حوار/جمال الظاهري
*عضو اللجنة الثورية العليا “طلال عقلان” في حوار خاص لـ”الثورة”:
*الاصطفاف مع المشروع السعودي عار يلاحق “القوميين والأمميين”.. وبعضهم يخجل من الوقوف أمام رجل الشارع
*المرتزقة يتاجرون باسم تعز ويقودون ابناءها الى المحرقة
*جلال هادي والعرادة اميرا نفط السوق السوداء
*توجيهات عليا بعودة عناصر الامن إلى ممارسة مهامهم بدلا عن اللجان الشعبية
*استلمنا العمل والخزانة فاضية فعملنا على زيادة الايرادات ومنع انهيار أجهزة الدولة
من الواضح أن الضربات الموجعة التي وجهها الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات للعدوان وادواته والانتصارات التي احرزوها خصوصاً داخل العمق السعودي وفي مارب و تعز جعلتهم يفقدون السيطرة على أعصابهم ويرتكبون تلك المجازر المروعة بحق المدنيين والبنى التحتية للقطاعين العام والخاص..
وهذا هو التفسير القريب لما يحدث مؤخرا ويؤكده الاستاذ/ طلال عقلان – عضو اللجنة الثورية العليا -الذي تحدث لنا في هذا الحوار عن اسباب استمرار العدوان السعودي الامريكي على اليمن ودوافع ارتكابه الاعمال الوحشية في حق ابناء الشعب اليمني في حالة من غير مسبوقة من الصلف وعدم الاكتراث للعواقب أو للقوانين الدولية التي تجرم مثل هذه الاعمال, ضارباً بكل التقارير والانتقادات الدولية التي توجه اليه بين الفينة والاخرى عرض الحائط.
كما تطرق الحوار للوضع الانساني والحالة الاقتصادية , وكذلك مستجدات الوضع في المحافظات الجنوبية والشرقية اضافة الى الوضع الانساني في تعز تحديدا.. ومسار المفاوضات السياسية.. نتابع:
بداية ومن نافذة الشأن السياسي.. ما الذي حمله ولد الشيخ في زيارته الأخيرة إلى اليمن؟
– لم يحمل شيئاً جديداً, طلب العودة واستمرار المفاوضات, قلنا له نحن مع استمرارها ولكن مواصلة هذه المحادثات لها متطلبات، إيقاف العدوان، أولاً هذا إذا أردنا أن تستمر المحادثات وأن تكون ايجابية لأننا لا نريد المحادثات لمجرد فقط أن نلتقي ونتصور، هذا شيء غير مقبول, نريد أن تكون المحادثات من أجل إيقاف الاحتراب بين الناس وأيضاً أن تنتج هذه المحادثات معادلة سياسية جديدة يقبل بها كل الناس وأيضاً نريد أن تظل السلطة في اليمن في حالة شراكة بين جميع أبنائه.
مادام لم يحمل معه جديدا.. لماذا تم إطلاق أسرى سعوديين؟
– هذا الموضوع له مسببات.. السعودية كانت تقول إنه ليس لدينا معتقلون بينما لدينا أكثر من ذلك، كثير جداً.. الموضوع في سياق آخر ومختلف ستأتي اللحظة التي نطرح فيها الحيثيات ولماذا تم اطلاقهم ، حالياً اللحظة لا تساعد بأن نطرح كل شيء على الطاولة، لكننا نحاول أن نكون أكثر صراحة، أكثر ملامسة، أن نوصل أكثر قدر من الحقيقة إلى الناس.
بالأمس كانت هناك غارات استهدفت أمن الأمانة ومقر الشرطة الراجلة ومبانيها تقع ضمن حي سكني مكتظ.. برأيك ما الرسائل التي يريد العدوان إيصالها إلى الشعب اليمني جراء مثل هذه الأعمال الإجرامية وفي هذا التوقيت؟
– حقيقة رسالة القصف بالصواريخ أمن أمانة العاصمة ومقر الشرطة الراجلة كغيرها من الرسائل التي أرسلت خلال المرحلة الماضية.. لم يكن هناك تمييز بين الأهداف، الكل يعرف أن مقر الشرطة الراجلة هو مقر لشرطة لا تمتلك سوى أسلحة شخصية وتدريبها وتجهيزها لا يتعدى الكيفية في تنظيم أمور الناس في مدينة صنعاء.
الرسالة التي أرادوا ايصالها تقول: إنهم لن يسمحوا بأن يكون هناك حالة أمنية مستقرة في صنعاء, وأنهم يريدون لصنعاء أن تنحدر وتغرق في الفوضى كما انحدرت عدن في ظل احتلالهم إلى الفوضى والصراع وبما يساعد العناصر الإرهابية ويمكنها من تنفيذ عملياتها الإرهابية داخل صنعاء.
وبالتالي لم يستهدفوا المقار الامنية فقط وانما استهدفوا بيوت المواطنين الأبرياء.. إلى اليوم وإلى هذه اللحظة فقط الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض عشرون شهيداً, هذه جريمة كغيرها من الجرائم التي قام بارتكابها العدوان خلال المراحل السابقة, لكن ضربات أمس الأول وقبلها بيوم كانت أكثر جنونا, وبالنسبة لنا فإننا نعد ذلك دليلاً على انهزام وانكسار نفسي يعانون منه.
يبدو أن الضربات التي وجهها الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات والانتصارات التي احرزوها خصوصاً في الحدود وفي مارب وفي تعز جعلتهم يفقدون السيطرة على أعصابهم ويرتكبون تلك المجازر المروعة.
