وفر الكثير من الجهد باستهداف الأطفال والنساء والمنشآت في إيصال رسالتنا وظل لدينا الحصار الخارجي وحجم الترسانة الإعلامية التي اشترتها السعودية، مشيراً إلى أن هناك منظمات دولية وأوروبية تقف مع الشعب اليمني بسبب إيصال الرسالة الإعلامية إلى الخارج وأدى رسالة فكرية واضحة، ويجب أن نتحدث عن دورنا في المستقبل وليس إعادة الأعمار فقط إنما يجب أن نهيئ للمصالحة الوطنية والمشاركة في بناء الوطن بجهود كل اليمنيين ، وكذا الاعتماد على الخبر الصاق الذي هو الرسالة الحقيقية وبالتالي سوف نخطط لاستراتيجية جديدة وخطة عمل رسم السياسات الإعلامية تستوعب العدوان والصمود في وجهه نمضي بثبات لمواجهة العدوان والتأكيد بأن العدوان ليس وليد اللحظة وإنما هو عدوان تاريخي والإعلام اليمني سيقوم بدور رائد في برز الحقائق التي تُخفى على الآخرين.

قد يعجبك ايضا