إيران كما رايتها..¿
أتذكر عام 1995م عندما دعت جمهورية إيران الإسلامية الصحافة المهنية لزيارة إيران فتشكل الوفد الصحفي وكنت أنا من بينهم مندوبا عن صحيفة الثورة الرسمية آنذاك وكانت أول مشكلة صادفت الوفد الصحفي هو عدم السماح له بالدخول من المطار للمبيت في الفندق وكان القنصل الإيراني قد حجر للوفد في احد الفنادق وبذل جهودا كبيرة من اجل السماح من قبل سلطات الإمارات للوفد بالدخول ولكنها رفضت وبات الوفد في المطار على الكراسي وقال القنصل تأتينا وفود من كل الدول ولم يحدث لهم ما حدث للوفد الصحفي اليمني .. فالسلطات الإمارات تمنحهم أشارات الدخول دون أشكال .. وهكذا سافر الوفد الصحفي وصدقوني انني كنت خائفا جدا من سفري إلى إيران نظرا للدعاية الإعلامية التي كنت اسمعها حوا إيران .. وكنت حينذاك اشغل نائب رئيس تحرير الثورة .. ووصل الوفد إلى طهران العاصمة وتم تسكيننا في أفخم الفنادق وتم عمل برنامج سياحي ميدانيا لنا ويبدأ في الثامنة صباحا حتى السادسة مساء وهو برنامج مكثف ولكننا شعرنا بالراحة النفسية من ذلك البرنامج وعلمنا أن العمل في إيران هو الأساس ولا وجود للكسل والشوارع هادئة ولا نسمع أصوات السيارات المرتفع في أي شارع رغم أن سكان العاصمة أكثر من 2 مليون نسمه آنذاك .. وقد استغليت تواجدي في تلك الرحلة وعدت بحصيلة كبيرة قوامها خمسة عشر حلقة نشرت في صحيفة الثورة وكنت محايدا في طرحي ولكني نشرت ما سمعت وما رأيت وما وجدت في رحلتي ميدانيا وكان من بين زملائي الأخ محمد المقالح الذي كان معي لطيفا في تعامله وبعد نشر تلك الحلقات ما كان من السفير الإيراني بصنعاء ألا أن جأ إلى مقر صحيفة الثورة ليشكرها مشيرا إلى أن صحيفة الثورة هي الصحيفة العربية الوحيدة التي أنصفت إيران وأعطتها حقها بصدق وكان في استقباله في مقر الصحيفة المرحوم محمد الزرقة رئيس التحرير وبالرغم أن البعض كانوا ينتقدون كتاباتي ألا أنني قلت لهم أنا كصحفي ما نشرت ألا ما رايته وسمعته في جمهورية إيران الإسلامية وعندما عملنا دائرة مستديرة مع صحيفة كيفات الإيرانية قال بعض الإيرانيين لكي تعلموا انتم يا يمنيين أنكم ساعدتم صدام بالرجال وبكل الإمكانيات ولما لم احد من زملائي من يرد عليه قمت مستأذنا الكلام وقلت هذا صحيح ولكن لكي تعلموا أيها الإيرانيون أن اليمن لا تنسي فضلكم عندما حررتوا اليمن مع سيف بن ذي يزن من الأحباش فما كان من ذلك المتكلم إلا أن قال أذن سامحكم الله.
ولذلك فان الذين يشككون بالإيرانيين هم لا يعرفونهم على حقيقتهم لأنني لم اعرف طيبة هذا الشعب وإنسانيته ورقية في التعامل مع الشعوب ألا بعد أن زرته وعشت فيه أكثر من خمسة عشر يوما.
شعر
للشاعر الكبير عبدالله البردوني
“طه” إذا ثار إنشادي فإن أبي
“حسان” أخباره في الشعر أخباري
أنا ابن أنصارك الغر الألى قذفوا
جيش الطغاة بجيش منك جرار
تضافرت في الفدي حوليك أنفسهم
كأنهن قلاع خلف أسوار
نحن اليمانين يا “طه” تطير بنا
إلى روابي العلا أرواح أنصار
إذا تذكرت “عمارا” ومبدأه
فافخر بنا: إننا أحفاد “عمار”
“طه” إليك صلاة الشعر ترفعها
روحي وتعزفها أوتار قيثار