ربطت بين استهداف المقار الأمنية من قبل طيران العدوان وعمليات الاغتيالات الاخيرة ما هو الرابط بينهما؟ وبماذا تفسرون عودة الاغتيالات في هذه الأيام بالذات وبهذه القوة؟
– لو ركزت فإنه خلال الأيام الماضية كانت هناك ضربات تم توجيهها إلى بعض النقاط الأمنية خصوصاً في مداخل العاصمة من الجهة الشرقية والجهة الجنوبية هذه الضربات كانت تهدف إلى تيسير تسرب هذا الفريق المكلف بعمليات الاغتيالات إلى داخل العاصمة- وتسهيل عملية الدخول له وتغطيته كي يقوم بعمليات الاغتيالات داخل العاصمة..لكن الجيش وخصوصاً الجهة الأمنية والأجهزة المعنية بذلك مستنفرة وهي تقوم بمهامها بشكل جيد جداً وإن شاء الله خلال الأيام القادمة ستتمكن من القبض على هذه الخلية.
لاحظنا أن عودة القوات الأمنية لأداء واجبها ورفع النقاط التابعة لأنصار الله أو اللجان الشعبية تزامن مع عودة الاغتيالات.. كيف يفهم المواطن هذا الأمر؟ لأن هناك من يربط بين الامرين؟
– ليست المسألة بهذا الشكل.. كما قلت لك عمليات الاغتيالات جاءت بعد تسلل خلية ارهابية إلى داخل صنعاء وسيتم التعامل معها وخلال أيام ستكون هناك نتائج في هذا الموضوع..
ما يتعلق بعودة القوات الأمنية لأداء مهامها مرتبط بتوجيهات السيد القائد الأعلى للثورة الذي وجه بعودة كافة الوحدات الأمنية لأداء مهامها, وأيضاً اعتبار 2016م عام الجندي اليمني.. وهذا ما تقوم اللجنة الثورية العليا اليوم بتنفيذه على الأرض.. وبهذا الصدد هناك خطط تعد وزارتا الداخلية والدفاع معنيتين بتنفيذ خططهما لأن يكون 2016م عاما للجندي خلال الاجتماع القادم لمجلس الوزراء.
كيف كان تجاوب أفراد الأمن مع توجيهات قائد الثورة ورئيس اللجنة الثورية بعودتهم لممارسة عملهم؟ وكم عدد الذين عادوا؟
– نحن من البداية تعاملنا مع الجيش والأمن باعتبارهما مكونين وطنيين ولا يمكن أن نتعامل خارج إطار هذا السياق لأن الرئيس الفار عبدربه منصور هادي تعامل مع الجيش باعتباره منظومة غير وطنية. وعمل منذ لحظة توليه على أن يفرغ هذا الجيش من محتواه ويصل به في الأخير إلى أن يحل هذا الجيش كي يتسنى للاحتلال أن يقوم بمهامه.. ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء سنتذكر إجراء مماثل اتخذه الاحتلال الأمريكي في العراق عندما حل الجيش الوطني العراقي, واعقبه انتشار الميليشيات المختلفة وخصوصاً المليشيات الإرهابية لتعيث فساداً في العراق في ذلك الوقت ودفع العراق بسبب ذلك ثمناً باهظا رغم ما كان عليه العراق من قوة ورغم ما لديه من امكانات لم يستطع الصمود أمام تلك الأحداث وهذا ما كان مراداً له أن يجري في اليمن..
وكما تابعتم أعلن هادي قبل أيام حل الجيش اليمني بمختلف وحداته وهو يسعى إلى إيجاد فراغ أمني لكن باعتبار ان الرجل فاقد للشرعية لم يتجاوب معه الجيش والوحدات الأمنية وهي الآن تقوم بمهامها بكل قوة وكل اقتدار ونحن على استعداد أن نتعامل وندعم الجيش للقيام بمهامه وخصوصاً بالدفاع عن سيادة واستقلال اليمن التي تنتهك حالياً من قبل هذا المحتل وبتواطؤ خبيث من قبل مرتزقة العدوان وعلى رأسهم عبدربه منصور هادي.
لكن ماذا عن وجود هادي في عدن وشكل السلطة التي يمثلها في المحافظات الجنوبية.. هل لديكم تصور – خطة للتعامل مع هذا الوضع؟
– بالتأكيد المحتل عندما دخل عدن مكن المليشيات الإرهابية من التحكم في الوضع وتصبح عدن مرتعاً للإرهاب وهي خطة رئيسية للاحتلال السعودي وتتمثل بدعم داعش بالبشر والمال والسلاح ولن يتأتى ذلك إلا من خلال انفلات الأمن وغياب التعليم وتلاشي المؤسسات الضامنة للمجتمع, وهذا ما عملت وتعمل عليه السعودية في الجنوب وفي تعز, عن طريق جعل تعز حاضنة رئيسية وفقاسة رئيسية لرفد هذا التنظيم..
ومن هذا المنطلق تصدينا لهذا المشروع في الجنوب وتعز, وانسحبنا من الجنوب كي لا نكون مبرراً لقبول مثل هذه التنظيمات الارهابية, وكي نفسح المجال للمكون الوطني في الجنوب لاستلام مؤسسات الدولة هناك ويحفظ أمن وسكينة واستقرار عدن وبقية المحافظات.. لكن هادي ومرتزقته ومن دار في فلكهم ومعهم المحتل السعودي والإماراتي وغيرهم عملوا على عكس ذلك, وذهبوا بعدن وبقية المحافظات الجنوبية في اتجاه العنف المستدام في هذه المحافظات.
