احظة يا زمن.. سوى الأشجار وحدها..

هي النفس كلما عن لها الوجد تتحامل مع ذاتها لترى العالم من نافذة الروح.
تصفعها الريح الباردة.. وتقذفها إلى الداخل من جديد.. وتصطفق النافذة وتعود النفس لتنطوي على ذاتها تقتات من بعضها وليس في الخارج سوى الطبيعة وحدها تجالد الريح والصقيع تظل الأشجار وحدها لا تخلف المواعيد.. تتفتح أزهار البرقوق وينبثق ذلك البياض يزهو يقاتل الصقيع لا تخيفه الريح السافعة.. ولا يصغي لعوائها الدائر حول الغصون .. هي الريح الباردة والجافة تجري في الدروب والطرقات وكلما عوت وعلا صريرها ينطوي الناس وينكمشون في زواياهم يغلقون الأبواب والنوافذ يتسلى البعض منهم حيث يتحلقون ويحدقون في شاشات ملونة يتابعون حكايات أرقاما معارك حروب.. وأدخنة قنابل والبعض يتابع أرقام تتوالى تصعد وتهبط في بورصات تتوزع في أركان العالم.. سوى الريح.. تعوى في الدروب والطرقات. ويظل المشردون واللاجئون والمهمشون يسيرون ويتباطأون البعض منهم يغرق في البحور والبعض الآخر يدفنون في الأعماق.. سوى الريح الباردة الجافة.. ما عدا الطبيعة بأشجارها.. لا تخلف مواعيد الفصول.. وتذهب النفس شتى الأرجاء تبحث عن ملاذ للروح.. فلا تجد غير العودة إلى ذاتها.. حيث لا ملاذ غير الإنطواء وانتظار الذي لا يأتي!

قد يعجبك ايضا