لا للتسوية التي تخمد أزمة وتؤسöس لإشعال أخرى
فتحي الشرماني
والمهم أننا اليوم في الوقت بدل الضائع نعيش ذروة الخلاف الذي يضعنا أمام احتمالات أغلبها مخيف ومروع, ولا حل سوى تدارك الوطن الآن قبل الغد بحل سياسيي نجح في الحيلولة دون حدوث ما لا تحمد عقباه.
إذا انفرط عقد الحوار الدائر في هذه اللحظات سنكون قد رسمنا بأنفسنا مستقبلا من الخراب والدمار ورحلة تائهة نحو المجهول, وماذا بعد أن ينهدم السقف على الجميع¿ حينئذ لن يكون بالوسع سوى أن تذهب أنفسنا حسرات على وطن أسقطناه بأيدينا لا بأيدي المستعمر .. أسقطناه ليس لشيء إلا لأننا قامرنا به وتنكرنا له ورفضنا تقديم التنازلات من أجله, لنفتح أعيننا على وطن خسرنا فيه كل شيء, وكل مكسب كان قد تحقق .. وإذا ما قررنا العودة فكم ستكون التكلفة¿ وكم سيكون الزمن المستغرق لهذه العودة¿ وكم سيكون الجهد المبذول¿
إذن كل من لا يحسب حسابا لهذا الانهيار عليه أن يعيد التفكير فلاتزال الدنيا بخير حتى الآن على الرغم من كل ما حدث ويحدث, فاليمنيون جميعهم تشخص أبصارهم بانتظار انفراج للأزمة يستعيد به الوطن عافيته.
ولا شك أن اليمنيين الآن لسان حالهم يقول: المطلوب للخروج من هذا الوضع المأزوم شيئان:
الأول: حل إيجابي غير مشوب بالغموض أو الترهل الدلالة الفضفاضة التي تجعله اتفاقا مفخخا وقابلا للانهيار في أية لحظة, كما هو الحال في الاتفاقات السابقة, فنحن نريد هذا الحل صيغة جديرة بنقل اليمن إلى بر الأمان, وليس صيغة تصبح هي المشكلة نفسها وهي مصدر التأزيم.
والأمر الآخر: الالتزام والجدية والشعور بالمسؤولية في تنفيذ هذا الحل, فقد سئمنا تراشقا بالاتهامات وإلقاء باللائمة على الآخر.
بالإمكان لو صدقت النوايا أن تكون هذه الأزمة هي آخر الأزمات, ويكون هذا العصيان للوطن هو آخر العصيان, وآخر الأخطاء وآخر الصراعات, فلا مستقبل إلا بتكاتف الجميع في ظل الاحترام المتبادل بعيدا عن لغة العنف أو سفسطة النقاش وتعقيد الحلول, ولا مصلحة لأحد في استقرار هذا الوطن مثلما هي مصلحة أبنائه, فهل أدركنا ذلك¿