هؤلاء هم اليمن !!

ن ………….والقلم

تداخلت أصوات صواريخ الغارات, بالصوت الذي أعاد الطمأنينة إلى النفس ((الأذان)), كان ثمة كلب جيران يعوي, يبدو ان الكلاب تحس بالخطر !!, توجهت بكل كياني لصلاة الفجر غير عابئ بما تنزله السماء التي ليست سماءنا, فسماؤنا التي هي حقنا تنزل علينا الغيث مدرارا, سماؤهم ترسل النار على رؤوس المساكين, يمينا قلت السلام, يسارا قلت السلام, تناهى الى مسامعي صوت محرك تبينت انه لسيارة ما, ابتسمت محدثا نفسي ((تظل ارادة الحياة أقوى)), أزحت الستارة, كان جاري الطيب حارس الأرضية التي خلفنا يسخن (( قلابه)), استعدادا ليوم رزق جديد, تمنيت أن اقبل يديه, حرك سيارته وذهب غير عابئ بأصوات حمم الخارج التي ضلت الطريق  !!, في لحظات الصباح الأولى يأتي زميلي الموزع فيرمي الجريدة من على السور, بعد ان أصلي الفجر انظر من النافذة إلى الحوش, أجدهن هناك ثلاث نسخ, برغم الغارات لم يخلف صاحبي وعده, تمنيت أن اقبل يديه, يتسلل الذهب خيوط أشعة من بين أوراق الأشجار وأركان المنازل, ويستكب الضوء على المدينة وعلى الحي الذي أعيشه يكون محمد شرهان يسخن دراجته المثلثة استعدادا للذهاب إلى الاحياء لبيع أكياس البطاطس غير عابئ بسمائهم, فالرزق أولى, والأولاد ينتظرون لقمة يسدون بها جوعهم, يكون محمد المطري قد بدأ يحنحن صوت قاطرته التي يأتي برأسها إلى الشارع, وشارعي متنوع يمتد من بني مطر, إلى قدس, إلى حجه ,إلى دبع, إلى بني ضبيان, إلى ذبحان, إلى الحاج الرائع من حضرموت, هي اليمن بلا شك, اسمع صوت قرع مدهش على دبات الغاز فتسري طمأنينة في نفسي ((الله هو الغالب على أمره)) مهما بلغ ظلم الإنسان, اطل من النافذة اسلم عليه, أتمنى أن اقبل يديه هذا الذي ينضم إلى فرقة الشرف التي تخرج من الشارع كل في اتجاه يبحث عن لقمة مغمسة بالشرف لا يلقي بالا للغارات ولا إلى ((صحوة العرب)), ولا إلى عقم قوى الداخل حيث قذفت به إلى احضان خارج غبي لا يدري ما المخبأ له !!!, ابشروا فمن كنا نظن انهم محصنون سيغرقون قريبا فيما ظنوا أنهم يغرقون الآخرين فيه !!!, مشكلة العربي دائما أن العقل توقف عند الرقم (( 0)) !!, يحاول العقل أن يحول اليمن إلى طرفين وصاحب البابور ومدهش والمطري والحاج الحضرمي وصاحب حجة والدبعي وصاحب بني ضبيان ينظرون اليه طرفا واحدا, يطل من بداية الشارع من لا يخلف وعده أبدا (( عامل النظافة )) الذي يتحمل كل أوساخنا …كل أدران حياتنا بصبر ورضى عميقين ….., حين نكتب فلوطن نحلم به جميعا …….

قد يعجبك ايضا