نحن نتابع الوضع عن كثب ونحاول أن نتعامل مع هذا الوضع ونحاول ان نعزز وجود المكون الوطني في الجنوب المتصدي للاحتلال والانفلات.
مقاطعا.. هل يعني هذا أنه لا يزال لكم حضور كسلطة للدولة هناك؟
– بالتأكيد.. كدولة نحاول أن نعزز وجود الدولة كدولة وإلى الآن نحن من يتحمل مسؤولية دفع مرتبات الناس في الجنوب إلى هذه اللحظة, نبعث مرتباتهم شهرياً كي لا تنفلت مؤسسات الدولة وكي تكون حاضرة وفاعلة.
وهل هذا يكفي برأيك؟ اقصد استمرار دفع المرتبات؟
– حتى وإن لم يعط أي نتيجة في الوقت القريب, لكنه سيعطي نتيجة ولو بعد حين.. ما نريد أن نوصله لاخواننا في الجنوب هو أننا لم نأت للجنوب من أجل ان “نستعمر” الجنوب وتواجدنا هناك كان من أجل ان ندافع عنهم ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين, وقد اكتشف اخواننا في الجنوب بعد خروجنا حقيقة ذلك وأهمية وجودنا هناك, نحن نتعامل بإيجابية مع مظلوميتهم وندرك أن لهم مظلومية اعقبت حرب 94م, ونريد أن نسهم بحل هذه المظلومية بشكل جدي وواقعي وبما ينهي المشاكل والازمات ويوفر لهم الأمن والاستقرار.
في هذا النقطة بالذات هل تعتقد بأنه لا يزال هناك مظلومية لمناطق بعينها بعد الذي تعرضت له البلاد من العدوان؟
– بالتأكيد المظلومية تظل قائمة مظلوميات الناس تظل قائمة.. لا يسقط الحق والمظلومية هي في الحق..
-حتى المناطق تحمل مظلوميات أبنائها.. وعندما نقول مظلوميات الجنوب أو مظلوميات صعدة فهي تحمل مظلوميات هؤلاء الناس باعتبارهم أشخاصاً أو جماعات, تعاملنا وقلنا من أول يوم نريد أن ننصف الجنوبيين – من سلبت أراضيهم من اقصوا من وظائفهم من اعتدي عليهم – نريد أن نعيد لهم هذا الحق, لكن من تآمر عليهم في صيف94م ودخل مناطقهم واحتلها كما يدعون لم يسمح لنا بذلك.
إلى من تشير في قولك دخل واحتل الجنوب؟
– عبدربه منصور هادي وجماعته وهم اليوم من يعملون على ان تستمر مظلومية أبناء الجنوب قائمة, لذلك نحن مستمرون في تعاملنا مع الجنوب وأبنائه كمظلمة وقضية رئيسية ونريد ان نحل هذه المظلمة بنفس الارادة لحل مظلمة صعدة, غير متناسين ما تعرض له اليمن الكبير من ظلم..
اليمن اليوم فعلاً تعرض لمظلمة ومظلمة كبيرة جداً جراء هذا العدوان الذي استهدف الأرض والإنسان والبنية التحتية وكل ما يتعلق بالحياة، وبناء الدولة، و تلاحم المجتمع، وحتى الفرد، هذا العدوان استهدف المدارس ومؤسسات الإنتاج, وهذا كله مظلمة كبرى, ولكن مع كل هذا لا يحق لنا ان نتناسى حقوق الناس، الحق يجب ان يظل حاضرا لدينا على الدوام وبقوة.
حضرموت – وما دمنا في الجنوب – أين تقع في أولوياتكم.. كأنها منسية..؟
– لا.. هي حاضرة في القلب كأفراد، وكدولة نحن نتحمل مسؤولية حضرموت إلى هذه اللحظة, ونساعد اهلها ونمدهم بما نستطيع, ولكن كدولة تتعرض لعدوان ومؤامرة كبيرة هناك أولويات.
ويؤسفنا أن نقول إن حضرموت تعرضت لخيانة ممن كان يفترض بهم حمايتها وتم تسليمها للقاعدة.. اليوم أبناء القوات المسلحة والأمن يتم ذبحهم جماعات وافراد من قبل هذا التنظيم الإرهابي المنتشر في حضرموت.. ندرك ما يتعرض له ابناء حضرموت وكيف تحولت حياتهم إلى جحيم في المكلا نتيجة لوجود هذا التنظيم..
المؤامرة كبيرة والحرب التي تشن على اليمن جاءت لتغطي على تمدد هذا التنظيم، الذي لن يكتفي بحضرموت ولن يكتفي بشبوة والمهرة, مشروع القاعدة أكبر بكثير وهو يعمل على التهام الجغرافيا اليمنية كلها، وخطره إن لم يقف المجتمع الدولي والمحلي والاقليمي في وجهه سيتحول إلى مشكلة ليس فقط على مستوى الإقليم, ولكن على مستوى العالم بأسره, وعلى العالم أن يدرك ذلك، عليه أن يدرك بأن التدخل السعودي في اليمن كان من أجل أن يتم إيجاد داعش جديدة في اليمن.
