برلين / أ. ف. ب.
بدأ نحو 13 مليون الماني التصويت أمس في ثلاث انتخابات محلية، في بلد يواجه شكوكا ازاء تدفق المهاجرين، وهي انتخابات يمكنها إغراق معسكر ميركل وتعويم الشعبوية اليمينية.
وفي هذه الانتخابات التي تعتبر بمثابة اختبار قبل 18 شهرا من الانتخابات التشريعية، فتحت مراكز الاقتراع عند الساعة 7,00 ت غ في ولايات بادن-فورتمبيرغ (جنوب غرب) وراينلاند بالاتينات (غرب) وساكسن-أنهالت.
وتجنبا لنكسة مريرة جدا بالنسبة الى الاتحاد المسيحي الديمقراطي، كثفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التجمعات الانتخابية، خصوصا في ولاية بادن-فورتمبيرغ، معقل المحافظين الذي بات في خطر، وراينلاند بالاتينات، حيث المنافسة على اشدها بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي الديمقراطي.
وخصصت ميركل أمس الأول أيضا الجزء الاكبر من تجمعها الانتخابي لازمة المهاجرين التي خلطت الأوراق السياسية، وهددت صورتها للمرة الاولى خلال عشر سنوات من وجودها في السلطة.
وشددت على ان “واجب” اللاجئين هو الاندماج، لافتة إلى أن الحلول الاوروبية الموعودة منذ أشهر ستقلص اعداد المهاجرين الذين انخرطوا في رحلة خطرة نحو شمال أوروبا.
وتعيش المانيا حالة غليان منذ ان فتحت ابوابها في العام 2015م لأكثر من مليون طالب لجوء، خصوصا لسوريين هاربين من جحيم الحرب على متن قوارب هوائية للوصول إلى الاتحاد الاوروبي.
ومع حصول حرائق في منازل طالبي اللجوء، ومجتمع مصدوم باعتداءات جنسية ارتكبها مهاجرون في كولونيا: يبدو ان الالمان الذين استقبلوا اللاجئين في بادئ الأمر بالترحاب، باتوا مربكين. وهناك عدد متزايد منهم يتجه نحو اليمين الشعبوي الذي يأمل في تحقيق نتيجة تاريخية أمس.
ومن المتوقع ان يكون حزب “البديل من اجل المانيا” اليميني المناوئ لليورو، والذي أنشئ قبل ثلاث سنوات، الفائز الاكبر في هذه الانتخابات المحلية، حيث تشير استطلاعات الرأي الى فوزه بـ18 الى 19% من نوايا الاصوات. وبعد التصويت، يمكن ان يصبح حزب “البديل من اجل المانيا” ممثلا في نصف البرلمانات الاقليمية الـ16.
وترى الاحزاب التقليدية ان مهمة حزبي “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” و”الاجتماعي الديمقراطي” اللذين يهيمنان على الحياة السياسية منذ 70 عاما، في تشكيل تحالفات اقليمية قابلة للحياة، قد تكون صعبة. غير ان ميركل واثقة من ان حزب “البديل من اجل المانيا” سينحسر ما ان تحل ازمة المهاجرين.
وقال وزير الداخلية الالماني المحافظ توماس دي ميزيير أمس الأول لصحيفة “دي فيلت” ان “حزب البديل من اجل المانيا لا يملك أي مفهوم سياسي أو المهارة لإيجاد حلول”.
وفي بادن-فورتمبيرغ، وهي منطقة مزدهرة وحيث نسبة البطالة هي الأدنى في المانيا وتصل الى 4 في %، قد يخسر حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي حتى 10 نقاط مقارنة بالاقتراع السابق وقد يخسره حزب الخضر مكانته كأول قوة سياسية محلية.
ويرى عدد من الخبراء السياسيين ان ميركل تبقى على الرغم من الأصوات المعارضة لها، الاقوى سياسيا في غياب منافس قادر على هزيمتها، وقد شهدت شعبيتها صعودا من جديد خلال الأسابيع الأخيرة.