الإذاعات اليمنية صوت الحوار الوطني في ربوع اليمن


استطلاع/ عارف الاتام –

لا يقل دور الإذاعات المحلية والعامة في اليمن أهمية في إنجاح الحوار الوطني بحكم طبيعة اليمن التضاريسية وانتشار الأمية والفقر الذي استطاعت الإذاعة دون غيرها تخطي هذه العوائق الأمر الذي يكسب الإذاعات أهمية في تعاطيها مع القضايا الوطنية وتنوير المواطنين خصوصا في اطراف المدن والأرياف والمحافظات المختلفة حيث تحظى بجماهيرية كبيرة وتتسم علاقة الإذاعة مع مستمعيها بالحميمية ما يجعلها ابلغ تأثيرا فكيف ستتعامل هذه الإذاعات في مرحلة الحوار الوطني.
“تعزيز للوعي”
يعول على الحوار الوطني إعادة بناء اليمن في تأسيس دولة مدنية حديثة دولة مؤسسات ومواطنة متساوية تلبي طموحات أبناء اليمن هذا ما يراه حسن عبد الله التماري – إذاعة الحديدة ويضيف: أما الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام وفي مقدمتها الاذاعات اليمنية فعليها تهيئة الأجواء وحشد جهود وطاقات وطنية في سبيل إنجاح الحوار الوطني وتوعية بأهميته والآمال المعلقة عليه لمعالجة كافة التحديات ومختلف القضايا على الساحة اليمنية وبرؤى وطنية توافقيه ورسم طريق المستقبل لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون كذلك تعزيز جوانب التنسيق والتعاون بين وسائل الإعلام الرسمية المختلفة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحوار وتأكيد أهمية تكاتف جهود وطاقات وطنية من أجل نجاحه باعتباره وسيلة حضارية مثلي لمعالجة قضايا وطنية بما يترجم كافة الطموحات والغايات الوطنية المنشودة في الحاضر والمستقبل.

“شخصيات موتورة”
فيما يرى فيصل الحاج –من إذاعة تعز : في المرحلة الحالية المطلوب إفساح المجال لمساحة زمنية اكبر في الخارطة البرامجية الحالية وتقديم أشكال متعددة من البرامج التي تعزز من أهمية الحوار وتوضح أهدافه وانعكاساته الايجابية على مختلف أبناء الشعب كون الحوار سيرسم شكل الدولة القادمة وما يرتبط بمستقبل أبناء الشعب, ودفع شبهة الحديث عن أن الحوار عملية محاصصة وتقاسم واستفراد بعض القوى برأيها وفرضه على الآخرين ,والمطلوب أيضا أن تظل الإذاعات بهذا القدر من الرصانة التي تميزها عن غيرها من الوسائل الإعلامية وعدم انجرا رها إلى المناكفات الإعلامية وترديد الشائعات وتصيد الأخطاء وكيل الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك خاصة وان هناك أراء جريئة وأطروحات تختلف ربما مع رأي الأغلبية ولذا ينبغي تجنب التشهير بالرأي المخالف أو التهويل مما يقوله وكذا ممارسة التخوين لان قاعات الحوار ستعج بأطروحات سيعتبرها البعض مستفزة ,لكن ينبغي أن تقابل في وسائل الإعلام بنوع من التفهم والقبول بالرأي المختلف لان الحوار يتم مع الأطراف المختلفة في الرأي وهذا شيء طبيعي .

“إيصال للرسالة”
ويردف الحاج :على المشاركين في الحوار إن يعطوا الأولوية في تصريحاتهم وأحاديثهم للوسائل الإعلامية الوطنية كون الحوار الوطني يهم المواطن في الداخل أكثر من الخارج ,لان الملاحظ أن هناك من هو مولع ومغرم بالحديث للوسائل الإعلامية الخارجية فقط فيما يرفض الحديث للإذاعات العامة أو المحلية المهتمة بالشأن المحلي,فدور الإذاعات سيكون مهماٍ لأنه يصل إلى مختلف فئات المجتمع وبأقل الإمكانات وبسرعة اكبر ومطلوب من الإعلام المسموع إن يوصل رسالة تطمئن المواطن على أن الحوار سيفضي إلى نتائج ايجابية مهما تشعبت القضايا وتعقدت ,لان تعزيز فكرة اليأس والإحباط وإيصال رسائل تشاؤمية سينعكس سلبا على الأجواء المحيطة بالمؤتمر,وبالقدر الذي يعول على الإذاعات أن تنقل ما يدور في قاعات الحوار فإنها مطالبة أن تنقل رأي المواطن وما الذي يريده ,لان حوار النخب وأولياتها يختلف أحيانا مع أولويات المواطن واحتياجاته.

