الرياح موجودة


من بين الاتفاقيات التي خضعت لمزاج الخلاف السياسي داخل البرلمان اتفاقية إقامة محطة المخا لتوليد الطاقة بالرياح لكنها ربما الأغرب في انتهاز الفرص¡ المحطة ستقام كما هو مفترض على منطقة المخا والأموال التي ستمول المشروع والبالغة 120 مليون دولار تقريبا مقدمة منحا◌ٍ وقروضا◌ٍ من الصندوقين السعودي والكويتي والبنك الدولي والإسلامي وغيرهم وليست هناك أي مشكلة .
لكن أحد النواب أخذ عصاه وخرج وهو يردد المحطة حرام¡ ولأني جديد نوعا ما فلم أفهم المقصد اعتقدت أن الرياح محرما اعتراض طريقها لحكمة يعرفها الرجل وتبعه آخرون قالوا أيضا إنها حرام لكن الغريب ربما نائب لم يكن قبلها قد اتخذ أي موقف متعلق بالحلال أو الحرام ودائما توجهه السياسة .
التحريم لم يكن بسبب الرياح بل بسبب القروض كما اتضح فيما بعد أنها وإن أنارت للناس في الدنيا فستظلم عليهم في الآخرة « هكذا تصدر الأحكام « التي انزعج منها العديد من أبناء المخا حيث يجب أن يكون المشروع وكانوا يتمنون أن يساعدهم النواب لا أن يحرموا عليهم إقامة تجربة مهمة ربما تنجح اليمن في تنفيذها .
في المخا لم تحط الأرض المخصصة للمشروع بالحماية ويتوقع الناس هناك أن تخلق المشاكل عند بدء التنفيذ وتصبح حجر عثرة خاصة وأن الاحتياج كبير للمساحات حيث توزع توربينات الهواء التي تحول الحركة إلى طاقة .
النواب أنفسهم اعتقدوا أن مهمتهم انتهت بمجرد إقرار الاتفاقية وتركوا المشروع يواجه مصيرا◌ٍ غامضا◌ٍ في جهات أخرى مرتبطة بالمناقصات وهو ما يجعل الحاجة الماسة تفتر لدى المستفيدين حيث كانت الكهرباء لجأت قبل أسبوعين إلى توليد 40 ميجا وات من محطة المخا الموجودة حاليا لتغطية عجز في المدن الأقرب وهي تعز¡ والى أن يحين تنفيذ محطة الرياح ورؤيتنا لأول مراوح تحول الظلام إلى نور ستكون المحافظة قد احتاجت لما هو أكثر من 60 ميجا وات تتولى الرياح توليدها ضمن الخطة التي أعدتها شركة استشارية ألمانية في وقت سابق .

قد يعجبك ايضا