أحمد أبو منصر
لا أدري لماذا هللوا.. وعبروا عن سعادتهم بفوز منتخبنا الوطني على منتخب الفلبين.. في الوقت الذي لم يكن منتخبنا يلعب أمام منتخب قوي أو يحتل تصنيفاً جيداً حتى نعتبر النصر عليه معجزة حققها المنتخب اليمني.. ثم إن الفوز بعد هزائم ست متلاحقة لا يمنحنا أي فرصة للعبور نحو التأهل.
هذا الانتصار الأول بعد الهزائم.. وأنا وغيري ممن يعرفون مستويات المنتخبات الآسيوية نعرف جيداً أن الفلبين ليس بالمنتخب الذي يمكن أن يعتبر الفوز عليه مناسبة لإنعاش حظوظ منتخبنا.
علينا أن نعترف أن التقصير موجود إعداداً وتهيئة.. وعلينا أن نضع النقاط على الحروف بتجرد وبعيداً عن المجاملات أو الانتظار لسفرية فيما لو رضي عنا أصحاب الشأن في اتحاد الكرة.. وغضضنا الطرف عن الأخطاء والسلبيات.. بصراحة أقولها وبملء الفم الاتحاد الآن غير موجود.. والعمل المؤسسي في الاتحاد في خبر كان.
قد يعتقد أصحابنا في الاتحاد أن الوضع الأمني هو المبرر لعدم تواجدهم وسيكون مقبولاً فيما لو تكررت الهزائم, ولهذا جعلوا من الفوز على الفلبين مناسبة لكسب رضا العامة.
عليهم أن يفهموا أن عدم تواجدهم ومزاولة أعمالهم داخل الاتحاد ومتابعة أحوال المنتخب من داخل الوطن هو الأهم وهو المجال المرضي لتقبل أي مبرر.
قد نتفق وقد نختلف فيما لو تواجهنا وطرح كل طرف مبرراته.. ووضع الجميع أمام الصورة الحقيقية, وقد نتفق على أن الوضع الذي تمر به بلادنا وضع استثنائي ويفترض أن نضعه في الحسبان.. لكن الذي لا يمكن الموافقة عليه والتوافق هو عدم استشعارهم للمسؤولية وتحمل المعاناة التي يتحملها الجميع في سبيل مواجهة العدوان.
ومن وجهة نظري إن التعامل مع دول العدوان وجعل العلاقة معها سمن على عسل هو في الحقيقة الواضحة مشاركة وقبول بالعدوان.
علينا أن نعترف بهذه الحقيقة.. علينا أن نثبت فيما لو كان هذا التصور الذي ترسخ في أذهان الناس هو بعيد كل البعد عن حقيقة الولاء الوطني الذي يختلج في قلوب أعزائنا في اتحاد كرة القدم.
يا جماعة الأمور ليست بالصورة التي حصلت, أغلب رؤساء الاتحادات يغادرون الوطن ويمكثون خارجه.. ويضعون أنفسهم كما لو كانوا في وضعية المناخ المناسب خارج البلد.
لا يوجد الآن مبرر للبقاء خارج الوطن, هذه دعوة لكل رؤساء وأعضاء الاتحادات الذين فضلوا الهروب من مشاركة أبناء الوطن الهموم ومشاركة الجميع تحمل مسؤولية خدمة الوطن في مثل هذه الظروف التي ستسجل لكل الصامدين والوطنيين المخلصين وتحسب لهم كرجال يعتز بهم الوطن ويضعهم على الرأس والعين.. ليس هذا تحاملاً على كل من غادروا الوطن وفضلوا العيش خارجه وترك السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني وكل الرياضيين الصامدين في الوطن يفوزون بشرف الانتماء والإخلاص ليمن الإيمان والحكمة.
أعتز وأفتخر بكل لاعبي المنتخبات الوطنية الذين يمثلون الوطن في المشاركات الخارجية ويعودون إلى أرض الوطن وهم مرفوعو الرأس حتى وإن لم يحققوا انتصارات.. لأنهم بهذه العودة وهذا الموقف يمثلون الشموخ والعزة للإنسان اليمني.
Prev Post
Next Post