ضبط خمس حالات بمركزي صنعاء
تقرير/ معين حنش
في المكان الذي أنشئ بهدف إعادة تأهيل وإصلاح من دفعتهم الظروف إلى تعاطي الممنوعات، ورغم أن العديد من القاطنين في ذلك المكان يعتبرون من تجار أو متعاطي المخدرات.. إلا أن تلك الأسوار والحصون العملاقة والحراسة المشددة لم تمنع تلك المخدرات من الوصول إلى مدمنيها.
انتشر مؤخرا تهريب الممنوعات أبرزها، المخدرات والحشيش، بأنواعه والسلاح الأبيض وغيرها من المواد والآلات المجرم دخولها وتواجدها في الإصلاحيات المركزية والاحتياطية “السجون سابقا” بعموم محافظات الجمهورية.. إذ تمكن أفراد حراسة الإصلاحية المركزية بصنعاء من ضبط خمس حالات تهريب مخدرات.
أسباب انتشار تهريب المخدرات في السجون.. وأضرارها.. والإجراءات المتخذة من قبل قيادة الإصلاحية المركزية.. وهل هي كافية للحد منها..؟ في ثنايا التحقيق..
-انتشرت مؤخرا بين أوساط السجناء العديد من الممنوعات ومن أخطرها المخدرات والسلاح الأبيض حيث ضبطت العديد من عمليات تهريب للمخدرات في عموم السجون المركزية وآخرها ضبط تهريب خمس حالات للمخدرات في الإصلاحية المركزية بصنعاء, أما السكاكين الحادة والخناجر فهناك ضبطيات مستمرة بعد أن تمكن النزلاء من صناعتها من العلب المختلفة.
ظاهرة المخدرات أفتك وأخطر من كل الممنوعات خاصة عند تعاطيها من قبل النزلاء وبتواطؤ البعض من العاملين في تلك الإصلاحيات المركزية الذين يسارعون إلى تسهيل هروبها وإعطائها للسجناء الذين يتعاطونها بغرض نسيان قضاياهم المتعثرة والمتراكمة لسنوات في أروقة المحاكم.
يعود أسباب انتشار عمليات تهريب المخدرات بالسجون إلى الوضع العام الذي يمر به الوطن بسبب العدوان والحصار، والذي انعكس سلبا على أوضاع السجون.
للمخدرات مخاطر عديدة، وآثار صحية ونفسية، فجميع أنواع المخـدرات تضر بسلامـة جسـم الإنسان وكما يؤثر تعاطي المخدرات تأثيراً متفاوت الدرجات في الوظائف العقلية للفرد وإدمان المخــدرات يؤثر علي الحـالة النفسية والعقلية للمتعاطي ويصيبه بالضعف العام ويعرضه إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المستعصية والمزمنة مثل أمراض الصدر- الإيدز -الفشل الكلوي بحسب دراسة عربية.
وأضافت الدراسة بالنسبة للآثار التنموية، فالمخـدرات تجعل متعاطيها كسولا- سطحيا- غير موثوق فيه- مهمل متردد في تعامله مع الناس وغالباً ما يطرد من عمله ويقل أجره أو ينعدم كما أن تعاطي المخدرات تمثل أعباء مالية شديدة علي دخـل الأسـرة لما ينفقه المتعاطي للحصول على المخدر فتجد أن تعاطي وإدمـان المخــدرات يؤثران على إنتاجية الفرد بصورة مباشرة وذلك مـن خـلال ما يطـرأ عليه من تغيرات عقلية، وقد دلت النـتائج والبـحوث التي أجريت على تأثير مختلف أنواع المخدرات على المتعـاطي أو المدمن إلى انخفاض مستوى إنتاجه وعدم الاكتراث وضعف التركـيز واضطراب في الإدراك للزمن والألوان والحجم، الأمر الذي يؤدي إلى إهمالـه في أداء عمله، يقل مستوي أدائه تدريجياً ويتصف بالكسل والخمول والتراخي والتعرض للحوادث قد يؤدي إلى هلاكه.
وأهم الآثار الاقتصادية لتعاطي وإدمان المخدرات هي: انهيار الطاقة الإنتاجية للفرد، حدوث خلل في التعاملات المادية وتفشي الظواهر غير الصحية في مجال التعاملات المالية مثل ظاهرة غسل الأموال.
في حال ظهورعمليات تهريب المخدرات في السجون المركزية.. كان لابد على قيادة مصلحة السجون أن تعمل جاهدة على الحد من هذه الظاهرة.. إذ شددت قيادة مصلحة السجون على العاملين في تلك الإصلاحيات بضرورة الحد منها وإيقاف تهريب هذه الممنوعات التي تفتك بالسجناء وبحالتهم الصحية والعقلية والنفسية كما يقول الوكيل المساعد لمصلحة السجون العميد عبدالسلام الضالعي.
سارعت قيادة مصلحة السجون في عقد دورتين تعريفيتين للعاملين بالإصلاحيات المركزية والاحتياطية لتعريفهم على طرق وأساليب جديدة لمنع تهريب مثل هذه الظواهر السلبية وانتشارها بين أوساط النزلاء، والتفتيش ومكافحة المخدرات وكذا لمواجهة حالات الطوارئ والحرائق ومنع دخول، لحسب الوكيل المساعد لمصلحة السجون العميد عبدالسلام الضالعي.
