ن ……والقلم..هذا الرجل …
اتصل بي الأستاذ سعيد الجناحي بعد أن قرأ البوست الذي أنزلته في حسابي على الفيسبوك مبديا أسفه انه لم يزر الأستاذ أحمد دهمش (( تمنيت لو إنني رافقتك , هذا الرجل احمل له من الجميل الشيء الكثير لمواقفه )) , وكنت قد زرت الأستاذ في بيته , فوجدته واهن الصحة , حاضر الذهن , موجوع على البلاد , متأكدا أننا (( لن نتعظ أيضا بعد هذا ولن نستفيد )) , الأستاذ دهمش أحد آخر الرجال الكبار في هذا البلد المثخن بجراح العدوان والحروب الداخلية , تجده يتألم لما آلت إليها أمورنا بعد 53 عاما من ثورة كان أحد المبشرين بها والمناضلين من أجلها , والباكي على أننا لم نحقق في ظل سنواتها ما كان الإنسان يحلم به دولة مدنية قائمة على الدستور والقانون , والمواطنة التي لا تفرق بين هذا وذاك إلا بحجم ما يقدمه المواطن للوطن , دولة لا تضع في حسبانها الحسب والنسب والمذهب والطائفة , بل تضع الالتزام بالقانون واحترام الدستور , وحسن الأداء في العمل , والإيثار والتضحية قواسم وطنية مشتركة بين الناس على أساسها يقيم اليمني بدون وجود أي خانه في كشف التقييم تشير إلى من أين هو وابن من وإلى من ينتمي , فقط ينتمي إلى الوطن اليمني الذي حلم به من ذهبوا حسب قول الأستاذ الجناحي , فعلى الأقل راحوا بحلمهم وارتاحوا , هل علينا أن نندم أن بقينا إلى هذا الزمن الذي تدمر فيه إمكانات هذا البلد وتعيده إلى ما قبل الصفر ¿! , سؤال مهم معني به كل من لا يزال يختزن في عقله عقل , ولا يزال يفكر بالهم الوطني , وان كنت اشك أن أحدا لا يزال من هؤلاء موجود , وان وجد فهو معتكف ينتظر مثل الآخرين , ينتظر ماذا ¿ لا تدري , ولا تدري أيضا هل هو يدري ماذا ينتظر !! , أخشي أن ننضم إلى القافلة ونتحول إلى مجرد عجائز تنتظر ما سيأتي راضية هانئة بما حصل وسيحصل !! , الأستاذ دهمش لم يعد يسأل عنه كثيرون حسب ما هو معتاد , بعضهم شغلته الحياة بمتطلباتها اليومية , والبعض الأخر لا يهتم بك إلا إذا كنت راكبا فوق الحصان , هؤلاء كثر , وحين تنزل من على ظهر حصانك فينكرون حتى معرفتهم بك , رسميا ,ظل الأستاذ منسيا لا احد يسال , أتحدث عن ما قبل 2011م , الآن يبدو أن كثيرين لا يعرفون حتى من هو الأستاذ دهمش , وهؤلاء كيف ستطلب منهم حتى مجرد الالتفات , اعتقد أن الرجل يكفيه انه لا يزال يعمر أعماق من عرفه معرفة حقيقية وخبره وخبر معدنه , وسيرته التي هي إحدى السيرú المحترمة , وينظم بها إلى الرجال الكبار مقاما , الأستاذ احمد دهمش: نحن نحترمك , وكثيرون أنت في أعماقهم الرجل القدير ومن تركت أثرا يراه كل ذي عين نظيفة , وبالتأكيد فأنت لا تريد جزاء ولا شكورا تجاه ما قدمته سوى أن تكون أحد أعلام هذا البلد, وهذا سيكون…