ما يحدث في تعز بالتوازي مع العدوان الخارجي شكل علامة استفهام كبيرة لدى البعض.. ما الذي يريده أبناء تعز بالضبط؟
– تعز لم تشكل حالة استفهام سلبية، تعز شكلت حالة استفهام ايجابية، لكن ما يصوره الإعلام الدائر في فلك التحالف والعدوان هو تصويرها خارج سياق وضعها الطبيعي ووضعها الوطني.. ولا يمكن أن يكون لتعز وجود إلا في إطار المشروع الوطني اليمني الجامع.
هناك قلة من المرتزقة وخصوصاً من يتبعون أحزاباً سياسية محددة حاولوا أن يتاجروا باسم تعز أن يقودوا أبناءها إلى محرقة، أن يقودوهم إلى اصطفاف غير وطني، تعز رفضت ذلك، لو كانت تعز مع هذا الاصطفاف اللا وطني لكانت أنجزت غايات العدو وفي وقت مبكر، 99 % من أبناء تعز يرفضون الاصطفاف مع السعودية، هم تاريخياً تربوا على أن يكونوا ضد السعودية وأخواتها تربوا ضد مشروعها, وبالتالي لا يمكن لأبناء تعز إلا أن يكونوا حاضرين في إطار المشروع الوطني.. اليوم من يقاتل (المرتزقة وبلاك ووتر والجنجويد والسعودية والإمارات) في تعز هم أبناء تعز.
إذاً من الذين يقاتلون الجيش الوطني اليمني ويقاتلون أيضاً أبناء تعز ويعملون على تمزيقها؟
– هم هؤلاء المرتزقة القلة من أبناء تعز، القلة القليلة (حمود المخلافي وجماعته، محمد عبدالعزيز الصنوي ومجموعته، عبدالله نعمان ومجموعته) هؤلاء الذين ينتمون إلى أحزاب سياسية معينة وهذه الأحزاب في سياق مواقفها حتى في داخلها هي متباينة ومختلفة في التعاطي مع السعودية.
لكن هذه الاحزاب انجرت الى تأييد العدوان والتماهي مع مشروعه؟
– لا يمكن أن نقول انها كلها مع السعودية.. جزء من الحزب الاشتراكي – جزء أصيل – في ثورة 21 سبتمبر وهو في الصفوف الأولى أعضاء لجنة مركزية هم في الصفوف الأولى من المدافعين عن ثورة 21 سبتمبر ويقاتلون المعتدي السعودي وميليشياته..
صالح الأبرص عضو اللجنة المركزية وهو مناضل أصيل في الحزب الاشتراكي اليمني وسكرتير أول محافظة البيضاء للحزب الاشتراكي، قتل وهو يدافع عن محافظة البيضاء تجاه هذا العدوان الظالم..
كثير من أعضاء الحزب الاشتراكي اليوم يتوزعون في الكثير من الجبهات ويناضلون ضد هذا التدخل، كثير أيضاً من القوى الأخرى من الناصري مثلاً يصطفون ضد هذا العدوان, وبالتالي مواقف هذه الأحزاب مواقف مختلفة داخل هذه الأحزاب هناك من هو مؤيد لهذا العدوان, وهناك من هو ضد العدوان.
في تعز أيضاً من يقاتل، الجنجويد القادمين الى اليمن وبأعداد كبيرة يتم شحنهم من ميناء (المعيز) كما يسمى نعم كانت هذه تسميته لأنه كان يصدّر لنا سابقاً الكباش والمعيز واليوم يصدّر لنا الجنجويد- ينزلونهم في عدن ومن ثم يرسلونهم الى تعز ليشنوا بين الفينة والأخرى محاولاتهم لاختراق تعز, لكن تعز عصية عليهم وجميع محاولاتهم يتصدى لها ويفشلها صمود أبناء تعز والجيش واللجان الشعبية.
اليوم الجبهة الوطنية التي تشكلت في تعز وهي خالصة من أبناء تعز تقاتل على كافة الجبهات وقريباً هذه الجبهة هي من ستنتصر مع الجيش واللجان الشعبية لأنهم هم أصحاب الحق، وأصحاب المشروع الوطني الحقيقي, أما المرتزقة والذين باعوا أنفسهم للشيطان والذين ارتهنوا للمال السعودي فإنهم مدحورون اليوم أو غداً.
تسعون لايجاد حل يجنب تعز الصراع.. وحالياً انتم على رأس سلطة الحكومة في البلد وهناك اليوم في تعز سلطة محلية ورئيس لهذه السلطة عين مؤخراً.. كيف تقيمون أداء هذه السلطة وأين تقف الشخصيات الاجتماعية من فكرة عمل جبهة قوية من أبناء المحافظة؟
– أولاً: في ما يتعلق بالجزء الأخير من السؤال.. بالنسبة لتشكيل جبهة عريضة من ابناء تعز لمواجهة العدوان سائرون فيه, ومؤتمر الثبات واللقاءات التي انعقدت مع ابناء تعز هنا في صنعاء وكذلك مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة في تعز ومع المحافظ جميعها تصب في هذا الاتجاه، وهناك تحرك فعلي وتفاعل مجتمعي من ابناء تعز تجاه هذا التحرك, – رجال مال وأعمال، سلطة محلية مفكرين وأدباء وسياسيين ومواطنين- وهو يؤدي في النتيجة إلى ان تشكل هذه الجبهة الواسعة، ونحن فعلاً عازمون على انجازها.
