هل نلوم الذئاب… أم الرعاة والقطعان..!¿
بقلم-د./ عبد الكريم القدسي
* ما كنت لأكتب لولا حنين قلبي لكل جميل في ماضينا ولكل عقل ينبري ليهدي الصبح كل أمانينا ما شد أفكاري وجعلني أطل عليكم من على كتاباتي ما كتبته الروائية والكاتبة الكبيرة «أحلام مستغانمي» تمنيت وأنا أقرأ في ما كتبت من روائعها عن ليالي الخريف العربي أن تزيد من صفعات الإيقاظ على خدود القطعان والرعاة من عرب اليوم وسبات القوم تمنيت أن أكون شمعة أذوب فتكتبني هي وتنثرني للقراء كلمات تمنيت أن تسكب أدمعي ومشاعري عند شهقة الفجر ليهل صبح العرب بصحوة موات الضمائر واستذكار وشائج المحبة والقربى في زمن الجحيم الغارق خلف تهور سذج القوم من العاشقين للأزياء والأكفان التي نسجها وصممها اعداء القيم والأوطان «مستغانمي»- الأجمل بين عقول العرب استهلت عنوان مرثيتها لحال العرب ممن تهافتوا خلف مشاريع الأعداء وتآمروا على أنفسهم وأغمدوا الخناجر في الجسد يدا بيد مع الأعداء عنونت.. «تصبحون على خير أيها العرب»…ومن ثم كتبت : الثوب-الكفن الذي تم تفصيله وحياكته على قياس تهورنا وسذاجتنا وتذاكينا صممه برؤية إسرائيلية مصمم التاريخ «العزيز هنري» وزير الخارجية الأميركية أثناء سباتنا التاريخي (هل منكم من لا يزال يذكر هنري كيسنجر ذلك الرجل الداهية¿).
لكن.. «لا يلام الذئب في عدوانه/إن يك الراعي عدو الغنمö». هل نلوم أعداءنا وقد سلمنا راعينا إلى رعاة الحروب .قطعانا بشرية جاهزة للذبح قربانا للديمقراطية¿ “مستغانمي”.
أيها الأرض المغسولة بأنداء الصبح أيها التباشير التي تحملها ترانيم الطيور يا بيارق النور وشعاع الفجر هل لقلب اضناه ضنك الخريف¿ أن يحكي للربيع ماذا جرى حين استعار الشر لباسه وانبرى يخالج المشاعر وينثر القصائد في كل الزقاق والساحات كان يغني للصبح على ايقاعات غرام الندى والطيور على الشحرور هنا وهناك تتنقل بين الروابي والسهول تغني للحياة وترسل تناهديها الحانية من هناك تغازل طيور السماء من على منابر غرام صبحها وبلغة العشق تجاهر بنقاء الحب والوفاء وكلما مر قرائن اسرابها بروح الانتماء لمجرة عشقها تتنادى لرسم أجمل قبلة في وجه الحياة وعلى مسرى سويعات اللقاء تختلط معزوفات الغرام في قبلة الحب والوئام أي سحر هذا الذي لا يجيده بنو البشر اليوم اي روح هذا الذي يجمع تلك الطيور لتصلي بواحدية سجود ترتل مع كل انحناء أذكار الصبح والمساء. وحين تمر رصاصات الشر القابع على الأرض تنهمك في إرسال رسائل الحب والاقتداء لتلكم الاعداء أنهم على عمى ايها الطيور أيها السمو العاشق رفوف السحاب ومهما طال العتاب لا أحد يفقه تجليات العطاء المكنون في تلافيف المشاعر الا من رحم ربي الى أولئك الأطهار الغانمين لروحانية السجدات في محراب الصلوات أنتم إيها النجباء البحر المسكون بالدرر وأنتم هبة السماء في ليالي الخريف الموحشة …..
واليوم كم نبكي زمن التعاضد والتراحم بعد أن سلمت الرقاب الى مقاصل قوى الاستكبار التي أدارت ظهورها عن دعم الاصلاحات في أوطاننا بعد أن كانت عند البدايات تغني في هذه الوجهة وتصنع من ديموقراطيتها الزائفة الاه الحب ولم يعلم العرب أنهم يقدسون الديمقراطية فقط في أوطانهم ويستهوون نعوش الموت ونزيف الدماء خارج حدود ديمقراطيتهم المتوحشة أنهم يغرقون حياتنا بالدموع والدماء ويغدرون ويقدمون رقاب الأبرياء قرابين لأحلامهم ولأهواء مصالحهم في عالمنا العربي المكلوم الذي يعيش اليوم نكبة الغرق في أتون الفتنة الضدية التي يصنع منها الأعداء رصيدا إضافيا الى مستقبل دولهم اقتصاديا وسياسيا على حساب الأرض والدماء والمال العربي وكم اشفق على اعلام العرب الحزبي والخاص والرسمي حين يوصم هذا وذاك أحدهما الآخر بتهمة الإرهاب ولا يدركون جميعا أن العرب جميعهم دون استثناء هم في سلة الإرهاب الغربي هذا المعلب التجاري هو الرائج اليوم في دهاليز سياسة نسج وتصميم الأكفان مهما حاول كبراء القوم تلميع أحذية ساسة الغرب أو تقبيل ركبهم فهم دون استثناء مناديل ورقية يستخدمون لمسح أوساخ أمريكا والغرب ليس الا اما القطعان من العرب فهم تائهون في لعبة الأضداد القذرة وأولئك هم مأساة القوم ممن نلومهم اليوم…
حتما ستبقى الصدور عامرة بالإيمان حتى وإن احلو لكت محطات الحياة التي تتنقل عبرها آهات أمانينا لا بد لتلك الأصفاد التي تضرب المعاصم وتسلب أقوات الضعفاء يوما ما أن توارى الثرى وكل منا سيغرس نبتة العطاء التي تسكن روحه وبواحدية هدف ستحتفل الحياة مزهوة بجمال ابداعات العقول بكل تناغماتها سننتظر حينا من