عبّرت عن مواقفها الرافضة للعدوان والحصار وفضحت جرائمه أمام الرأي العام الدولي

الجاليات اليمنية.. صمود خارج الحدود
تحقيق / أسماء حيدر البـزَّاز
لا يقل الصمود وروح المقاومة والعزم عند المغترب اليمني في مجابهة العدوان في الخارج، عما يقدمه أبناء الحكمة والوطنية والقومية داخل الوطن,  في تبيان وفضح جرائم العدوان للعالم وكشف صوت الحقيقة, المحجوبة خلف آلة العدوان الإعلامية المتغطرسة، بعد أن اشترت مملكة الحِقد السعودي ولاءات الخارج للوقوف إلى جانب عدوانها على اليمن، أمام أعين العالم بمن فيها الأطر الأممية والأمنية الدولية..
في هذا الاستطلاع سنسلط الضوء على بعضٍ من تفاعلات ونشاطات ومواقف الجاليات اليمنية، في دول الاغتراب، وما تلعبه من دور خلاَّق وكاشف لحقائق العدوان وجرائمه التي يرتكبها ضد المدنين العُزَّل في كل أرجاء المحافظات اليمنية:
في عدد من عواصم ومدن العالم الكبرى، نظمّت الجاليات اليمنية فعاليات وأنشطة ثقافية، ومعارض إنسانية تشكيلية وفوتوغرافية واحتشاد بشري، ومسيرات وتظاهرات فضحت من خلالها جرائم العدوان السعودي البشعة والمنافية للأخلاق والأعراف والقيم الإنسانية، أمام الرأي العام الخارجي مطالبة الدول والمنظمات الأممية والإنسانية بسرعة وقف هذا العدوان والحصار في أسرع وقت ممكن.. إذ كان من أبرز هذه التفاعلات ما نظمته الجالية اليمنية في الولايات المتحدة من مسيرات ووقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك  للتنديد بالعدوان السعودي على اليمن، وما أسفر عنه من سقوط آلاف الشهداء والجرحى، فضلاً عن تدمير للبنية التحتية . مؤكدين  أن ما يمارس بحق اليمن وشعبه جرائم لن تسقط بالتقادم  مطالبين بإيقاف العدوان والعودة إلى طاولة الحوار لإخراج اليمن من أزمته..
وفي هذا السياق أكد رئيس الجالية اليمنية بنيويورك – فتح علاية على ضرورة إدراك اليمنيين لأهمية نسيان الخلافات في الظروف الاستثنائية، والأخطار التي تحيق بالوطن، جراء العدوان الذي طال كل مقومات الحياة.. داعياً مختلف المنظمات الحقوقية والدولية إلى اتخاذ موقف جاد، وتحرك سريع للضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، من أجل وقف العدوان على البلاد ووقف المجازر بحق أبناء ونساء وأطفال اليمن وتدمير منشآته ومشاريعه واستهداف بنيته التحتية بدون وجه حق.
الهمّ الوطني
تحيي الجاليات اليمنية خارج الحدود اليمنية في أصقاع العالم، حالة من القلق واليقظة المتواصلة، لما يطال الأهل في عموم خارطة الجمهورية اليمنية من عدوان ودمار، ولا تملك في نفس الوقت وفي ظل هذا الحصار المفروض على البلاد من قبل العدوان، سوى المنافحة والمقاومة الشرسة والرافضة لكل أنواع العدوان، في ظل التعتيم الإعلامي الذي تنتهجه آلة التضليل الخليجي العربي تجاه حرب الإبادة التي ترزح تحت وطأتها اليمن، لكن الجاليات في نفس  الوقت تهيب باليمنيين في الداخل ضرورة العمل على تماسك الجبهة الداخلية، معتبرة استمرار الصمود والصبر والتضحية هو من سيهزم العدوان مهما كانت مؤامراته ودسائسه وهجماته التي تستهدف اليمن بشرا وحجرا وشجرا وحضارة وتاريخاً..
هذا ما أوضحه الدكتور هيّاف ربيع رئيس اتحاد الجاليات اليمنية في أوروبا، مؤكداً إدانة واستنكار اتحاد الجاليات اليمنية في أوروبا لكل أنواع هذا الصلف المقيت العدوان الغاشم على بلادنا، من قبل دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.. داعيا إلى وقف الحرب بصورة عاجلة ورفع الحصار على اليمن الذي يعاني من أزمة إنسانية واقتصادية حادة..
ودعا ربيع المجتمع الدولي للاستجابة إلى نداء الشعب اليمني ومختلف الاحتجاجات التي تنظمها الجاليات المحبة للسلام لوقف العدوان ومساندة الشعب اليمني في بناء حاضره ومستقبله وتقديم الدعم له في مختلف الأصعدة والمجالات.
من جانبه أكد الدكتور محمد الأهدل –رئيس الجالية اليمنية في جدة على ضرورة الحوار بين أبناء الوطن وبناء مستقبلهم بأيديهم والبعد كل البعد عن الصراعات المناطقية والطائفية والحرص على السلام في حلحلة مختلف القضايا الوطنية والمصيرية..
أبناء الجالية اليمنية في إيران، والهند وكثير من الدول الإسلامية والعربية والصديقة نددوا بالمجازر الوحشية التي ترتكبها الطائرات السعودية ضد الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، رافعين صوراً للجرائم البشعة التي ارتكبتها الطائرات السعودية بحق أبناء الشعب اليمني.
