القيادة فنون وقدرات
* فرق كبير بين قائد يواجه الظروف والتقلبات ويقدم مختلف التنازلات من أجل وطنه وأبناء وطنه ويتوسل كل الكون ليجنöب بلاده الشر والألم.. وبين قائد يهمه الانتقام لنفسه حتى من نفسه ويسعده غاية السعادة أن يراقب أبناء وطنه يقتلون أمام عينيه ومقدرات وممتلكات مؤسساته تدمر أمام عينيه أيضا.. بل ويزيد على ذلك المطالبة باستمرار ذلك القتل وذلك التدمير..!!
* مهما يكن ومهما حدث من أخطاء وتقصير.. يثبت الزمن وتؤكد الظروف والتقلبات والمتغيرات أنه لا أسوأ من عبدربه هادي بين من قادوا البلاد وتحملوا مسئوليات فيها.. ويبدو أن الهارب هادي لم يستطع أن يتعلم ممن سبقوه من قادة ومما مر من ظروف وأحداث شيئا يكاد يذكر وإن حتى على مستوى الصفات العامة التي يفترض تواجدها في القائد من حكمة وشجاعة وصبر وقوة في التحمل ومواجهة المواقف كقائد فعلي عليه أن ينال القيادة بجدارة وبفعل أو أفعال يستحق لقاءها المنصب والمكانة اللذين يشغلهما..
* في الحقيقة.. لو كنت مكان الرئيس هادي وألقيت ما ألقى من كلمة في قمة شرم الشيخ.. ثم استمعت إلى الكلمة التي بثها بعد ذلك مباشرة الرئيس السابق صالح.. خصوصا فيما يتعلق بطلب استمرار عمليات الاعتداء على اليمن واليمنيين من قبله ورفضها وطلب إيقافها من قبل صالح لطلقت الرئاسة والسياسة على الأقل وانزويت بعيدا عن مواجهة حتى نفسي من شدة الخزي والعار..!!
* إن قائدا يتهرب من مسئوليات القيادة.. ويظل متمسكا بها بالأنياب والنواجذ هكذا مجانا وبدون مقابل يكاد يذكر وإن يكن حتى جزءا من أسباب البقاء كأقل مقابل وبعيدا عن مستويات العطاء والتضحية والفداء.. إن قائدا كهذا لا يستحق أن يمنح حتى وصف القائد أو المشابهة والتشبه بالقائد..
* وعليه.. فإن ما يبديه الرئيس الهارب هادي من سلوك وتصرفات مرتبطة بمحاولات تمسكه بصفة القائد وإن يكن على أية حسابات أو ثمن.. لا يكاد يبدو في سياق السلوك الطبيعي.. بل هو أمر في غاية الغرابة!! خصوصا وأنه يعلم كل العلم أن معظم الشعب والوطن والظروف جميعا اختبروه في الفترة الماضية اختبارا مهما لم يستطع أن يتجاوزه بأي شكل ومستوى!!
* لقد بات الجميع يدركون -بما لا يدع مجالا للشك أو يترك ولو مساحة بسيطة للأمل والتأمل والتفاؤل – عجز هذا الرجل وقلة حيلته إلا في محاولات التمسك بالسلطة.. ومناصبة العداء لكل من يقف بينه وبين ذلك وإن يكن الوطن نفسه..!! وإن يكن الثمن ما يكون حتى تنازله عن كبريائه وكبرياء وطنه وبني وطنه.. وهذا وسواه في أصدق رأيي ربما أبرز وأهم وأقرب ما ينفي عن هذا الرجل المتسلق صفة القائد في أقل تجسده ووجوده واحتلاله مكانه ومكانته!!
* وكل ذلك إنما يؤكد أن القيادة حقا فن وإمكانات وقدرات ومواقف شجاعة ومشرöفة.. وحين تنعدم هذه الصفات فلا يمكن لأية قوة في الوجود أن تمنح صفة القائد لفاقدها وإن استطاعت الظروف أن تغطي عليه وتضعه في هذا المكان أو ذاك.. فما ذلك سوى أمر أو وضع زائف مؤقت لا يمكن أن يقدر له الاستمرار أبدا.