الكذب الشائع.. في أخبار المواقع

د. حسين العواضي
*  يهرع الناس إلى وسائل الاتصال والتواصل ليتابعوا ما يجري وكلما زادت الأحداث سخونة واتساعا زاد نهم الاطلاع والمتابعة.
* * كثير من المواقع الأخبارية تستغل حاجة المواطنين إلى الأخبار وتلهفهم لملاحقة تفاصيلها فتلفق وتعلل وتكذب وتضلل.
*  لا ضمير ولا مهنية ولا تحري ولا موضوعية سوق مفتوح ومزاد ممسوخ بلا أخلاق ولا تورع.. ولا ضوابط.
*  المتابع للمواقع الأخبارية يتعجب ويندهش ويتقزز ويرتعش أي قدرة لهذه المواقع على الخداع.. والتضليل¿
*  كيف تتلاعب بالأخبار وتغتصب الوقائع¿ تسرق بعضها فتتناقل البهتان من مكان إلى مكان¿
*  لا خجل ولا وجل وبسفه وقباحة تنشر الشائعات وتبث الحقد والكراهية تروج للطائفية والمناطقية وتزيد نيران الحرب القذرة وقيدا واشتعالا¿
*  تبحث عن الخبر الصادق المحايد فلا تجد له أثر كل موقع له لون سياسي أو نكهة مذهبية أو توجه حزبي ولغة مناطقية.
*  وبعض المواقع هي كل هذا البلاء المقرف والمدمر الذي نعاني منه وسيقودنا جميعا إلى الهاوية.
*  تغرك المسميات وتخدعك العناوين وحين تتوغل تجد المضامين سامجة خاوية سطحية ذاوية ليس بها ما يشفي أو يفيد.
* إن لكل مهنة سقف وهوية وقانون ومسؤولية والذين نادوا بحرية إعلامية سقفها السماء كانوا يعيشون في كوكب آخر غارق في المثالية والفضيلة¿
*  ومثل الأمن الغذائي والأمن الدوائي والأمن الاجتماعي يحتاج كل بلد إلى أمن إعلامي يحصن المجتمع من المتهورين والدخلاء والقابضين.
*  الانفلات الإعلامي ضار ومدمر وما لم ينظم ويهذب يصبح استقرار المجتمع.. وقيمه ومصالحه وأخلاقه في مهب العاصفة.
*  إن إشارات المرور لها وظيفة نبيلة وضرورية وإلا تحولت الشوارع الآمنة إلى فوضى عارمة للسيارات المخالفة والجانحة والسائقين المستهترين المتهورين¿
* وحجب المواقع.. ومطاردة الصحف ومحاصرة القنوات في زمن الاتصال الفضائي لا جدوى منه الحيل مثيرة والوسائل كثيرة والمحجوب مرغوب ولا ينفع رقيب ولا مندوب.
* ومن يدعو في هذا الزمان إلى المنع أو الحجر أو تقييد الحريات يعيش حالة غيبوبه قديمة والحل في تفعيل القانون واللجوء إلى القضاء لردع من يستحق بلا تسرع أوثار وشماته.
* وكنت مثل غيري من الذين يصابون بالغثيان حين تصفحهم للمواقع الأخبارية أتمنى أن تكون هناك جمعية أونقابة محايدة مهنية ومحترمة للصحافة الالكترونية.
* نقابتنا الموقرة مهمومة ومزحومة ولا ترغب في تحمل غبء الوافد الجديد بما يحمل من تحدي وعصيان وتمرد.
* ومثل جمعية حماية المستهلك لابد لجمعية حماية المتصفح أن تضع المواقع المضللة والكاذبة في قائمة سوداء تنشر على نطاق واسع ليحذرها الجميع.
* وأسهل المهام وأفضلها أن تصنف المواقع الأخبارية كتصنيف الفنادق موقع خمسة نجوم وآخر ثلاثة وموقع يحذر منه بحيث لا يسكنه ولايزوره أحد.
* وبعد فإن بعض هذه  المواقع المشبوهة تجني أموالا طائلة لكن أصحابها لا يجنون غير الخسة والنذالة ولا يربحون غير الخسران والمهانة.

قد يعجبك ايضا