“تلبية للحاجات”
يعتبر أحمد يحيى الهليلي – مدير إدارة البرامج والأخبار إذاعـة حــجة المحلية: إن الإذاعة المسموعة من أفضل الوسائل لقدرتها على الوصول إلى مختلف الأماكن وسهولة استخدامها ولذلك لا بد من استغلالها الاستغلال الأمثل لإيصال المعارف والتوعية بأهمية الحوار الوطني فأهميتها لا تقل عن دور الساسة وصناع القرار في موضوع المصالحة الوطنية, وعلى كافة الإذاعات ووسائل الإعلام الأخرى الإبتعاد عن الدور الهدام الدافع نحو أتون الفتنة والصراع الداخلي والعمل على إبراز القضايا التوافقية دون الوقوف عند صغائر الأمور… وعلى الإذاعات المحلية والعامة والخاصة تقريب وجهات النظر مع إبراز الكلمة الإيجابية فلقد آن الأوان أن نتفق وكفانا نزاعات واختلافات لذا على الإذاعات توجيه معظم برامجها نحو المصالحة الوطنية وتعزيز الحوار الوطني من خلال الابتعاد عن الشخصيات الموتورة مهما كان موقعها ودورها وعليهم تكثيف التواصل مع الشخصيات المحبوبة جماهيرياٍ وذات الطابع الوطني والحدوي التي تغلب مصلحة الوطن على المصالح الأخرى الشخصية والحزبية والطائفية والمناطقية ليتسنى تهيئة الأجواء لدى قاعدة الشعب الخاصة بالفرقاء وحشد تأييدهم للضغط على القادة للتوجه والالتفات إلى مصالح شعبنا العليا لتجنب المخاطر التي تحيق بوطننا الحبيب.

احتياجات
ولكي تسهم الإذاعات بإيجابية يضيف الهليلي : من المعروف أن وضوح الهدف هو أساس النجاح وهدفنا في هذه الآونة هو نجاح الحوار الوطني الشامل الذي يؤمل عليه أبناء الشعب في حل الأزمة اليمنية وبناء يمن جديد تسوده المحبة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة… ولذا عليها بناء رسالتها الإذاعية الإبداعية لتراعي اعتبارات الجمهور الذي تصل إليه وتوجه له فالإذاعات المحلية لا بد أن تراعي خصوصية جمهورها بالمحافظات وبالتالي عليها أن تكون قريبة من مستوى فهم وثقافة الجمهور بحيث يستوعبها. وبالمقابل يجب أن يكون القائم بالاتصال على علم ودراية بهذا الجمهور وفي نفس الوقت قد اكتسب مهارات إبداعية إذاعية لذا نرى أنه يجب الاهتمام بالقوالب الإذاعية بحيث تكون متنوعة ومشبعة بعناصر التشويق حتى لا تصبح الرسالة مملة… فالتنوع في القوالب الإذاعية ما بين مقابلات ولقاءات ميدانية وفلاشات ومباشرة ورسائل إذاعية قصيرة يجعلها أكثر استجابة وقابلية لدى الجماهير وعلى القائمين على الاتصال الاهتمام بالجانب الدرامي واستغلاله لإنجاح الحوار الوطني لما له من قدرة على معالجة القضايا الاجتماعية والوطنية وأخيراٍ يجب على الإذاعات وكافة وسائل الإعلام الابتعاد عن استخدام الألفاظ والشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية وضرورة التحلي بالموضوعية والمهنية بعيداٍ عن المناكفات الحزبية والطائفية والمذهبية والمناطقية التي تزيد من حدة الاحتقان وتمزق وحدة الصف وتفقد الإعلام مصداقيته وعليها الدعوة للتسامح والمحبة والسلام من أجل إنجاح الحوار الوطني وبناء يمن جديد.

“ترسيخ للمفاهيم”
ومن وجهة نظر الدكتور صالح حْميد- أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة صنعاء:أن الإذاعات اليمنية المحلية تؤدي دورا كبيرا في ترسيخ المفاهيم أو إلغائها فمؤتمر الحوار الوطني واحدة من المفاهيم التي يجب على هذه الإذاعات أن تعمل على ترسيخه لدى مستمعيها فالأساس التي وجدت لأجله هذه الإذاعات هو الإعلام المحلي أولا أو ما يطلق عليه بالإعلام الجهوي وهذا يعنى أنها تقوم بتوعية المواطنين في أطار المحافظة الواحدة لا يتعدى بثها أطار المحافظة ومن خلالها تعمل على إيصال رسالتها لكل المواطنين لتطمينهم بآلية الحوار الوطني وطرق العمل به والدور الذي يمكن للمواطنين أن يلعبوه في ظل وجود حوار وطني شامل لكل أطياف المجتمع دون استثناء فالإذاعات المحلية في هذه الفترة واجبها أصبح دورا وطنيا لايقل أهمية عن دور بقية الوسائل الاتصالية الأخرى لاسيما وأنها تعد الوسيلة الإعلامية الأكثر جماهيرية في مجتمع مازالت الأمية تسيطر عليه بنسبة كبيرة فهي قادرة على تعدي طبقات الأمية في الريف والحظر فدورها هو تبسيط المفاهيم ولغة الحوار بين المتحاورين واللاعبين السياسيين إيصال فكرة الحوار إلى كل مواطن يمني في تلك المحافظات وماذا يعني لنا أن نتحاور كيمنيين فيما بيننا وماهو عكس الحوار ¿ ماهي نتائجه علينا كيمنيين هنا ندرك الأهمية لتلك الإذاعات في تدعيم مفهوم الحوار الشامل بين أبناء اليمن التوسع في رؤية الدولة المدنية الحديثة من خلال إرساء مبادئها التي لن تأتي إلا بوجود المشاركة الفاعلة لكل أطياف المجتمع اليمني.
وما يرسخ الوحدة اليمنية هو طمأنة جميع المواطنين وإشعارهم بأن كرامتهم مصانة وأن الحرب بين أبناء الجد الواحد لا يوجد فيها غالب ولا مغلوب ولا منتصر ولا مهزوم وهو ما اعتبره بأنه يحتاج لإجراءات عديدة تجسد الوحدة الوطنية,وإن مستقبل الوحدة الوطنية مرهون بالبعد الاجتماعي (للحوار الوطني ) من خلال تحقيق مؤشرات متقدمة في عملية التنمية الشاملة بصورة عادلة ومتساوية في مختلف المجالات.

