سياسة التفريق

في عصر سليمان عليه السلام كانت هناك علوم كثيرة ومتطورة كعلم نقل الأجسام في زمن قياسي وبسرعة فائقة وغيرها من العلوم التي تميز بها ذاك العصر إلا أن بني إسرائيل تركوا كل العلوم المفيدة والتي تخدم البشرية واتجهوا إلى علم التفريق بين المرء وزوجه!
فقد توارث اليهود هذا العلم جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا حتى فرقوا الأمة الإسلامية وجزؤوها وأيضا عملوا على التفريق بين المسلمين وجعلهم يتناحرون فيما بينهم إلى أن وصلوا إلى التفريق بين الأسرة الواحدة حتى الرجل والمرأة فقد نالوا نصيبهم الأوفى في هذه السياسة فقد قام اليهود بترسيخ مفهوم خاطئ ومخالف للسنة الإلهية وأوهموا البشر أن الرجل عالم لوحده والمرأة عالم لوحده! بالرغم من أن الله قد ذكر أنه خلقهم من نفس واحدة فالإنسان بشقيه الذكر والأنثى هما مكملان لبعضهما البعض والمسؤولية في الأرض هي تشملهم جميعا ولكل دوره ومهامه في إطار واحد ليس منفصلا إلا أن سياسة التفريق التي يتبعها اليهود تحاول أن تثير صراعا بين الذكر والأنثى ليخöلوا بتوازن الحياة واستقرارها ولو استطاعوا أن يجزئوا المجزأ لجزؤوه!
واليوم نرى أن العدوان بقي لديه خيار وأمل واحد وهو السعي لاستخدام سياسة التفريق بين الشعب اليمني الذي لم يزده العدوان إلا صمودا وصبرا وثباتا وتلاحما فمما لا شك فيه أنه بدأ باستخدام هذه السياسة القذرة التي تسعى لجعل الصراع بين أطراف الشعب اليمني وجعل كل طرف يحقد على الطرف الآخر ويتهم بعضهم بعضا تارة بالفساد وتارة بعدم تحمل المسؤولية وتارة باللامبالاة واتهامات كثيرة تجعل الشعب ينشغل فيما بينهم وينسى العدو الحقيقي الذي هو سبب كل معاناة الشعب اليمني ولا يمكن التخلص من أي معاناة إلا بالتصدي للعدوان أولا لأن التفرق هو من مصلحة العدو وهو خيار حاسم بالنسبة للعدو لأنه إذا تحقق فمعنى ذلك أن مهمته نجحت في إشعال الفتنة وتفتيت هذا الشعب.
وأقولها بصراحة إذا لم يتماسك الشعب اليمني في هذه المرحلة ويكون لحمة واحدة وصلبة فالمتوقع هو الهزيمة فهل هناك إيجابية واحدة في الاختلاف الآن¿!
يجب ألا نستمع للذين يحاولون أن يدسوا السم في العسل ويظهرون أن كلامهم المسموم هو لمصلحة البلاد ومن علامات هؤلاء أنهم يكتبون في آخر كل مقال لهم فيه تحريض وخلق النزاع والتفرق مثل هذه العبارات…[إخوتي أنا لا أقصد أن أثير أحد على أحد ولكن هذا للمصلحة العامة] أي مصلحة وأنت قد صببت الزيت في النار¿! أي مصلحة وأنت قد زرعت الحقد والغل والعداء بين أبناء الشعب اليمني¿!
بالتأكيد أن البعض ليس هدفه التفريق ولكنه ينجر وراء العاطفة ويعتقد فعلا أن من الواجب عليه أن ينشر كل شيء حتى ولو كان على حساب أن يجرح في طرف من الأطراف لكن المشكلة هو أن البعض لا يحسب حساب ما سيؤول إليه كلامه وينسى أن هناك عدوا يستغل أي خلل يؤدي إلى الاختلاف فتأتي أبواقهم الإعلامية وتحرض هذا الطرف على الطرف الآخر بغية منها لتحقيق ما عجزت عنه خلال الفترة الماضية.
فمن الواجب علينا أن نتصدى بصرامة لهؤلاء ومن على شاكلتهم فالمرحلة ليست مرحلة مماحكات ومكايدات المرحلة تقتضى الترابط والأخوة ونبذ أي سياسة فيها تفريق فمثلما انتصر الشعب بصبره وصموده بقي عليه أن يري قوى العدوان أن أحلامهم في التفريق بين الشعب اليمني بعيدة ومستحيلة وأن اليمن مقبرة للغزاة.

قد يعجبك ايضا