الحقول الدرامية الحاصلة في اليمن حقيقة أم مجاز

إن الأوضاع الراهنة تجعلنا نحس أننا أمام مسلسل مكسيكي ولكنه على أرض الواقع يشارك فيه بعض الأطراف إلا أن ويلاته تنال كل فرد على أرض الواقع نلامسه بأعيننا نحس به بأطراف أناملنا خوفا أن تنال منا كاملة فهي أصبحت كالشبح الذي كلما هربنا منه يلحقنا ليفزعنا.
والذي تجرد منه حتى الأطفال فأصبحوا لا يأبهون له بعد أن كان المفزع من خلال الروايات التي تروى (عند النوم) كنا نحاول أن نهرب منه أما الآن أصبح متجسدا في كل شارع بل في كل حارة.
 إن الرصاص المتناثر قد بلغ شأوا كبيرا قد شكل نسبة عالية على رفوف السماء وعلى أسطح المنازل وعلى الأرض الحرة لذا علينا أن نمشي بأطراف أناملنا متوخين منه أن يلامسنا.
إن السكوت عنه في بلدنا لم يعد مسكوتا بل أصبح يعبر عنه كمسلسل يومي على أرض الواقع مع بعض التطبيقات المجازية من استخدام جميع أنواع الأسلحة وعدم مراعاة لحرمة الأمن.
 أصبح كل شيء اعتياديا أن تهدم المساجد والمنازل فوق الرؤوس أن يخرج الطفل ولا يعود إلا جثة هامدة أن يقفز الرجل المسن من مكانه المريح على صوت ورائحة الغبار جراء القذف الصامت.
لم يحصل كل هذا وغيره إلا بصمت الجميع أصبحنا متفرجين على أرض الواقع وكأننا أمام التلفاز.
فالحقول الدرامية التي منشأها أرضنا الحبيب بدلا من أن يكون المسرح مكانها جعلت من المسرح اليمني محط أنظار إعجاب المتآمرين على البلاد.
فعليك يا بلدي أن تعي كل الوعي بما يحاك عليك علينا أن نلجأ ونبتهل بالدعاء الصارخ والصامت علينا بالدعاء سرا وجهارا ليلا ونهارا لعل دعوة أن تلاقي عنان السماء ليحل الهدوء والطمأنينة على أرض الواقع بدلا من تحول المجاز إلى حقيقة.
 علينا بالرجوع إلى ذواتنا الدافئة الرقيقة مصداقا لقول النبي: “أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة”.
لنحاول سماع صوتها الدافئ لنرجع إلى بعضنا البعض متجاوزين انتماءاتنا الحزبية بالرجوع إلى الإخوة الصادقة لتحل المحبة محل الكره وتحل لغة الحوار على الطاولة بدلا من لغة السلاح على الأرض.

قد يعجبك ايضا