ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺴﻌﺪ
ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ ؛ﺷﺎﺏٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ؛ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﻤﺰﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺭﻗﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﺎﻟﻤﺰﺭﻕ ﻭﺧﻠﻔﺖ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ..
ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ إلهية ﻧﺠﺎ “ ﻣﺤﻤﺪ “ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪ ﻭﻋﺎﻳﺶ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻣﻦ الأطفال ﻭﺍﻟﻨﺴﺎء .
ﺑﻌﺪ 3 ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ “ﻣﺤﻤﺪ” ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺟﺮﺍء ﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻟﻼﺷﻼء ﻭﺍﻟﺠﺜﺚ؛ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﻞ “ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ “ ﺇﻟى ﻣﺨﻴﻢ “ﺑﻨﻲ ﺣﺴﻦ” ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻋﺒﺲ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻣﻦ أقاربه ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ؛ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﺤﺪﻗﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ ؛ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﺤﻠﻘﺔ يفر ﻫﺎﺭﺑﺎ وهو يردد بلا وعي “ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﺻﻞ ..ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﺻﻞ”.
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻟـ “ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ “ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ، ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ “ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ “ ﻗﺎﺋﻼ : “ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﺭﺳﺎ ﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ لمنظمة ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ؛ﺑﺮﺍﺗﺐ ﻳﻌﻮﻝ ﺑﻪ أسرته؛ ﻏﻴﺮ ﺃنه ﺍﻵﻥ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺨﺘﻼ ﻋﻘلياً ﻳﻌﻴﺶ ﻭﺿﻌﺎ ﺻﺤﻴﺎ ﻭﻧﻔﺴﻴﺎ ﺟﺮﺍء ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﻤﺰﺭﻕ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪاً ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻧﺠﺎ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ إلهية ﻟﻜﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻻﺗﺴﺮ ﺃﺣﺪﺍ”.
ﺣﺎﻭﻟﺖ “ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ” ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ؛ ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﻢ إﻗﻨﺎعه ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ؛ﻟﻴﺴﺮﺩ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻳﺶ ﺟﺤﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺍﻟﻤﺰﺭﻕ. ﻳﺘﺤﺪﺙ “ﻣﺤﻤﺪ” ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ والأطفال ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اعتبار ﺃﻧﻪ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ، قائلاً.
“ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﺃﻧﺎ ﻃﺮﺕ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ، ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺮﻋﺒﺎ” ..ﻛﻨﺖ ﺃﺷاهد ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﻣﻮﺗﻰ ﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻠﻴﺎﻥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ..ﺃﻧﺎ ﺧﻔﺖ ﻭﻗﻤﺖ ﻫﺮﺑﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﻢ ﻣﺴﻜﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ والآن ﺣﺒﺴﻮﻧﻲ ﻫﻨﺎ ….ﻣﻌﻚ ﺣﺒﻮﺏ ﻫﺒﻠﻲ”.
يضيف ﻣﺤﻤﺪ” ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ إﻣﻄﺎﻳﺮﺓ ..إذا ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻧﺸﺮﻭﻧﻲ ﻧﺸﺮﻭﻧﻲ (ﻫﺮﺑﻮﻧﻲ) ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭصل ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﻭﺻﻞ”!!
اﺧﺘﺘﻢ “ ﻣﺤﻤﺪ “ حديثه ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺐ ﻟـ “ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ “ ﺑﺪﻋﺎء ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺁﻝ ﺳﻠﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻣﺮﻭﺍ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ وأحلامه.
محمد .. ليس إلا واحداً من الآلاف الذين شهدوا جرائم العدوان وشاهدوا الموت وأصيبوا بحالات نفسية شديدة .. جراء الوحشية البشعة التي تبدعها قوى الشر والعدوان السعودي على اليمن ، ولعل المجازر التي ارتكبها العدوان في محافظة حجة من أبشع جرائم العدوان التي تكشف الوجه القبيح لنظام “ آل سعود”، وتعريهم أمام العالم بأنهم قتلة الأطفال والنساء .. ومجرمو العالم الجدد.