عــذراً رسول الله

أحمد يحيى الديلمي

عذراً رسول الله .. عذراً رسول الحرية والمحبة والسلام منقذ الأمة وماحي الظلمة.
عذراً إن كنا نحتفي بمولدك العظيم ومن قومنا الأشد كفراً ونفاقاً يرون ما نقوم به بدعة وضلالة تخالف نهجك القويم، هم القوم الذين عجزوا عن فهم منهجك استغلوا سذاجة وبساطة بعض المسلمين ليملأوا رؤوسهم بأفكار ضالة مشحونة بالغلو والتطرف والتقليد الأعمى .
أفكار ظلامية تحمل الحقد والغل والكراهية ترسخ ثقافة رفض الآخر ..
للأسف بشر أدعياء أرواحهم خاوية أفكارهم سطحية يتعمدون ليّ أعناق النصوص وتسخيرها لخدمة رغبات مقيتة يمعنون في التأويل وإلباس النصوص مفاهيم بعيدة كل البعد عن مضامينها الصحيحة .. قد يعتلون المنابر لا ليعظوا الناس ولكن ليقذفوهم بأفكار ومواعظ مريبة تستفز المشاعر وتشوه الدين .. تستدرج جموع الشباب الحائر إلى مدارج الغواية يغرسون في نفوسهم أسواراً خفية تفصلهم عن ذواتهم ومجتمعاتهم .
في هذه الأجواء تعالت هامات وبرزت كرامات لأشخاص جذورهم الاعتقادية مغلوطة وأفكارهم عنكبوتية خادعة تصفق للخيانة وتؤصل للعمالة بسند شرعي مؤيد من الدين، هذه الخطايا والغوايات البشعة عمقت الانحرافات السلوكية وجعلت الدين مظلة لها ، وأهلت الواقع لسجالات العنف والصراعات العبثية الجوفاء مذ فصلت المسلمين عن بعضهم وشجعت كل طرف لأن يختزل الإسلام في المذهب الذي يعتنقه ويرى في المسلم الآخر القابع في مذهب مخالف فاسق أو كافر أو مرتد مستباح الدم والعرض والمال جهاده في سبيل الله .
عذراً رسول الخير والسلام .. إن كان هذا حالنا ونحن نحتفل بيوم مولدك العظيم نشكو ظلم قومنا من عجزوا عن فهم شموخ وعظمة وعنفوان الدين ومكنوا الآخر من أن يقدح في المنهج ويتهمه بالتخلف بدعوى أنه كابح للتطور رافض للحداثة مصدر للتطرف وموئل للإرهاب في ظل هذا الواقع المظلم تتعقب حياتنا معاني الأسى تلفحنا ألسنة السوء صباح مسا تفرض علينا البقاء في ثنايا الزمن الخجول لأنها انحرافات موحشة جعلت الأمة تتصدع ويصيبها الوهن لتغرق في دهاليز الأحزان ورغبات الثأر والانتقام المتوارثة .
فلقد تعمقت الانقسامات وفرضت على الأمة تداعيات خطيرة وسعت الجراح ومزقت النسيج الاجتماعي بالذات مع استمرار الأدعياء المولعين بالكذب من يتعمدون إذابة أحلام الناس وأمانيهم الصادقة في كؤوس مترعة بالوهم يتاجرون بالمشاعر والعقول والأجسام.. فداك نفسي وأبي وأمي يا رسول الله .. فإنهم لن يحولوا بيننا وبين الابتهاج في يومك العظيم لأن عقولنا ومداركنا تشربت بنهجك القويم .. فسلام عليك يوم ولدت ويوم حملت الراية ويوم تبعث حيا..

قد يعجبك ايضا