تصوير.. وتداعيات
لحظة يازمن
ترسل الأعمدة الكهربائية المزروعة على جانب المنحنى الدائرى للمدينة القديمة أضواءها.. لتنير الطريق وتصل الأضواء إلى البحر حيث تصطخب امواجه عرض الصخور.
ومع اصطدام الموج بالرمل يبدو ماء البحر معتكرا في تلك البقعة الضوئية تذهب العين إلى الأبعد قليلا هناك البحر يستكين.. وترتسم أمام النظر لوحة تشكيلية.. طبيعة صامتة.
تبدو الصورة بالأضواء والظلال الحفيفة العتمة وزوارق الصيادين بأجسامها المخروطية الشكل ترتفع وتنخفض بفعل تحرك الأمواج الخفيف.
في تلك الأضواء التي تصل لتلامس احدى الجوانب للزوارق.. تبدو الألوان كامدة.. ويرين على الصورة وحدة ليلية متأملة وصامتة وعند الجدار البارز الذي يشكل حاجزا بين الطريق الاسفلتى وامتداد الرصيف الحجرى المرصوف.. والبحر تبرز حملات صغيرة من الأغنام تتشمم الرصيف.
تتقفر قفزات صغيرة.. من أين أتت أمن الزقاقات تلك.. أم خرجت من تلك الصناديق الخشبية المتناثرة على الرصيف وجوانب المنازل وتبدو بعدها وكأن هناك ترابط لا ينفصم في عناصر اللوحة.. نزهة ليلية..وتلتفت لترى أن تلك الحملات قد اختفت ربما عادت.. إلى صناديقها.. أو إختفت في زقاق جانبي في ذلك الهدوء المهيمن على الرصيف والطريق.. وبعض أضواء في غرف المنازل المغلقة والمطلة على البحر.
الساعة التاسعة ليلا بعض حلقات من الناس.. هنا أو هناك.. جالسة تتبادل أحاديثها الليلية ولا صخب غير صخب الأمواج عرض الصخر تلتفت لتشاهد قطة تعبر الرصدة إلى الرصيف.. ثم تنط إلى مستوى الجدار وتقعى هناك تتجه بنظرها نحو البحر والليل.. إنها تتأمل بدورها وتلتقت ناحية اليمين.. وتكتشف عيناك أن هناك عند الصخور التي تتدرج من الجدار حتى البحر.. تتبين العين رجلا يقبض في يده وترا.. مستغرقا ينتظر إهتزازه.. فلر بما هناك بين المياه سمكة صغيرة تتهيب من الإقتراب من الشعب أو أن الطعم في طرف الجلب المعقوف سيغريها بالاقتراب.. وعندها يشد الرجل على الوتر ويسحبه وتصعد السمكة تتلألا في الضوء الكهربائى.. الآتى من الأعمدة المزروعة على الرصيف.