إجرامية العدوان السعودي
لا يمتلك العدوان السعودي الآثم على اليمن أية مبررات تمنحه قدرا من الشرعية, أو تنتقص من إجراميته الكاملة حتى على المستوى السياسي لأسرة آل سعود وقرارها بخوض حرب عدوانية ظالمة وغاشمة ضد شعب مظلوم ووطن مستباح وجوار مغدور.
سياسيا, تزعم العدوانية السعودية أنها استجابت لطلب تقدم به إليها الرئيس اليمني المتواجد لديها, وبغض النظر عن شرعية الرئيس الفار إلى المملكة من عدمها, فإن السعودية تعلم علم اليقين بحكم دورها الفاعل وحضورها القادر في أزمة 2011م ومسارات تسويتها, أن القوى السياسية اليمنية في حالة صراع على السلطة والشرعية جعلت ممن تزعم السعودية أنه الرئيس اليمني الشرعي لليمن, طرفا في الأزمة والصراع لا ممثلا لشعب ووطن, أو حتى لسلطة ودولة.
وفي حال سلمنا جدلا, بأن عدوانيتها العسكرية استجابة لطلب تقدم به إليها رئيس دولة اليمن, فإن الأسرة السعودية لا تمتلك الحق في الانحياز بقوتها العسكرية لصالح طرف يمني ضد خصومه من خلال عدوان سافر وشامل, وضع اليمن كله تحت القصف والحصار, وهذا مما تحكمه مواثيق ومبادئ القانون الدولي والعلاقات بين الدول المستقلة الأمر الذي يقتضي أن يكون العدوان السعودي تنفيذا لتفويض واضح من الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة, أو حتى من شرعيات مرجعية معترف بها في الاقليم كالجامعة العربية أو ما يسمى منظمة التعاون الاسلامي.
لم تبذل السعودية أي جهد- بل لم تحاول ذلك- في سبيل حل سلمي للأزمة اليمنية, كما فعلت في تعاملها مع أزمة العام 2011م, ولو من باب اختلاق مبرر لعدوانها الظاهر في مزاعمها عن ضرورة اخضاع بعض الأطراف الأزمة اليمنية لمنطق الحوار والقبول بالحلول السلمية لصراعاتها, وذلك باستخدام القوة العسكرية ضد الأطراف التي ترفض الحوار والتسوية السياسية, وهنا قد لا يكون معيبا على أسرة الملك السعودي, التمهيد للقوة العسكرية بالضغوط السياسية وما تتطلبه من عقوبات وإجراءات فاعلة في إلزام الأطراف المتعنتة بالحوار والسلام.
ومن الواضح أن إجرامية العدوان السعودي مشهودة بفظائع القاذفات المعتدية على الأرض وبين اليمنيين, وبما بات ظاهرا مما تبيته العدوانية العسكرية السعودية لليمن, الأرض والانسان, من كوارث وويلات تحدق بالحياة وتهدد وجودها في الحاضر ومصيرها في المستقبل, بجحيم الاقتتال الأهلي وخرائب التدمير الذاتي حين تضعنا العدوانية السعودية في مواقع الاقتتال على الغذاء والشراب, وليس الصراع على السلطة والحكم, ومع هذه الإجرامية السعودية وعدوانيتها الكاملة, يبقى الحق الانساني والوطني لليمن واليمنيين أقوى وأبقى وأقدر على الانتصار وردع العدوان.