صعدة/ لقاءات/ خالد أحمد السفياني –
مؤتمر الحوار السبيل الأمثل لمعالجة قضايا الوطن
> عبر عدد من أبناء محافظة صعدة عن آمانيهم وتطلعاتهم لنجاح مؤتمر الحوار الوطني وأن تكون نتائجه عاملا للاستقرار السياسي ومعالجة القضايا الوطنية الشائكة والمعقدة لإخراج البلاد من دوامة الأزمات الراهنة للمضي بالوطن إلى شواطئ الاستقرار وموانئ الرخاء والازدهار والنماء مؤكدين أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة قضايا اليمن وتصحيح المسار السياسي والصمود في وجه التحديات المختلفة وقد تمثلت الأحاديث هذه في التالي:
> في البداية تحدث الأستاذ معمر محمد علي الذاري بالقول:
- تمر بلادنا بظروف صعبة ومؤسفة ومعقدة للغاية اثرت تأثيرا كبيرا على الظروف السياسية والاستقرار السياسي للبلد والظروف الأمنية والاقتصادية التي تعيشها مناطق اليمن الواحد وانعكست سلبا على حياة الشعب اليمني ومستقبل البلد. ومما لا شك فيه أن عملية التغيير التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الثورة الشبابية الشعبية »ثورة التغيير« في فبراير من العام 2011م حتى الآن قد خلقت بعض التحولات الإيجابية لكنها خلقت بعض الآثار والانعكاسات السلبية الملحوظة وخلقت حالة من الشتات والانقسام واختلال الصف الوطني وامتد هذا الانقسام إلى الدولة والوضع السياسي العام وانفجرت كثير من المشاكل والإشكالات المترسبة والقضايا التي هي نتاج أخطاء سياسية طويلة ومنها قضية الجنوب وقضية صعدة واختطلت كثير من الأوراق فأصبحت غالبية القوى السياسية والأحزاب تمارس المعارضة والحكم معا واضحت كثير من الأطراف تتجاذب رداء هذا الوطن وبرزت بشكل غير مسبوق نزعات التجزئة وصور التجاذب المذهبي والفكري والسياسي وصراعات خفية وأعمال التخريب والإرهاب المتعدد الصور والأشكال جعل غالبية أبناء هذا الوطن يتخوفون من الوضع الذي ستؤول إليه البلاد ومستقبل هذا الوطن في ظل استمرارية الظروف الراهنة والذي قد يؤدي إلى حالة انهيار للبلد والنظام السياسي وبروز دعوات التجزئة التي ستضع اليمن في مهب الريح. وأعتقد جازما أن اليمن بحاجة إلى تكاتف وتعاضد أبنائه للخروج من المأزق الذي هو فيه اليوم أن يلعب حكماء ورموز هذا البلد دورا مشرفا وحكيما للدفع بهذا البلد إلى شواطئ الأمن والاستقرار السياسي وأن تجتمع كلمة الجميع وتلتقي من أجل مصلحة الوطن والشعب بعيدا عن المصالح السياسية والأنانية الضيقة. وأعتقد أن مؤتمر الحوار الوطني هو بمثابة ضرورة وطنية للحوار الجاد بين مختلف القوى والأطراف السياسية من أجل حل القضايا والإشكالات الوطنية العالقة وتوحيد الرؤى والأفكار الكفيلة بتحقيق التراص ووحدة الصف الوطني ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراعات السياسية والنزعات المختلفة ووضع الحلول للقضايا المستعصية والشائكة بما يكفل وضع لبنات للاستقرار السياسي وإقامة دعائم الدولة اليمنية القوية المستمدة قوتها من وحدة والتفاف أبنائها وتقلص أشكال الفرقة والتنازع والصراع الممقوت. إن مؤتمر الحوار الوطني هو ضرورة من أجل حل قضايا وإشكالات الوطن لكن يتوجب على المشاركين فيه التحلي بروح الوطنية الحقة وأن يكونوا عند مستوى المسؤولية الوطنية وحسن ظن الشعب بهم ليحقق المؤتمر أهدافه المرجوة وغاياته النبيلة وإدراك أن البديل عن الحوار ليس إلا الصراع والاقتتال الذي لا يخدم هذا البلد مطلقا وإنما يخدم أعداءِه المتربصين به. ومما لا شك فيه أن مؤتمر الحوار يضم مشاركين من عموم محافظات الوطن بما يكفل وضع قضايا الوطن على طاولة الحوار لمعالجتها.