أصبح دور ومركز الإصلاح الحديث إصلاح وتأهيل النزلاء وإصلاح اعوجاجهم وأفكارهم ليعودوا للمجتمع أفراد صالحين يسهموا في تقديم مختلف الخدمات الصحية والنفسية والتنمية والاستقرار في الوطن.
ولا يتحقق ذلك إلا إذا كانت مراكز الإصلاحيات منظمة تنظيما سليماً لأخطر فيها على الحياة والصحة والسلامة الشخصية للنزلاء والعاملين والزوار ومرافقها أيضا.
الوكيل المساعد لمصلحة السجون العميد عبدالسلام الضالعي كشف عن عملية إحباط تهريب خمس حالات للمخدرات بالإصلاحية المركزية بأمانة العاصمة التي كانت ستستهدف صحة النزلاء.. منوهاً بأن قيادة المصلحة سارعت لعقد مثل هاتين الدورتين لتعريف العاملين على تلك الإصلاحيات للأهمية الأساسية من أجل ترجمتها على أرض الواقع في مجال الإسعافات الأولية ومكافحة دخول المخدرات والممنوعات إلى النزلاء.
من جانبه تحدث مدير عام مركز التدريب والتطوير بالمصلحة العقيد دكتور محمد العاقل أن ما تعانيه بعض المراكز بالإصلاحيات من تدهور في عملية ضبط الممنوعات والمخالفات, فقد أعد ونفذ المركز التدريبي بالمصلحة دورة تدريبية في مجال التفتيش ومكافحة المخدرات كونها آفة فتاكة من أخطر السموم على المجتمعات كافة ومنها السجناء والعاملين فيها حيث استهدفت الدورة 25 مشاركاً ومشاركة من العاملين في الإصلاحية المركزية ومراكز السجون الاحتياطية بالأمانة وعدد من أنصار الله بالإصلاحية المركزية بالأمانة.
عبدالغني زياد، يشير إلى أن هذه الدورات تؤكد على جدية المصلحة بتأهيل العاملين بمراكز الإصلاحيات وتطويرهم وتحديثهم وتنمية قدراتهم في هذه المجالات للتعامل معها مع السجناء وغيرهم.
وأضاف زياد أنهم كمستفيدين تعرفوا على طرق مختلفة في كيفية التعامل مع النزلاء وزوارهم وما هي الأساليب التي يجب اتباعها من أجل الحفاظ على صحة النزلاء.
لمعرفة إن كانت هذه الدورة قد ساهمت أو تساهم في الحد من عمليات تهريب المخدرات التقينا عددا من المشاركين في الدورة التدريبية.. إذ قالت المساعدة خلود الويس -مشاركة من سجن احتياطي الثورة: لقد استفدت من الدورة أشياء كثيرة منها كيفية إسعاف النزلاء المصابين وكيفية ضرب الإبر وتركيب الفراشة لهم وخياطة الجروح – أما الدورة الأخرى فقد استفدت أشياء جديدة من أهمها التفتيش المثالي للنساء في مراكز الاحتجاز أثناء الزيارات للنزلاء.
المساعد إبراهيم محمد النهاري مشارك من مصلحة السجون حيث أفاد بأنه استفاد الكثير من الدورة الثانية من الدورة خاصة في مجال التفتيش عن المخدرات بين السجناء وطرق وأساليب التعامل مع السجناء والزوار.. يضيف ” لم تعطَ عينات منها في الدورة للتعرف على المخدرات وأنواعها مع عجز حاد في الأجهزة التي يتم التفتيش بها لعدم تواجدها في تلك الإصلاحيات المركزية والاحتياطية..”.
أدهم الشبامي -أحد المشاركين من الإصلاحية المركزية بصنعاء والذي أفاد من الدورة في مهام التفتيش وكيفية التعامل مع السجناء وكيفية التفتيش للسجناء وكيفية استقبالهم وما هي الطرق والواجبات التي يتم التعامل بها داخل السجن المركزي بصنعاء والمحافظة على أمن السجناء والحفاظ على مرافق النزلاء وكيفية منع دخول المخدرات أو أي ممنوعات.
– أحمد العثماني -من سجن احتياطي جنوب الأمانة حيث قال: لقد استفدنا من الدورة في كيفية الإجراءات المتبعة في حال ضبط عمليات المخدرات.
لكن وفي ظل عقد تلك الدورة التدريبية وعدم عرض أنواع المخدرات على المشاركين وانعدام الأجهزة الأمنية لكشف تلك الممنوعات أثناء التفتيش تبقى عمليات التهريب للمخدرات في الإصلاحيات مستمرة إذا لم يكن هناك إجراءات حقيقية وجادة على ارض الواضع وتزويد الإصلاحيات بالأجهزة الأمنية الحديثة وكذا رقابة وإشراف على أفراد حراسة الإصلاحية واتخاذ العقوبات في حق من ثبت تورطه في تلك العمليات.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا