ن ……..والقلم…بعض مما قلت …

في نهاية اليوم الأجمل من أشهر أهداني محمد إبراهيم الغرباني (( نوب الغياب )) نصوص فيسبوكية , وكتب في إهدائه : (( المثقف هو من يصنع ضوءاً في كل هذا الظلام ….)) . أنهيت حديثي لثلة من الناس الأجمل في منتدى التبادل المعرفي ((البيسمنت)) : أتمنى عليكم كل في محيطه أن يكرر القول أننا يمنيون وبس , حفاظاً على يمنيتنا من المناطقية والقروية التي تحل محل اليمن . كان يوما ممتعا على الأقل فقد خرجت من حالة البيات المفروضة قسريا , أحسست أنني فضفضت ورميت إلى ظهر هؤلاء الرائعين الذين جلسوا أمامي يستمعون لحديث تمحور عن ((أين المثقف ؟ )) , قال نبيل قاسم وهو بالمناسبة أحد مبدعي هذه البلاد وفي أعماقه إنسان فنان قرأتها في الإعلان (( أين المثقف عبد الرحمن بجاش ؟ ))ف ضحكنا للعجلة التي تعكس روحا طيبة لشيماء وهي من تقود ((البيسمنت)) وتحاول أن تبقيه مع زملائها على قيد التواجد على خارطة الفعل الذي يذوي تحت سنابك خيل الحرب !! . قلت أن الثقافة في معنى من معانيها تراكم المعرفة , وبالتالي فالمثقف يعَرًف تبعا لتعريف الثقافة , على أن الجمود في التعريف تبعا للتغير الزماني إنساناً ومكانا يجب ألا يظل عقيما , فأنا لي تعريفي للمثقف انه ذاك الذي يتمثل اللحظة بقراءته الواعية لها , وينطلق للتغيير من وحي القراءة التحليلية للواقع , بل ويكون انعكاسا له , الذي يسعى إلى تغييره من حيث هو لا كما يريده المثقف , هنا تتجلى قدرة المثقف على الإبداع . قلت أن لي تعريفي الواقعي للمثقف انطلاقا من فهمي لدوره , من يكون ؟ أين يكون ؟ قلت : لو سئلت من هو المثقف وعلي الإتيان بدليل من الواقع لقلت تعريفا أن المثقف هو عبد الباري طاهر , وهناك المساح , كيف ؟ هذان كل منهما له طريقته وأسلوبه منغمسان في الواقع في لحظاته الراهنة والفارقة إلى الرقبة , فالمثقف وهو ابن الواقع , لا يمكن أن يكون كذلك وهو غارق داخل الكتب أو في بحر المعرفة , بل لا بد له أن يكون جزءاً أصيلا من الواقع , فتراه على الدباب , يجالس الجزار, والبقال , وعامل النظافة , ويحضر منتدى التبادل , وفي سوق الخضرة , وفي مقهاية مدهش يستمع ويندهش , أما ذلك الذي تراه يمخر عباب الشوارع بسيارته النفاثة ويقول الشعر أو يلقي خطابا فليس للثقافة علاقة به . قلت أن درهم صاحب البهارات الذي توفي وجعا بمعنى من المعاني نموذج حي للواقع بكل تبعاته , إذا لم يعرفه المثقف فليس بمثقف هو , فأمثال درهم هم عناوين التاريخ الشفوي أو التاريخ الاجتماعي لأي واقع كما قال صديقي د . أحمد السري كان وسيكون …مادة خصبة للمثقف الواعي من خلاله يقرأ اللحظة والمكان والزمان والبعض الأهم من الماضي , وعلى ضوء القراءة لما يمثله يتم الانطلاق لقراءة اللحظة التالية التي هي بمعنى من المعاني قراءة للمستقبل ….ولنا ما نقوله أيضا.

قد يعجبك ايضا