فيما يتعلق بمسألة التصالح والسلم في تعز.. نحن منذ البداية منذ أول يوم شعرنا أن هناك استهداف لتعز، ومحاولات لاخرجها عن سياقها وطابعها المدني المتعارف عليه, لذا سعينا إلى أن نجنب هذه المحافظة وأن نحافظ على طابعها المدني، نزلت أنا بتكليف من قيادة الثورة إلى تعز والتقيت كل الفعاليات السياسية والتقيت رجال المال والأعمال والتقيت السلطة المحلية والتقيت المشايخ وتوافقنا على أن نجنب تعز ويلات أي حرب وأن تكون تعز خارج اطار الاستهداف، لكن ما فوجئنا به هو أن طرفا بعينه حاول أن يحرف تعز عن مسارها, وهو التجمع اليمني للإصلاح, كان ومنذ البداية رأس الحربة لإفشال أي اتفاق، وحمود المخلافي مجرد أداة من أدوات التجمع اليمني للإصلاح..
التقيت حينا بحمود المخلافي في بيت الأخ علي الصلاحي واتفقنا على تجنيب تعز القتال وكان متحمساً لذلك، ولكن فوجئت بعد ذلك بأن المال السعودي كان هو المحرك للتجمع اليمني للإصلاح.
هذا بالنسبة للإصلاح.. ماذا عن القوميين والأمميين؟
– بالنسبة للقوميين والأمميين هناك من لا زال متمسكاً بقوميته أو بأمميته ويعمل وفق هذا المنظور، ويتحرك وفق الثقافة التي تشربها في هذا الصدد، وهناك من باع قوميته وباع أمميته ويتحرك وفق مصالحه الشخصية، ويتقاضى مالاً من السعودية ويتحرك وفق الاهداف التي استلم بموجبها هذا المال، – محمد عبدالعزيز الصنوي وعبدالله نعمان متأكدون ومدركون أنهم يصطفون مع المشروع المرفوض وطنياً والمرفوض قومياً وأمميا,ً وفقاً للثقافة التي كانوا يعتنقونها, لكنهم في نفس الوقت يعتقدون أن هذا المشروع كسر أو تم هزيمته, وبالتالي لن ينجح, فاصطفوا مع مصالحهم الضيقة، وباعوا أنفسهم للشيطان، فتحولوا من أمميين وقوميين إلى مجرد مرتزقة وعملاء, هم يدركون ذلك وأن الناس ينظرون اليهم على أنهم عملاء, يدركون ذلك ويرونه في عيون الناس ونظراتهم، وربما في بعض الأحيان يشعرون بالخجل.. بل أنهم احياناً حال خروجهم في اسواق وشوارع التربة يغطون وجوههم بالغترة، لأنهم غير قادرين على مواجهة المجتمع ونظرات الريبة في عيون ابناء بلدهم.
في موضوع تعز وتجنيبها، للأمانة نحن إلى آخر لحظة أردنا أن نجنب تعز القتال وقدمنا كل التنازلات حتى تلك التي تمس القناعات الشخصية التي من حق الناس أن يعتنقوا الأفكار التي يريدون ويظلون في موطنهم أياً كان اعتقادهم حتى هذا الخيار تنازلنا عنه وقلنا أن أبناء تعز من المعتنقين لأفكار المسيرة القرآنية يغادرون تعز من أجل تعز ومن اجل تجنيبها ويلات الحرب, لكن كما قلت في الأخير وصلنا إلى أن الأمر ليس في أيدينا، هكذا خاطبنا الاصلاح، هكذا خاطبنا حمود المخلافي، الأمر بيد التحالف ونحن ماضون معه في هذا التحالف, اعترف المخلافي بذلك على الملأ وقال ذلك بعفوية.
هناك حملة إعلامية حول الشأن الإنساني في ما يخص تعز تبناها اعلام العدوان رافقت هذه الحملة محاولات لفتح خطوط للإمداد أو إيصال الاغاثات والمشتقات النفطية.. هل لهذا علاقة بزيارة المبعوث الأممي؟
– الموضوع ليس له علاقة بزيارة المبعوث الأممي إطلاقا.. نحن طلبنا من الجانب الأممي أن ينزل إلى تعز وأن يزور تعز ويبحث من الذي يحاصر تعز, لسنا من نحاصر تعز, نسمح بدخول الغذاء والدواء والمياه وكل شيء، من يمنعها هم أولئك المرتزقة الذين يتحصنون في مداخل بعض الشوارع وبعض المناطق والمديريات في داخل المدينة, وهم من يمنعون دخول المواد الاغاثية، حتى عندما حاولنا ادخال الإغاثة من بير باشا إلى مناطق ما بعد التحرير تمت مواجهة ذلك بالرصاص والسلاح الثقيل, هم من يعمل على أن يظل الناس محاصرين، يريدون أن يستثيروا الناس عن طريق قولهم إن من يحاصركم هم الجيش واللجان الشعبية.
لو كنا نحن من نحاصر لما سمحنا بدخول المدرعات والسلاح الثقيل إلى داخل مدينة تعز، نحن شاهدناها وشاهدها العالم كله، تلك المدرعات التي احتفلوا بوصولها إلى داخل مدينة تعز وإلى داخل احيائها.
تركتموها تدخل.. انتم؟!
– لأننا لم نحاصر تعز، هناك طرق مفتوحة تؤدي إلى داخل المدينة.
لكنها قوات عسكرية ستهاجمكم؟
– بالضبط.. ودخلت إلى مدينة تعز.. وهذا دليل كاف على أنه لا حصار على تعز.. ما يحصل في تعز هو أن أولئك المرتزقة المتحصنين في داخل بعض الأحياء في مدينة تعز يمنعون دخول الغذاء والماء وحتى الدواء من الوصول إلى ابناء تعز.
