بيع الغاز وبيع الكلام

واثق شاذلي

مقال


 - 
في عمود الأسبوع الماضي تحدثنا عن الفوضى وأزماتها وتناولنا بعضا منها في م/ عدن كأزمتي الأمن والغاز وقلنا أنا لن نتوقف عن الكتابة إلى أن نرى بشائر الحلول تلوح في الأفق كما تلوح المنارات للقادم إلى قريته من بعيد لا كما يظهر السراب لل

في عمود الأسبوع الماضي تحدثنا عن الفوضى وأزماتها وتناولنا بعضا منها في م/ عدن كأزمتي الأمن والغاز وقلنا أنا لن نتوقف عن الكتابة إلى أن نرى بشائر الحلول تلوح في الأفق كما تلوح المنارات للقادم إلى قريته من بعيد لا كما يظهر السراب للظمآن في الصحراء . وان هذه الإشارات لابد وان تتبعها حلول فلا يعقل أن نظل نعاني من أزماتنا إلى مالا نهاية. كنا نعتقد بأن الأسبوع لن يمر إلا وقد وضعت الحرب أوزارها في معركة الغاز وفي جبهة القتال الخاصة به خاصة بعد أن قرأنا واستمعنا إلى جملة من القرارات والإجراءات وأساليب نظم عمل قد تم اتخاذها من قبل عدد من المسؤولين في م /عدن لإخماد نار الفتنة اقصد نار الأزمة ورفع بعض المعاناة عن كاهل الشعب بعد أن أثقلته الهموم والديون والأزمات .
ألا ترون أن شعبنا لم يعد يستغرب كثيرا هذه الأزمات التي تركبه الواحدة إثر الأخرى تتسلق أكتافه أو تنزل فوق رأسه تدفع به كما يدفع موج البحر ما هو أمامه ويخرجه من ماء الحياة إلى شواطئ الجفاف والتهلكة . أصبح لدى شعبنا ما يشبه اليقين أو اليأس ( لافرق) من أن هذه الأزمات المتراكمة والمتواصلة التي لا ينقطع حبلها ولايتوقف تدفقها هي كل حظه ونصيبه من هذه الحياة التي عاشها هو وما سبقه من أجيال قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر وبعدهما حتى يومنا هذا, مع أن الحقيقة هي عكس ذلك وأن ما وضعه المولى في باطن أرضنا ووزعه في أرجائها من ثروات ونعم لم نعرف كيف نستفيد منها لتغيير حياتنا نحو الأفضل وان نكون أفضل حظا وأحسن نصيبا حتى من جميع جيراننا الذين نراهم يعيشون أفضل منا رغم أن ثرواتهم تقتصر على مادة أساسية واحدة .
المهم لا تتركونا نذهب بعيدا عن موضوعنا ونعود إلى أصل حديثنا الخاص بأزمة الغاز, لقد تم وضع تفاصيل الأزمة على طاولة المسؤولين في م عدن , صحيفة “الثورة” نشرت الخبر التالي … اقرأوه معي على مهلكم “ناقش اجتماع موسع عقد يوم الاثنين 26 يناير 2015م في محافظة عدن برئاسة وكيل المحافظة لشؤون المديريات وضم قيادات مكتب الصناعة والتجارة والشركة اليمنية للغاز بعدن ومدراء عموم المديريات أزمة الغاز المنزلي بعدن والحلول الكفيلة بإنهائها ,وفي الاجتماع أشار الوكيل إلى أن البلد يمر بمنعطفات خطيرة تهدد أمنه واستقراره وان محافظة عدن تعمل في إطار مسؤولياتها الوطنية لمعالجة المشاكل التي تعانيها مؤكدا أن العمل جار لحل أزمة اختفاء الغاز المنزلي والموارد الخاصة بالمباني وازدياد البناء العشوائي, من جانبه قدم مدير عام شركة الغاز المنزلي بعدن عددا من الإيضاحات حول عمل الشركة والصعوبات التي تواجهها جراء توقف وحدة تشغيل الغاز في مصافي عدن, مشيرا إلى أن الشركة تقوم بتوزيع الغاز عبر محطات العريش والمنطقة الحرة والرباط واتخد الاجتماع قرارا ضد المخالفين في أوزان الاسطوانات المنزلية وكذا التراخيص الخاصة بالسيارات وتتولى اللجنة المشكلة من الشركة اليمنية للغاز ومكتب الصناعة بالمديرية والأمن اتخاد الإجراءات وإغلاق المحلات التي تبيع بدون تراخيص مزاولة المهنة وضبط الكميات الخاصة بالغاز المنزلي عبر مدير عام المديرية. ووجه الاجتماع الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية الميدانية بضبط عمليات تهريب الغاز المنزلي إلى خارج المحافظة عبر منافدها البرية والسيارات التي لا تملك ترخيصا من الشركة وتوقيف الموزعين المخالفين ورفع كشوفات بهم إلى النيابة العامة”.
لقد تعمدت نشر الخبر بالكامل وصبرت على كتابته كصبركم على قراءته…هناك كلام كثير نقدمه للناس أثناء الأزمات وهناك عمل لحل هذه الأزمات, هذا الجهد يجب أن يكون أكثر وقعا من الكلمات ولابد لهذه الاجتماعات أن تنتهي إلى حلول… لا يمكن أن نستمر في بيع الكلام للناس بدلا من بيع الغاز لهم.

Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا