مشكلة التعليم أم المشاكل
يحيى يحيى السريحي

مقالة
مشاكلنا -نحن اليمنيين- كثيرة وقد لا تعد ولا تحصى ولكن أكثر تلك المشاكل خطورة التعليم المتردي منذ عقدين ونيف في ظل غفلة وتجاهل للمؤسسة التعليمية وغضها الطرف عن هذا الأمر الجلل برغم كثرة المتداولات والكتابات من المثقفين والمتخصصين في هذا الجانب دون فائدة تذكر!! وشخصيا قد كتبت غير مقال عن رداءة وسوء التعليم كون التعليم ينعكس سلبا أو إيجابا على أي مجتمع من المجتمعات تقدما وتأخرا ويؤثر بشكل مباشر على بقية المجالات الأخرى وليس ثمة عيب أن نستفيد من تجارب غيرنا من الدول الشقيقة والصديقة التي تغلبت على المشكلة التعليمية وماذا فعلوا لتطوير المناهج وأساليب التعليم في بلدانهم فنحن نعيش في عصر الكمبيوتر والليزر والالكترونيات وعصر ثورة الاتصالات والمعلومات فمن المعيب أن نكون جزءا من هذا العصر المتقدم ومع ذلك لا نزال نتعامل مع المنظومة التعليمية كما لو كنا في عصر الكتاتيب وأساليب الحفظ والتعليم الوهمي والشهادات الصورية التي لا تساوي في حقيقتها قيمة الحبر الذي كتبت به وحاجتنا اليوم لتطوير العملية التعليمية وإخراجها من قمقم أسلوبها التقليدي القديم المعتمد على الحفظ إلى الأسلوب العصري لا يقل أهمية عن حاجتنا للماء والهواء ولعل أول المعالجات لمشكلة التعليم هو التوسع في بناء الفصول والمدارس بما يوازي زيادة عدد الطلاب الهائل والمتزايد عاما بعد عام حيث وصل عدد المتقدمين لعامنا الجاري للتعليم الأساسي والثانوي ما يربو عن ستة ملايين طالب وطالبة فتكدس الكم الهائل من الطلبة أدى إلى هبوط الكيف إلى الحضيض ثم لابد من الاهتمام بجانب الوسائل التعليمية المختلفة كالمختبرات والمعامل المدرسية والمكتبات وكذا استخدام الوسائل السمعية والبصرية والخروج بالطلبة لاستقاء المعارف العملية بالرحلات والندوات واللقاءات وعدم الوقوف بالتعليم عند حدود التلقين والإملاء ونحن ندرك أن إصلاح المنظومة التعليمية في بلادنا تحتاج إلى فترة زمنية ليست بالهينة ويكذب من يقول أو يدعي أن عملية الإصلاح قد تتم خلال عام أو عامين وأتذكر تصريحا شد انتباهي لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مؤخرا حينما قال لو أنفقت بلاده (الإمارات) كل ثرواتها الظاهرة والباطنة واستثمرته في تعليم أبنائها في العقود الخمسة القادمة فلن تكون خاسرة وهذه إسرائيل عدوة العرب والمسلمين اللدودة تنفق ثلث ميزانيتها على البحث العلمي وتعتبر أكثر دولة من دول العالم تعتني وتنفق على العملية التعليمية والبحث العلمي!!
هكذا ينظر العالم للعملية التعليمية .. فالتعليم هو رهان وضمان المستقبل وليست الثروات ومناجم الذهب الأسود والأصفر واحتياطي العملات هي من يراهن العالم عليه لمستقبل أفضل لبلدانهم وشعوبهم ونحن للأسف الشديد لازلنا نعاني من الأمية في اللغة العربية فما بالكم ببقية المجالات العلمية الأخرى!!