في إحدى المرات اتصل بي بعض الإخوة وقالوا هناك (وايتات) ما نسمح لها بالدخول، والإرهابيون المتحصنون في بعض الاحياء يمنعونها من الدخول.. بل يحصل في بعض الاحيان ان يعتلون الوايت ويشغلون (الماطور) ويهدرون الماء إلى الشارع. ويختطفون الوايتات لغرض استخدامها كحامل رشاش.
هذه الإجراءات التي يقوم بها المرتزقة بحاجة إلى ثورة من داخل المجتمع نفسه، علي المجتمع أن يمنع هؤلاء، وأنا متأكد أن كثير من أبناء المجتمع أصبحوا يدركون حقيقة الحصار ومن يحاصرهم، عليهم أيضاً أن ينتفضوا من داخل أحيائهم كي يمنعون المرتزقة والإرهابيين من التحكم بمصيرهم وجر أحيائهم إلى العنف.
ننتقل إلى الجوانب الإنسانية وما يتعلق بحياة المواطنين.. الأزمة الاقتصادية كسرت ظهر المواطن.. لا جهات رقابية على الأسعار ولا على المقاييس والموازين.. السلع المهربة تملأ الأسواق, وخاصة تلك القادمة من دول العدوان..نعم الشعب صامد وأيضا صامت.. ولكن إلى متى؟
– في هذا الجانب الناس صابرون لأنهم يعرفون فحوى كل المشكلة.. أنا أتذكر كان هم العدوان الرئيسي يتمثل في ايصال الأمور في البلاد إلى حالة الانهيار الاقتصادي، ولذلك ركز العدوان في استهدافه على مؤسسات الدولة، ومنشآتها الخدمية، ومصانعها، ومصانع القطاع الخاص, والغرف التجارية، والمنشآت التجارية الخاصة.. لم يستثن شيئاً ولذلك اللجنة الثورة كانت مدركة لذلك وقائد الثورة خصوصاً كان مدركاً لذلك تماماً..
وعليه بدأنا العمل بالحفاظ على مؤسسات الدولة وأن تظل قائمة، وفي البدايات الأولى للحرب كان التسيب قد وصل في مؤسسات الدولة وفي الجانب الإداري إلى 95 % وربما بعض المؤسسات إلى 100 %، فعملنا على استعادة انتظام العمل في مؤسسات الدولة رغم الحرب, ورغم القصف, وكنا أول المبادرين للدوام وحضرنا في مؤسسات الدولة وبقينا صامدين.
كنا نحضر أول الناس ونغادر مكاتبنا آخر الناس, أشعرنا الناس بالطمأنينة وأن الالتزام بواجبنا تجاه المجتمع هو الأصل رغم كل شيء استجاب الموظفين والعاملين بمؤسسات الدولة, واليوم إذا ما نزلت إلى هذه المؤسسات ستجد أن هناك انضباطاً يصل في بعضها إلى 95 % في ظل الحرب والقصف وهذا بحد ذاته يعد انجازاً..
الموضوع الثاني المتعلق بتوفير المستلزمات الأساسية للناس – الغذاء الخدمات الدواء المشتقات النفطية وغيرها نحن نعمل على توفيرها.. وهنا دعني افرد للمشتقات جزءاً خاصاً في هذا اللقاء, وبالنسبة لموضوع السلع الغذائية والدواء فقد وفرناها والحمد لله المعروض يغطي الحاجة رغم الحصار..
مقاطعا..متوفر نعم ولكن ماذا عن الأسعار والمواصفات والمقاييس؟
– الأسعار قفزت في البداية ولكن اليوم لو تلاحظ فإنها قد انخفضت ونحن ننزل إلى الأسواق بين فينه وأخرى, ففي بداية الحرب وصل سعر كيس القمح في بعض المناطق إلى 17 ألف ريال اليوم عاد إلى سعره الطبيعي أو زيادة قليلة نتيجة ارتفاع سعر الصرف أو نتيجة لارتفاع فاتورة التأمين للبواخر التي تنقل, الغاز وفرناه ونبذل ما نستطيع لتوفيره بالسعر الطبيعي هذا ونحن في حالة حرب والناس يعرفون أننا جئنا على ميزانية مختلة وخزانة مفرغة أفرغها عبدربه تماماً, ومع ذلك تحملنا المسؤولية وأدرنا الدولة وحافظنا عليها من الانهيار ووفق الممكن.
استلمنا الدولة وكانت مواردها في الشهر 18 ملياراً فعملنا خطة وتحركت المالية والضرائب والجمارك وكل الجهات الايرادية للدولة حاولنا أن ننعشها واستطعنا في شهر نوفمبر أن نصل إلى 58 ملياراً عائد وفي ديسمبر في حدود 250 ملياراً ونتواصل مع وزارة المالية وبعض المؤسسات الايرادية في محاولة لتحسين الإيرادات وبما يغطي النفقات, وهنا اتخذت بعض الإجراءات من أول يوم أباشر فيه هذا العمل.
