تونس / وكالات
أعلنت الحكومة التونسية، أمس ، فرض حالة التجوال ليلا على عموم أنحاء البلاد في ظل تواصل المناوشات بين الوحدات الأمنية ومحتجين في عدد من المدن التونسية.
وكانت قوات الشرطة قد أطلقت قنابل??? ???الغاز واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة، أمس الأول يناير ، وحاولوا اقتحام مبانٍ حكومية محلية في عدة مناطق في أكبر مواجهات واحتجاجات منذ ثورة 2011م.
كما تظاهر بضعة آلاف من الشبان خارج مقر الحكومة المحلية في ولاية القصرين حيث بدأت الاحتجاجات مطلع الأسبوع الجاري بعد مقتل الشاب رضا اليحياوي، الحاصل على شهادة جامعية رغم ذلك لم يستطع الحصول على وظيفة تؤمن له قوته اليومي، حرقا بصعقة كهربائية حين كان يحاول صعود عمود للتيار الكهربائي أثناء وقفة احتجاجية خاصة بعد أن عجز عن إيصال صوته للمسؤولين للتعبير عن غضبه واستنكاره بعد أن حذف اسمه من قائمة المقبولين للعمل في وزارة التربية.
كما أن حالة الوفاة كانت كافية لاندلاع شرارة ثورة جديدة على مايبدو بعد مرور 5 سنوات على الانتفاضة التي أطاحت بالنظام القديم من أجل الكرامة والتشغيل وساهمت في رفع راية تونس في العالم أجمع وتغيير الخارطة السياسية في العديد من البلدان العربية.
وانطلقت الاحتجاجات الغاضبة والمظاهرات المنددة من طرف الشباب العاطلين في مدينة القصرين ما أدى إلى مقتل شرطي واحد على الأقل، الأربعاء، لكن سرعان ما توسعت لتشمل مناطق أخرى في سيدي بوزيد وسوسة وكذلك تونس العاصمة وبعض مناطق الشمال الغربي.
وفي حي الانطلاقة داخل العاصمة تونس هاجم عشرات المحتجين مقرا صغيرا للشرطة وأحرقوه قبل أن تلاحق قوات مكافحة الشغب المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات “لاخوف لا رعب .. الشارع ملك الشعب”.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وتفرقوا في الأحياء المجاورة.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام رسمية تونسية وسكان محليون بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخرى هي جندوبة وباجة والصخيرة وسيدي بوزيد حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة.
كما شملت الاحتجاجات مدن دوز وصفاقس وسوسة والنفيضة والجريصة والدهماني أيضا.
ووصول الاحتجاجات بشكل عنيف للعاصمة من شأنه زيادة إرباك السلطات التي تسعى لاحتواء موجة احتجاجات تهدد بانزلاق البلاد إلى أتون أزمة أمنية وسياسية.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية التونسية: إن محتجين أضرموا النار في نقطة تفتيش للشرطة في مدينة قبلي جنوبي تونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف شمال غرب البلاد.
وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة “الربيع العربي” في تونس عام 2011م التي اندلعت بعدما حرق الشاب البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر 2010م وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي.
وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 % عام 2015م مقارنة مع 12 % عام 2010م بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إضافة إلى ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.
وفي استجابة للاحتجاجات الأخيرة أعلن مكتب رئيس الوزراء الحبيب الصيد أنه سيعود للبلاد من زيارة لسويسرا حيث يحضر اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي ويعقد اجتماعا طارئا للحكومة.
وقال الرئيس الباجي قائد السبسي الأربعاء الماضي: إن الحكومة ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين وتبدأ في تنفيذ مشروعات، وحضر مئات العاطلين أمس الأول للتقدم لوظائف لكن حدة التوتر ما زالت مرتفعة.
Prev Post