ن …والقلم ..إنما بعثتُ
عبدالرحمن بجاش
هذا هو الثائر الأكبر محمد ابن عبدالله , ظل يراقب تلك العجوز من كفار قريش وقد عجزت عن أن تحمل كل متاعها ومحتاجاتها , فتقدم إليها وعرض أن يُساعدها حتى باب سكناها , التفتت إليه قائلة : لا يوجد لدي ما أكافئك به , إلا نصيحة , فاصغي , هناك رجل اسمه محمد ابن عبدالله لا تصدق ما يقول وما يدعو إليه , وراحت تعدد ((مساوئه )) حتى أنتهت , قال لها باسما : وإذا كنت أنا محمد الذي تتحدثين عنه , قالت فورا : أشهد أن لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله , ذلك هو محمد الذي بعث لما قال هو : (( …. لأتمم مكارم الأخلاق ……)) , والأخلاق منظومة قيم تبدأ بالوقوف في وجه الفقر والانتصار للفقراء , إلى محاربة الظلم , وإشاعة العدل كحق من حقوق الإنسان , والإنتصار لحاجة الإنسان لحياة كريمة تكون فيها الحياة قائمة على ما ينظمها , ويصونها , ويصحح العلاقة بين الناس ببعضهم , وأن يكونوا جميعا كأسنان المشط , لا فرق بين بلال الذي رأسه كالزبيبة السوداء وأكبر كبار الرجال مالا وجاها وسلطان . هل هناك أعظم من معاني اسلام محمد ابن عبدالله دين رب العالمين ؟ السؤال لكل متكبر جبار , لا يرعى في الناس إلا ولا ذمه !! , ودين محمد ابن عبدالله الذي جاء به مبشرا ونذيرا قال بأن الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والمرعى , هل هناك أوضح تعبير من هذا عن نظام اجتماعي فريد سرقة من سرق كل شيء إلى جيبه ؟؟ , من يجيب ….., حين بعث محمد كانت الأعراب أشد ظلما ونفاقا ووأد للحياة بدفن بناتهم , فجاء محمد ليعلي شأن المرأة لأن رب العباد لم يقل بالتفضيل أن الذكر أفضل من الأنثى , أو أنها كما يقول الرجال الآن أقل شأنا منه , لا وألف لا , رب العباد ومابشر به سيد العباد قال لنبيه يامحمد وفي كتابه العزيز أن لكل من الرجل والمرأة دوراً مرسوماً في الحياة , وكل له خصائصه البيولوجية لا خلاف في هذا , أما أن الرجل أفضل بالمطلق فالكتاب الكريم قرآن الله لم يقل وبالمطلق . محمد ابن عبدالله جاء ثائرا على الظلم والقهر والفقر والمساواة والعدل, وقال أنا للناس كلهم , لكن امته اجتهدت وقالت بما لم يقل , وأختطت لها عالم من الظلم والجور وتفضيل هذا على ذاك وتقسيم الناس إلى طبقات , والاستحواذ ونهب حق الآخر , وعدم القبول به , واستخدام الدين بما يحقق مصالح فئات على ما دونها , حتى وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه , حين تناست ما قاله رسول الله إلى البشرية (( اختلاف أمتي رحمة )) لتحوله إلى خلاف لا يبقي ولا يذر باسم الطائفة والمذهب والفئة …, أين أنت يا محمد لتر أمتك إلى أين وصلت وأنت الهادي والبشير ومن قلت (( إنما أنا بشر )) , لم تقل أنا محمد أفضل منكم …..