ن …….والقلم…لا تتنابزوا فيم دمكم يسفك !!
هالني ما رأيته في الصور التي أرسلها صديق إلي من عدن لانفجارات جبل حديد, الدم الذي سفك هناك يمنيا نقيا خالصا , وأن يسيل في الشوارع هكذا وبتلك العبثية, فعلينا أن نبكي اليمنيين واليمن, وهنا كل يوم تكبر القائمة لمن يذهبون شهداء الغارات من اليمنيين لا تفرق الطائرات بين هذا وذاك ولا تفرزهم قبل أن تقصف المكان الذي هم فيه, فيكون علينا أيضا أن نبكيهم وبحرقة, وأين ما اتجهت ستجد الدم اليمني يسيل, وأغلبه بل كله للبسطاء من اليمنيين الذين يبحثون عن أرزاقهم وبكل الوسائل الشريفة, هل كان المتحاورون المدمنون على مسلمة التاريخ اليمنية في أن التاريخ هنا يعيد نفسه لنزوات شخصية أنهم أوصلوا البلد كله إلى ما وصل إليه¿! فإذا صحوا الآن فعليهم أن يجدوا مخرجا ما, فالبلد يدمر, وإمكاناته الشحيحة والتي تكونت خلال سنين طويلة تضرب الآن , وسنجد أنفسنا في لحظة آتية والبلد ركام, على أن دمار النفوس هو الأهم , فما نراه من تنابز وتخوين يكاد يعمي أبصارنا, وستكون نتيجته وبالا على أي مستقبل حتى لو تخيلناه في أحلام اليقظة, لقد تركت الفيسبوك جانبا لما أرى ولا أرتاح له, وأن استخدم تعبير (غير المعقول) فلأبين فداحة ما يحصل, حيث يتنابز الكثيرون بكل أدوات التخوين, والإقصاء وعدم القبول بالآخر, وأخشى القول أننا بدأنا نمد أرجلنا إلى المنطقة التي حرمناها على أنفسنا طوال الحقب الماضية برغم كل الإختلافات والتباينات وحتى الاقتتال, الآن هناك وكثيرون منا تحت ضغط اللحظة بدأوا يشيرون إلى بعضهم وبحسب الانتماء المناطقي وما أخشى حتى مجرد ذكره, فلتستعيدوا صحوتكم الاجتماعية أيها اليمنيون, مهما اختلفتم, ومهما دفعكم الآخرين إلى الاقتتال, لكن بالله عليكم لا تذهبوا بأرجلكم إلى المناطق الخطرة, قفوا عند أول خط أحمر, فالبلد سيذهب إلى أم الكوارث إذا وجدنا أنفسنا وقد استسلمنا إلى ما نصرخ به في الفيسبوك, ووسائل التواصل الاجتماعي, الآن الدم اليمني يسفك, ولكل اليمنيين على رغم كل انتماءاتهم, لا يفرق بين أصحاب كل الاتجاهات, أي أن الشر يدهم الجميع على اختلاف أماكن وقوفهم, ومن أي ضفة يلوحون, ما يحتم أن نستخدم ما تبقى من عقل جمعي, وأن بدت اللحظة تذهب بكل العقول, الآن فقط نحن يمنيون نذúبح – بضم النون – جميعنا من الوريد إلى الوريد , فلننقذ أنفسنا ونعود إلى طاولة الحوار, التي أنا متأكد أنا سنعود عليها, لكن الفرق سيكون كبيرا بين أن نعود الآن, وبين أن نعود وتكون الحقائق على الأرض قد قلبت المعادلة برمتها, ويطلب مننا فقط أن نبصم.