ما هي هذه الإجراءات؟
مثلاً: لو زرت مؤسسات الدولة فإنك ستعرف أنه لا يصرف غير الراتب وبعض النفقات التشغيلية في حدودها الدنيا, ومن أول يوم استلمت فيه العمل أصدرت توجيهات لكل مؤسسات الدولة بإلغاء بنود الضيافة, وفقط استثنيت رئاسة الجمهورية والخارجية بواقع 25 % من ما كان ينفق في السابق كي تفي بالتزاماتها في حال وجود وفود أجنبية وما شابه, أيضا كان هناك فساد إداري متوافق عليه بين المشترك والمؤتمر الشعبي, ويتمثل ذلك الفساد في أن هناك أناساً قد بلغوا احد الأجلين للتقاعد في سلطات الدولة العليا ولم يحالوا إلى التقاعد ويتم التمديد لهم كونهم نافذين إما في السلطة أو في المعارضة, أصدرنا امراً بإحالة كل من بلغوا احد الأجلين إلى التقاعد.
هذا الأمر له انعكاس ايجابي لدى موظفي الدرجات الدنيا في السلم الوظيفي للدولة لأنهم حين يرون أن القانون ينفذ على ذوي الدرجات العليا سيقبل بذلك ولن يعترض, هذه المعضلة الإدارية حليناها ونعدها احد الانجازات في جانب الإصلاحات, وهذه أول مرة نتكلم للناس عن هذه الحقائق والانجازات وكيف واجهنا تبعات العدوان وعبر الإصلاحات التي قمنا بها ونحن مضطرون.
أما بالنسبة لموضوع المشتقات النفطية فإنه موضوع هام فأقول: هذا الرجل الذي يدعي بأنه رئيس شرعي لليمن وهو مجرد لص وسأقول لك لماذا أقول عنه سارق ، فهذا الحصار المفتعل على البلد من اجل ان يحصل (نجله) جلال من خلاله على عمولات بملايين الدولارات مقابل السماح والموافقة على دخول البواخر المحملة بشحنات النفط للتفريغ في الموانئ اليمنية.
مقاطعا.. هل تعني أن جلال هو من يمنح تصاريح دخول السفن إلى الموانئ اليمنية؟
– نعم جلال هادي ووزير نقله يقومون بصورة مباشرة بأخذ عمولات مقابل دخول كل شحنة غذاء أو ديزل أو بترول أو دواء, وهذه العمولات تصل إلى ملايين الدولارات, هذا كله بمباركة الرجل الذي أتى العالم للدفاع عن شرعيته, ينهب أبناء وطنه حتى في أيام الحرب يتاجر بمعاناة شعبه, ويضاعف من معاناته ويمنع وصول لقمة العيش الى مستحقيها, كل هذا من اجل أموال العمولات هذا الرجل كارثة كبرى, ولذلك ترتفع أسعار السلع الغذائية لأن التاجر أو المستورد أو حتى مؤسسة النفط يجدون أنفسهم مضطرين لرفع السعر كي يعوضون ما دفعوه كعمولات.
ماذا عن الرقابة من قبل الجهات الرقابية والضبطية..اين دورها في مراقبة السلع والمخالفات؟
– السلع ستصل وسنعمل على ذلك وبالنسبة للجهات الرقابية أود أن أوضح هنا أنه يحدث خلط بين مسميات اللجان فاللجنة الثورية العليا هي من تدير البلاد وهناك لجنة رقابية هي المعنية بمتابعة الفساد والاختلالات المتعلقة بما نحن بصدد معالجته, وللأمانة هي تقوم بمهامها, في متابعة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد والأجهزة المعنية في الصناعة وغيرها كي تقوم بواجبها, وندعو اللجنة الرقابية إلى بذل المزيد من الجهد في ما يتعلق بالسلع الاستهلاكية والرقابة عليها.
سم لنا انجازا بعينه حققته هذه اللجنة؟
– منذ أن وجدت هذه اللجنة الكثير من مظاهر الفساد اختفت في الكثير من المؤسسات, اليوم لا يمكننا أن نقوم بأي عملية دون أن تكون هيئة مكافحة الفساد حاضرة كرقيب مصاحب وليس كرقيب لاحق, وللأسف انه في السابق تم قوننة الفساد.. بحيث تم منح امتيازات وحصانات لموظفي السلطات العليا من الملاحقات أو المحاسبة.. يعني الجهاز المركزي لا يقوم بعمله إلا بعد أن تتم الواقعة لكن اليوم تتم الملاحقة والمحاسبة أولاً بأول, كما أننا جمدنا هذا القانون ومنحنا الجهاز المركزي الحق في القيام بالرقابة المصاحبة, وكذلك اللجنة الرقابية العليا وهيئة مكافحة الفساد جميع هذه الجهات الآن تقوم بمهام رقابية مصاحبة, مثلا أحلنا قضايا الأراضي – إلى هيئة مكافحة الفساد – وهي منظورة الآن لديها وعليها أن تحيلها إلى الجهات المختصة والجهات القضائية.
