وجهة نظر
عصام القاسم
– فجر سحرة برشلونة في أمسية الأحد الفائت الرياضية اكبر مفاجآت الليجا الاسبانية المثيرة لكرة القدم وذلك حين أحالوا ملعب السانتياغوا برنامبيو الملكي إلى مجرد أرض محروقة لم تحتمل أول معركة ساخنة وحامية الوطيس في موسم الليجا الجديد بحج الكلاسيكوا المثير بين الغريمين التقليديين برشلونة البطل وريال مدريد الوصيف !!
– فاز البرشا بكم .. برباعية نظيفة من الأهداف الفنية الملعوبة .. وعلى من .. على الريال الملكي الكبير الذي هو الآخر فاجأ جمهوره العريض وكل الجماهير الرياضية في كل أرجاء المعمورة ولكن مفاجأة منحوسة لم تخطر على بال أكثر المتشائمين في كرة القدم بأن لا يكون في هذا الكلاسيكو ذلك الفريق المتجانس المرصع بالنجوم الأكبر والأغلى في عالم الساحرة المستديرة !!
– كان الميرنجي العالمي الخاسر في الكلاسيكوا الاسباني فريق أقل من عادي يثير الأسئلة البائسة والعتاب المر من عشاقة ومريديه الرياليين الذين كانوا أشبه بمن على رأسه الطير وفوقه بطحة مزعجة للغاية وهم يعدون ويحصون أهداف البرشا المتوالية في الشباك الريالية المخرومة من تتابع تلك الأهداف البرشاوية المنتعشة !!
– لم تكن الجماهير الرياضية الغفيرة التي كانت تتابع كلاسيكو الإثارة مستوعبة بأن الفريق الأبيض الذي يلعب أمام البلوجرانا الأحمر هو ريال مدريد ؟ لأن الأخير كان بسيطا ومتواضعا في أدائه ولمساته ونقلاته وهمزاته وحتى نكزاته الكروية وفي عقر داره وأرضه وبين جمهوره .. أول مرة منذ عدة مواسم وسنوات يصبح الملعب الريالي البديع وبالاً على الفريق والجمهور وحتى على المشاهدين الملكيين !!
– أين ذهب سحر الريال صاحب العرش وملياردير الأندية الرياضية في العالم ؟؟ لماذا انطفأت نجومه وكواكبه وقناديله بلا عودة ؟؟ ماذا حدث للصاروخ أرض جو الدون رونالد ونظيره الويلزي وهداف المونديال العالمي الكولمبي رودريجرز ؟؟ كيف صارت الجبهة الدفاعية الريالية الصلبة ” سدح مداح ” وشوارع مفتوحة أدت إلى أن تتعرض الشباك الملكية البيضاء لكل تلك الأهداف الكاتلونية القاتلة رغم أنها جبهة دفاعية عصية يتمترس فيها مقاتلون عتاة مثل الاسد راموس والعنيد بيبي والذئب فاران ؟؟
– وفي المقابل فاز البلوجرانا برشلونة واكتسح الكلاسيكو والحق بغريمه العتيد الريال خسارة ثقيلة وموجعة .. وبأقل مجهود لعب البرشا وهدف وزاد وفاز بأريحية النجوم وأدائهم الرفيع الذين وضعوا من خلاله ملعب مضيفهم تحت السيطرة الكاملة والمطلقة وأنهوا الكلاسيكوا المثير كما يريدون بنتيجة كبيرة وشباك نظيفة وعقب مباراة وصفت بأنها الاقوى والأفضل للبلوجرانا الذي لم يقدم مثيلا لها منذ ثلاثة مواسم ماضية وهو ما يعني بان عصر البرشا ليس ما زال قائماَ فحسب بل ومزدهراً ولم يفل !!
– ومن غرائب ومفاجآت هذا الكلاسيكو أن يسجل برشلونة نتيجة فوز عريضة وعلى ريال مدريد فربت كثيرا من توقعات جمهور ومحبي البرشا بالعاصمة الاسبانية قبيل المواجهة المثيرة ووصفت بأنها ليست مبالغة فقط وإنما خيالية ومستحيلة فإذا بالبرشا يثبت بأن لا خيال أو مستحيل في كرة القدم وأن بإمكانه أن يحقق توقعات وآمال محبيه وجماهيره وحتى أحلامهم !!
– وأكبر من فوز البرشا وأقوى من خسارة الريال ان الكلاسيكو الإسباني عموما انتصر للرياضة ورسالتها التي تنشد المحبة والسلام ضد الإرهاب البغيض الذي يستهدف الملاعب ليحولها إلى ساحات معارك وأراض محروقة .. غير أن سيفه ارتد في نحره ومنىه بهزيمة نكراء لن تتوقف في هذا الملعب بل ستتوالى هزائم الارهابيين في كل الملاعب مصحوبة بالخزي والعار: ولعنة الله وملائكته ورسله والناس اجمعين.
asamalqasem@gmail.com