“إبراز للأهمية”
علي صالح باقي- مدير عام إذاعة المكلا يقول: للإذاعات دور كبير ومهم في نجاح مؤتمر الحوار الوطني تلعب الاذاعات بصورة عامة الحكومية البرنامج الأول والثاني والإذاعات المحلية من ابرزها إذاعة المكلا دوراٍ مهماٍ لإنجاح فعاليات المؤتمر الوطني للحوار من خلال تعريف المستمعين والمستمعات بأهمية الحوار كقيمة إنسانية وتاريخية.
وفي تقديري أن إذاعتنا إذاعة المكلا منذ التحضيرات الأولى لمؤتمر الحوار الوطني كان لها قصب السبق في تغطية فعاليات التحضير بدءا من إجراء الحوارات مع مختلف المواطنين والمؤسسات أو الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت ومن خلال التغطية اليومية الخبرية لمناشط اللجنة العليا لمؤتمر الحوار الوطني وخلال الشهرين الماضيين نظمت اذاعة المكلا 5 ندوات سياسية حول الحوار الوطني الأولى بعنوان «الحوار الوطني الآفاق والتحديات» شارك فيها عدد من الأساتذة وممثلي الأحزاب السياسية بالمحافظات وعلى مدى ساعة و ربع ساعة في بث مباشرة ثم الندوة الثانية والتي كانت بعنوان الحوار الوطني أمل وتحديات ثم الندوة الثالثة التي كانت بعنوان الحوار الوطني ضرورة لمستقبل اليمن فيما كانت الندوة الرابعة بعنوان «القضية الجنوبية والحوار الوطني» فضلا عن العديد من الرسائل الإعلامية التي تبث بين فقرات البرامج الاذاعية والتي تحث على ضرورة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني باعتباره منحى موضوعياٍ هاماٍ لمعالجة مختلف المعضلات السياسية الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها بلادنا والمخرج الوحيد لحل القضية الجنوبية بصفتها من أهم القضايا التي سيقف أمامها المؤتمر إلى جانب قضية صعدة وغيرها من القضايا كما أن إذاعة المكلا كثفت من تغطيتها لفعاليات اللجنة العليا للحوار مع قرب موعد انعقاد المؤتمر وأجربت العديد من الحوارات والمقابلات حول أهمية انعقاد المؤتمر ونرى أن مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية يجب أن تضاعف نشاطها هذه الأيام لتأمين نجاح مؤتمر الحوار الوطني مع بدء العد التنازلي لانعقاده فنحن في أمس الحاجة للحوار والوقوف مع حكومة الوفاق الوطني بهدف تجنيب بلادنا المنزلقات الخطيرة التي تهدد المجتمعات وتنسف التوافق ونقاط الالتقاء.
ويضيف عيضة: إذا كانت وسائل الإعلام الحكومية تقع عليها مثل هذه المسؤولية فإن وسائل الإعلام الخاصة والأهلية والحزبية المسموعة والمقروءة والمرئية هنا تتحدث عن الاذاعات بصورة خاصة الابتعاد عن المناكفات السياسية وتشويه الآخر فنحن جميعاٍ في سفينة واحدة إن غرقت غرق الوطن كله في تقديري أن فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئىس الجمهورية دعا غير مرة مختلف وسائل الإعلام إلى تكثيف تغطيتها لمؤتمر الحوار الوطني وتعريف عامة الناس بأهمية هذا المؤتمر والابتعاد قدر الإمكان عن المهاترات الإعلامية والمناكفات فمؤتمر الحوار الوطني فرصة تاريخية لتأسيس وطن يمني جديد تصان فيه كرامة الإنسان وتحق الحقوق ويتساوى فيه المواطنين انجاحا.. ولهذا فإن دور وسائل الإعلام كبير مهم ويجب أن نرتقي إلى هذه المسؤولية التي وكلنا بها فالحوار الوطني كقيمة إنسانية وحضارية ضرورة لتجاوز معضلاتنا وسنظل نحن في إذاعة المكلا نقوم بهذا الدور الذي سيفضي بإذن الله تعالى إلى نجاح مؤتمر الحوار الوطني وهو هدف بعون الله تعالى لن نحيد عنه.

قد يعجبك ايضا