هناك من يقول أن تعدد الجهات الرقابية – ربما – يكون هو السبب في الخلل الحاصل في أداء المهام.. لدينا الجهاز المركزي للمحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد، واللجنة الرقابية العليا, وهيئات أخرى ربما تعدد هذه الجهات وتداخل الاختصاص بينها.. جعلها تتواكل أو تتصادم أو تتراخى في الأداء.. ما رأيكم في هذا الطرح؟
– ليست متواكلة، فكل هيئة تقوم بمهامها وما تضطلع به من المسؤوليات.. نحن من يوم أتينا إلى السلطة في البلد مكنا هذه الأجهزة من أن تقوم بمهامها، لم نتدخل في اختصاصها لم توجه منا يوماً رسالة إليهم أو اتصال تلفوني أوقفوا القضية الفلانية أو لا تبحثوا في الشيء الفلاني، بالعكس أي شيء يصل إلينا فيه فساد نحيله إليهم مباشرة ولا نتدخل في اختصاصاتهم سواءً كان القضاء والنيابة وهيئة مكافحة الفساد او الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة واللجنة الرقابية العليا.. كل يقوم بمهامه ولا يوجد أي تدخل في مهامهم وعليكم ان تزوروهم، أنا أتمنى ان تزوروا رئيس هيئة مكافحة الفساد وأن تزوروا رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أن تزوروا الأخ رئيس اللجنة الرقابية العليا، أعملوا معهم لقاءات واسألوهم هل هناك تدخل في اختصاصاتهم.. بالعكس نحن منحناهم كافة الصلاحيات المنصوص عليها بالقانون وأضفنا إلى ذلك أن أي قانون يقيدهم أو يعرقل عملهم نحن مستعدون بحكم صلاحياتنا كلجنة ثورية عليا أن نجمد هذا القانون.
القطاع الخاص واستهدافه بشكل مباشر في الفترة الأخيرة.. ما الذي يريده العدوان من وراء استهدافه؟ وما الذي تقدمونه انتم من تعاون للذين يتعرضون للقصف؟ وما هي الرسالة التي توجهونها لرجال الأعمال والمواطن؟
– في هذا الموضوع الاستهداف هو ليس فقط استهدافا لهم بل يأتي في إطار سياق الاستهداف العام للوطن.. عندما عجزوا عن استهداف مؤسسات الدولة وإثنائها عن القيام بعملها انتقلوا إلى استهداف القطاع الخاص.
عملوا على استهداف الغرفة التجارية، وهو استهداف لكل رجال الأعمال سواء الذين بقوا مع شعبهم ووطنهم أو أولئك الذين وقفوا مع العدوان وهم قلة.. اغلب البيوت التجارية كان موقفها مشرفاً ووطنياً بامتياز, صمدوا وظلوا يقدمون العون والخدمات للناس.
والاستهداف الأخير لبعض المؤسسات التجارية يأتي في إطار استهداف الخدمة التي تقدمها, ويأتي في إطار الاستهداف المباشر للمواطن يريدون أن يقولوا الخدمة والسلعة التي تصلك نحن سنعمل على قطعها وإعاقة وصولها إليك, وهذه هي الرسالة التي يريد العدوان إيصالها, وأنا متأكد أن قطاع المال والأعمال سيظل صامدا وسيواصل تقديم خدماته للناس مهما كانت التحديات والعراقيل.
الأسعار العالمية للنفط انخفضت بشكل كبير, والنفط بدأ يتدفق الى السوق المحلية..لكن بقاء السوق السوداء يجعل الناس يتحدثون عن علامات استفهام..من يقف وراء هذه السوق التي تبتلع نقود اليمنيين؟
– هذا الموضوع فيه تأويلات كثيرة ولكنها غير حقيقية, وبالنسبة لنا فإن المشتقات النفطية التي تدخل للبلد عبر المنافذ الرسمية تستلمها وزارة النفط ولها سعر ثابت 2800 ريال للصفيحة 20 لتراً بسبب ارتفاع كلفة التأمين على البواخر لذلك فالسعر مرتفع ولو أن الأوضاع طبيعية وليس هناك حرب فإن سعر الدبة قد يصل إلى 2000 ريال في حده الأعلى وربما اقل من ذلك, لكن القادم للسوق السوداء يأتي من السعودية تهريباً عبر المرتزق سلطان العرادة وبدوره يبيعه عبر بعض التجار في السوق السوداء, ونحن غير قادرين أن نمنع الناس من الشراء خاصة مع ما يمارس علينا من حصار ومنع لدخول البواخر إلى موانئ التفريغ مضافا إلى ذلك ما يطلبه جلال هادي ووزير نقل عبدربه من مبالغ كبيرة وخيالية تتحملها شركة النقل التي تدفع أحيانا وأحيانا أخرى ترفض فيمنعون دخولها أو يعرقلونها وكل هذا من اجل أن تشتغل السوق السوداء حق سلطان العرادة.
نستطيع منعهم ومنع هذه السوق ولكن الناس سيطالبوننا بالبديل وأولئك السيئين – عبدربه وجماعته يعيقون ذلك و من الصعب علينا أن ندفع تلك المبالغ التي يطلبونها, لذا نعجز عن تلبية حاجة السوق.
نختم بملف جرحى وضحايا العدوان من المشردين والمصابين.. ما الذي تقدمونه لهم كسلطة وحكومة؟
– نحن نقدم لهم ما نستطيع, وصدر مؤخراً قرار باعتماد مرتبات لكل من سقط شهيداً وهو غير موظف, في أي مكان كان استشهاده, أما من يستشهد في الجبهات وهو غير مجند فيتم اعتماد راتب جندي له وأما من هم في اللجان الشعبية فتتم تسوية وضعهم أسوة بأمثالهم في الجيش وحسب ترتيبهم الهرمي في اللجان الشعبية وهناك توصيف لهم أشبه بالتوصيف العسكري, والجنود الذين يستشهدون يمنحون رتبة إلى رتبتين أعلى وكذلك الضباط, وفيما يتعلق بالجرحى نعمل بكل السبل لأن نوفر لهم الدواء والعلاج والمستلزمات وفق استطاعتنا وما يحز في النفس هو أن الأدوية والمستلزمات الطبية تحتاج إلى تصاريح كي تصل إلى من يعانون ويحتاجون إليها.