البذور البلدي

محمد المساح


 - 
أتذكر وأنا طفل صغير تلك الألوان المبهجة للقلب والتي كانت تلون الجزر المعفل.. منها الأصفر والأحمر الوردي والبني الغامق.
وكان الطعم الطازج للجزر حينها سكر عسل يذوب في (اللقف).

أتذكر وأنا طفل صغير تلك الألوان المبهجة للقلب والتي كانت تلون الجزر المعفل.. منها الأصفر والأحمر الوردي والبني الغامق.
وكان الطعم الطازج للجزر حينها سكر عسل يذوب في (اللقف).
أتذكر وحتى عهد قريب تلك الرائحة النفاذة للبسباس الأخضر وهو يسحق فوق المسحقة الحجر تشمه على بعد مائتي متر.
إلى حد أن أصحاب القرية كانوا يعرفون أن فلانة تسحق البسباس.
كان للطماطيس البلدي أشكال مثمنة ومسدسة ومخمسة مدورة بتلك الأحجام.. إلى حد أن البصر كان يرى الحبوب الصغيرة داخل الطمطاسة لشفافية الفلاف.
ذلك كان.. وكان فعل ماض ناقص وسيعتبر القارئ أن الكتابة بهذا الشكل نوع من الاسطورة أو أن تلك الأنواع المذكورة هي نوع من الخيال.. أو في ذهن الكاتب.
نسيت أن أضيف (الموز الشكلت) ست حبات بعانتين من سوق (غبيرة) بني حماد والأيفوع والعزاعز.. وكان الموز سكر.
ماذا جرى لتلك الأنواع من الخضار والفواكه¿ أين ذهب الشم والطعم والرائحة¿
البر القمح كانت المرأة تخبزه في الماضي تخديه من جدار الكانون وتضعه في وسط (العزفة) قرص مدور يتكون من خمس إلى ست رقائق.
وكنا وهذا صحيح نأكله في الأعياد أو المواسم المتباعدة.. لكن كان برا بصحيح.
البطاط البلدي.. في النجد الأحمر كيف كان.. واسألوهم الآن كيف حال الأرض التي اعتمدت على البذور المحسنة كما يقولون.
أمور قد تكون حكايات نتذكرها على سبيل الحكاية أو التندر لكن الأمر ليس بهذا المستوى من التبسيط الأمر يعود.. إلى أن نضع سؤالا وجيها:
أين ذهبت وكيف اختفت تلك البذور المحلية¿
هل تستطيع الأجيال الحالية أن تهضم هذا الكلام الذي قلناه آنفا وما هي الدلائل على إثبات ذلك¿
هل فكرت الجهات المختصة أو كما يقولون ذات العلاقة بمتحف زراعي.
ما رأي المختصين في المجال الزراعي ومراكز البحوث الزراعية.
كيف نستطيع الحفاظ على بقية إذا وجدت من تلك البذور المحلية.. وخاصة (البر الجوفي).
أمور كثيرة وأسئلة تتوالى¿
لكنها ترتبط ارتباطا وثيقا بأن الأرض في هذه المنطقة قامت وما تزال على الأساس الزراعي وما هي العوامل التي سببت اختفاء تلك النوعيات الجيدة من البذورة المحلية¿!.

قد يعجبك ايضا