وأضاف: إن مشاركة محافظة صعدة في مؤتمر الحوار محدود جدا حيث غاب تمثيله في قوائم الأحزاب والتنظيمات السياسية المختلفة باستثناء اعداد قليلة نظرا لاعتماد المشاركين على أسس حزبية والحضور الحزبي في صعدة خافت كثيرا ومطالب محافظة صعدة في مؤتمر الحوار مندرج في إطار القضايا الرئيسية لمؤتمر الحوار ولا يختلف عن غيرها من المحافظات إذ أن نجاح الحوار هو المطلب الأساسي والأهم الذي يتطلع إليه الجميع وعامة أبناء الشعب لأنه سيضع حدا لكثير من القضايا والمشاكل المهمة ووضع المعالجات لها ومعالجة القضايا بنجاح ومسؤولية كفيل بإنجاح الحوار وإعادة التراص والتضامن الكفيل ببناء نظام سياسي مستقر من خلاله يمكن تجاوز كل التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية الأخرى.
مسؤولية وطنية
> كما تحدث الأخ محمد قائد عبود بقوله: الظروف الوطنية الراهنة ظروف سيئة لا تسر أحداٍ والشعب اليمني يتحمل المعاناة ويتكبد مرارات هذه الظروف القاهرة التي يعيشها منذ سنوات وهو الذي يدفع ثمن الصراعات والخلافات والأخطاء السياسية وقد جاءت الظروف الصعبة لتزيد من معاناة الشعب والأمة وأوجاعه وتدني مستوى حياته المعيشية والاقتصادية في انتظار التغيير المنشود الذي يتطلع إليه ويأمل أن يتحقق لكن يمكننا أن نحمد الله ونشكره على فضله ومنه على هذا الوطن الذي لم ينزلق إلى الفتن والحرب الدامية والصراعات الأكثر سوءاٍ التي شهدتها بعض الأقطار العربية الأخرى في الربيع العربي كحال سوريا وليبيا ومصر. وحقيقة القول إن الحكمة اليمانية ما زالت متجلية ولم تفقد بريقها حتى الآن ونتطلع إلى حدوث تسوية سياسية تعيد للبلد أمنه واستقراره وتضع حداٍ للتحديات والأخطار التي تواجهه. مشيرا إلى أن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب يمثل قاعدة وملتقى وطنياٍ للحوار لتقريب الرؤى وتوحيد المسار والصفوف من أجل معالجة قضايا الوطن وإخراجه من دوامة الصراعات والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية الهدامة بما يكفل تحقيق الاستقرار السياسي الذي يمكن في ظلاله معالجة قضايا البلاد وإشكالاته المعقدة. وحقيقة القول إن المشاركين في مؤتمر الحوار أمام مسؤولية وطنية جسيمة تحتم عليهم وضع مصلحة الوطن والشعب فوق بقية المصالح والاعتبارات الأخرى ويتوجب عليهم إدراك أهمية نجاح الحوار على هذا البلد وشعبه لذلك يتوجب أن يكون الحوار جادا وصادقا يكفل وضع المعالجات الجذرية لكثير من القضايا والإشكالات القائمة بما يحقق الرضاء والوئام والتناغم وخلق حالة من الاستقرار الفعلي للبلد بعيدا عن المزايدات والمكايدات والالتفافات الممقوتة كونهم يمثلون أبناء الوطن من أجل إخراجه من أزماته الراهنة وظروفه القاهرة والصعبة وأن يتقوا الله سبحانه في الشعب والوطن وأن يمثلوا لقول الله سبحانه وتعالى »يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا« وقوله تعالى »ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم«.
