خواطر للتأمل

كثير من الأمور تمر علينا دون أن نتوقف ولو للحظات أمام معانيها ومدلولاتها , حتى أصبحت حياتنا لامعنى لها , فالحزن لا يعني الا صاحبه , يعتصر ويكتوي المادون أي نظرة من اقرب الناس , والفرح , لم يعد له قلوب تضحك ووقت للابتهاج , والمبادرات والمواقف المبشرة بالخير لم تكتمل .
الأسبوع الماضي عشت شيئا من الحزن , ولحظات من السعادة , وحاولت أتأمل في أبعادها , الأولى :
وفاة الزميل عبدالودود المطري :
وفاة الزميل عبدالودود المطري ليست هي المسالة التي تستدعي التأمل أو الاستغراب , فالموت علينا حق , والله سبحانه  حدد الأجل مسبقا , ولا اعتراض على ذلك , وإنما يكون  التأمل  في جزء من  مشوار حياته الذي  معظم زملائه مطلع عليها , وخاصة المهنية , والفكرية .
عرفت عبد الودود المطري فور عودته من القاهرة منتصف الثمانينيات بعد إكمال دراسته الجامعية , شابا طموحا , وخلال دراسته الثانوية كان رياضيا في كرة التنس مثل اليمن في مشاركات عربية وعالمية .
اختار الساحة  الثقافية والأدبية في اهتماماته الصحفية , فكان متميزا بأسلوبه الساخر , متدفق الإبداع  بالصحف والمجلات , كما ألف عددا  من  الروايات , كل الذين عرفوه ارتاحوا لصداقته , فهو البشوش الودود , المترنفز المسالم .
له صولات وجولات في عالم الصحافة , والسياسة , كثير من زملائه استعرضوها في مقالاتهم وخواطرهم التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف .
غير ان المهم ان رحيل الزميل عبد الودود المطري كان مؤلما لنا لأنه , في الفترة الأخيرة كان مع هموم الوطن وحتى لحظات إدخاله  العناية المركزة , بسلاحه السلمي ( الكلمة النقية والصادقة ), وعندما وجد أن ليس للكلمة مكان في عقول حفارين القبور ,عاش توترا وحالة إحباط حتى أتاه الأجل .
رحمك الله يا زميلنا العزيز.. غادرتنا  وأنت مثقل بهموم وطنك , ويبدو أن الكثير منا سيكون نفس حالك , سنترك الدنيا  وأمام أعيننا علامة استفهام كبيرة ¿¿ عن  مستقبل اجيالنا ¿¿
مرضى الفشل الكلوي
ليست وحدها مؤسسة التوعية والإعلام الصحي التي أصدرت بلاغا بالأوضاع المأساوية التي يعاني منها مرضى الفشل الكلوي , فهناك بعض الصحف أشارت الى ذلك .
الوضع ليس استغلالا إعلاميا , وانما فعلا هناك مشكلة حقيقية تسببت في إزهاق أرواح , فخلال يومين ( 4و5 من مارس الحالي ) توفي 6 أشخاص من مرضى الفشل الكلوي في محافظة الحديدة ( حسب مؤسسة التوعية والإعلام الصحي ) والسبب تعثر جلسات الغسيل .
المركز لا يستطيع الإيفاء بالتزاماته لأسباب تمويلية , فهو المركز الكبير الذي يستقبل 160 حالة يوميا من 63 مديرية في إطار ست محافظات.
لحظة التأمل تكشف إلى أي مدى هو الإنسان رخيص في هذا الوطن , مع ان الأموال تتدفق لأفعال الشر , والقتل , والصراعات والحروب , فهل نصدق بعد ذلك ان هناك من يعمل لصالح المواطن الغلبان ¿
حملة نظافة في دائرة  الوحدة
ليس كل شيء اسود في حياتنا , فالحياة مستمرة رغم المنغصات , وهناك جهود خيرة تبرز من بين ركام التراخي والإهمال ,فالأسبوع الماضي شهد العديد من شوارع  الحي السياسي   بأمانة العاصمة  حملة نظافة , تستدعي ان نوجه الشكر للمتبنين لهذه الحملة والمشرفين عليها ولرجال النظافة ومكتب الأشغال في المديرية الذين عملوا على تنظيف الشوارع القريبة من مدرستي بن ماجد الثانوية للبنين ومدرسة خولة للبنات , وتفاعل معها العديد من الطلاب , وأولياء الأمور , وترافق مع الحملة , برامج توعية ,وتوزيع قوائم إرشادية  لكيفية التخلص من القمامة وإيصالها إلى الحافلات التي تنقلها إلى المقلب .
إلى هنا  شيء جميل ورائع , لكن المحزن  أنه بعد أن كان العمال يستكملون تنظيف بعض الشوارع , شاهدنا أكياس ومخلفات القمامة متناثرة , لا ندري كيف تسلل أصحابها ورموها الى الرصيف , وقارعة الطريق ( وكأنك يا بو زيد ما غزيت ) .

قد يعجبك ايضا