حراك متواصل
ما أوردناه نزر بسيط لا ينصف ما تخوضه الجاليات اليمنية في الخارج، وبما يعكس تماسك أبناء الوطن داخل وخارج اليمن، بل ويشكل جبهة صمود خارج الحدود، لا تقدر بثمن، فهي من تعمل على ايصال صور جرائم العدوان للرأي العام الدولي، برغم المليارات التي دفعها العدوان السعودي لممارسة التضليل والكيد والتعتيم على جرائمه..
هذا ما أوضحه- عارف الرزَّاع– رئيس المركز اليمني للجاليات، مؤكدا أنه منذ بدء العدوان على اليمن لما يقارب عشرة أشهر كان للجاليات اليمنية في مختلف أنحاء العالم أدوارا محورية وجوهرية متعددة الاتجاهات وعلى مختلف الأصعدة للمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار على البلاد , حتى بالتعاون مع مختلف الجاليات العربية والأجنبية المنددة بالعدوان والرافضة لمواقف بلادها المشاركة في الحرب على اليمن ارضباً وإنسانا .
وعلى الصعيد الميداني المتصل بنشاطات الجاليات وتفاعلها في الخارج قال الرزاع:  فمن الناحية الميدانية نظمت العديد من المسيرات للاحتجاج على هذه الحرب الجائرة سواء من قبل أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا  أمام مقر مكتب رئاسة الوزراء البريطانية، نصرة للشعب اليمني المظلوم وللمطالبة برفع الحصار ووقف استخدام الأسلحة المحرمة دولياً. محتجين  على موقفها المؤيد للغارات السعودية ومشاركتها اللوجستية. كما طالبوا بالضغط على الرياض لوقف إطلاق النار وفتح باب الحوار بين أطياف الشعب اليمني.
وأشار الرزاع إلى أن المركز اليمني للجاليات في هذا الإطار نظم فعالية  حضرها مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود الجنيد وبحضور عدد من الجاليات العربية والأجنبية حوت مختلف الأنشطة  التي عبرت عن رفض  العدوان وأشادت بالصمود الكبير للشعب اليمني العظيم وعزيمته وشموخه وإبائه في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر، داعية  الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إيقاف العدوان السعودي على اليمن ورفع الحصار البري والبحري والجوي المفروض على اليمن بدون وجه حق. خاصة وأن  هذا العدوان لم يميز بين أحد فاستهدف الأبرياء والمدنيين والآمنين من الشيوخ والنساء والأطفال والمساكن والشجر والحجر وكل مقومات الحياة والعيش الكريم في كل مكان، مستخدما الأسلحة الفتاكة المروعة والمحرمة دوليا.
مساندة شقيقة وصديقة
نشاط الجاليات اليمنية في الخارج لم يذهب هدراً فقد حقق الكثير من فرص المساندة والدعم لليمن، حيث تفاعلت مع الجاليات اليمنية الجاليات العربية والصديقة في الداخل والخارج، وقد كان للجاليات العربية في بلادنا موقفها الرافض للعدوان، حتى  من دولها وأنظمتها المؤيدة للعدوان.. وهذا ما جاء على لسان رئيس الجالية المصرية في اليمن الدكتور رضا عطية الذي ندد بهذه الحرب البربرية والدولية على  هذا الشعب المسالم الذي لم يبدر منه أي خطورة أو اعتداء على اشقائه، مطالبا بوقف الحرب لكونه لا مبرر لها , وهو ذات النداء الذي كرره رئيس الجالية السودانية في اليمن المهندس صلاح دفع الله , مضيفاً: لقد خرجنا مسيرات لمطالبة الحكومة السودانية بوقف دعم العدوان على اليمن وهو ما نأمل التجاوب معه بصورة عاجلة .
فيما اعتبرت رئيسة اتحاد المرأة العربية إخلاص الحسن المجازر التي تقودها السعودية بحق أطفال ونساء اليمن جرائم دولية وانتهاكات جسيمة يجب معاقبتها ومحاكمتها , مستنكرة الاعتداء على الآمنين والمنشآت الحيوية داعية الشعب اليمني للتآزر والتآخي ونبذ الصراعات الداخلية والاحتكام إلى الوطنية ووحدة المصير للنصرة التي هي غايتهم المحسومة.
أخيــــــــــــــــراً
تماسك الجبهة الوطنية داخل الوطن وصمودها أمام العدوان وتفاعل وحضور الجاليات اليمنية خارج الحدود يعكس اتساق المواقف الوطنية لليمن واليمنيين في الداخل والخارج، وتفاعلهم لما يجري لكل يمني سواء داخل الوطن أو خارجه، أو تفاعلهم مع أتراح الوطن وأفراحه، إذ يأتي هذا التفاعل الذي شهدته الجاليات، عقب نداء وطني وجهته اللجنة الثورية العليا إلى الجاليات اليمنية في الخارج وكل الأحرار الرافضين للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن للخروج بمسيرات ووقفات احتجاجية أمام مكاتب الأمم المتحدة رفضا لاستمرار الحصار والعدوان.. مبينة أهمية هذه المسيرات والوقفات الاحتجاجية من قبل الجاليات اليمنية في الخارج والشعوب الحرة ليعرف العالم أن الشعوب ليست مع هذا العدوان وتحميل دول العدوان مسؤولية جرائمها العبثية بحق الشعب اليمني الذي يتعرض  لحرب إبادة من قبلها مع تكتم أممي واضح وتحميل الأمم المتحدة مسؤولية عدم تجريم الحرب العبثية على اليمن السعيد.

قد يعجبك ايضا