وأضاف قائلا: مشاركة صعدة في الحوار ضعيفة جدا إذ أنها مستثناة من قوائم كثير من القوى والأطراف المشاركة في هذا الحوار بخلاف ما يتصوره البعض كما أن المشاركين من أبناء صعدة في قائمة جماعة الحوثي محدود حيث وزعت حصة الحوثيين على عدة محافظات مما خلق تمثيلاٍ هشاٍ لأبناء صعدة في هذا الحوار ومطالب صعدة الأهم هي نجاح الحوار لأن نجاح الحوار سيكفل نجاح كل المعالجات للقضايا والإشكالات الوطنية الشائكة ومنها قضية صعدة وقضية الجنوب وغيرها من القضايا وجميل أن يتم هذا الحوار تحت سقف وحدة الوطن ونأمل أن يكون عاملا لتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ عليها وعدم المساس بها بأي شكل كان وتحت أي مبرر سياسي كان لأن الوحدة هي ضمان أمن واستقرار ونماء ورخاء وازدهار الوطن وهي ضمانة للحاضر ومستقبل الأجيال القادمة.
القبول بالآخر
> من جانبه الأخ بصر الله المحرق تحدث عن أهمية مؤتمر الحوار في خلق قبول بالآخر والمعالجة الجادة لقضايا الوطن فقال: حقيقة الحوار الوطني أصبح ضرورة في المرحلة الراهنة لأن الحوار سيضم كل القوى والأحزاب السياسية المتباينة في المواقف والرؤى ومنها المتصارعة والمختلفة تماما لذا يأتي مؤتمر الحوار الوطني المقرر ليضم كل التوجهات المتباينة والكيانات السياسية المختلفة في إطار واحد لمناقشة قضايا البلاد ومعالجة القضايا والإشكالات المعقدة والرئيسية والخروج برؤية واحدة ونتائج متفق عليها لكل القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني .. وهنا أود الإشارة إلى أن من الضرورة بمكان أن يكون الحوار جاداٍ لكل القضايا الحساسة للوصول إلى نتائج واقعية وعملية مقبولة في معالجة هذه القضايا وأن يكون الحوار جاداٍ تماما بحيث تجمع كل الرؤى والأفكار والتصورات لتشكل عاملا في بناء رؤى موحدة وجادة لأن مخرجات وتوصيات مؤتمر الحوار سيكون منطلقاٍ لمعالجات كافة القضايا على أرض الواقع وسيحدد المسار الوطني المقبل مما سيكون له تأثيراته الإيجابية أو السلبية ليس على حاضر البلد اليوم فحسب وإنما على المستقبل والأجيال القادمة كما أن مؤتمر الحوار سيضم كثيراٍ من القوى منها المتألفة مع بعضها ومنها المختلفة. ونناشد هذه القوى بالله وباسم الوطن والشعب أن تجعل من الحوار عاملا للوئام والانسجام ونسي الأحقاد والصراعات والوقوف عند المسؤولية الوطنية ومراعاة مصالح الوطن والشعب وجعلها فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى وأن يكون الحوار عاملا للقبول بالآخر والترص ووحدة الصف الوطني لتتكاتف الأيدي والجهود من أجل البناء والإخلاص للوطن وتجاوز مرحلة الأحقاد والعداء والتنازع. وإذا كان هؤلاء المشاركون قد اختيروا من أجل معالجة القضايا الوطنية فإننا نطمح أن يكونوا أداة للبناء الصادق وأن لا يكونوا معولاٍ للهدم في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها البلاد. وأرى أن يلتف الجميع حول وحدة الوطن والحرص على تذويب الجليد القائم لضمان مستقبل يمني مشرق. وفي نظري أن من لا يؤمن بوحدة الوطن والحفاظ عليها ليس جديرا بالثقة وليس جديرا بالمشاركة في الحوار لأن الوطن والشعب يعلقون على الحوار آمالا عريضة في وطن موحد ومستقر تعالج فيه كل الأزمات والمشاكل والقضايا بما يكفل الانطلاقة إلى الأفضل وهذا لا يتأتى إلا في ظل وحدة الشعب والوطن.