منظمات العمل المدني وقياداتها
واثق شاذلي

مقال
منظمات العمل المدني في بلادنا أكثر من الهم على القلب, اذهبوا إلى الجهات الرسمية المختصة بها (الوزاره وغيرها) وانظروا في السجلات لتشاهدوا العجب العجاب.
تقول الأرقام: إن عدد هذه المنظمات في عام الوحدة كان (500) منظمة وارتفع الرقم في العام الماضي 2014م إلى (5203) وهي قفزة كبيرة لا بد لنا من تتبع آثارها في حياة شعبنا ووطننا الوقائع تقول: إن هذا التأثير ضعيف بل إن سلبياتها أكثر من إيجابياتها رغم ما تملكه هذه المنظمات من قوة تستطيع بها التأثير والمشاركة في أمور الوطن ودفع عجلة التنمية وتحسين أوضاع منتسبيها بل وكافة المواطنين.
فإذا ذهبنا إلى التعريف القائل بأن هذه المنظمات هي عبارة عن أحزاب ونقابات واتحادات وجمعيات تعاونية وخيرية لعرفنا بأن كل الشعب العامل أو معظمه موجود فيها, وإذا ركزنا في حديثنا على نقابات العمال والمهنيين والحرفيين فإن أهدافها الرئيسية هي تطوير المهنة والمنتسبين إليها وتحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية وبذل الجهود لإقامة مشاريع التنمية وإنجاح ما هو قائم منها, وفي سبيل البقاء على وجودها واستقلالها واستثمار قواها فهي في مقدمة المدافعين عن الديمقراطية والحريات وتحقيق التضامن والتكافل بين اعضائها وكذلك الدفاع عن الوطن وتقدمه.
نحن نقرأ هذه الأهداف في وثائق وأدبيات هذه المنظمات لكننا في الواقع وعلى الأرض لا نجد شيئا منها اللهم القليل القليل, مع أن عملنا وتعاملنا معها ليس بالجديد بل يعود إلى أكثر من سبعين عاما مضت أي أن أجيال ثلاثة قد عاشت وتعايشت مع عدد من هذه المنظمات, وبالرغم من هذا العمر الطويل فلاتظهر هذه المنظمات في عملها أي خبرة حقيقية أو تجارب مكتسبة أو تقاليد راسخة وكأنها تقوم بخطواتها الأولى الأسباب وراء ضعف عمل المنظمات كثيرة إلا أن الأسباب الرئيسية لهذا الضعف تكمن في أمرين”
أولهما ” وقوع هذه المنظمات تحت سيطرة الأحزاب وقوى النفوذ والتسلط.
ثانيهما” قياداتها وهي في الغالب غير قادرة على قيادة هذه المنظمات وإدارة شؤونها .. هذه القيادات تدين بالولاء لأفكارها السياسية وأحزابها والقوى التي ساعدتها للوصول الى مواقع القيادة ولهذا فهي تعمل على تشتيت قوى هذه المنظمات وإضعاف قدراتها والابتعاد عن أهدافها, فالمنظمات لا يمكن أن تقوم بواجباتها وتنفيد المهام الملقاة عليها إلا إذا ضمنت استقلالها التام والابتعاد عن الصراع السياسي بالالتزام بالمهنة والمحافظة على حقوقها وحقوق الأعضاء جميعهم العملية والحياتية.
انظروا إلى معظم قيادات المنظمات المدنية, إذا كانت قيادة المنظمة مثلا تتكون من 9 أعضاء سنجد 3 منهم أو أربعة على الأكثر هم الذين يقومون بأعبائها ويديرون شؤونها ويهتمون بأعضائها أما البقية فلن تجد لهم أي علاقة تذكر بالمنظمة.. منهم من جاء ليتمكن من تأسيس مشروعه الخاص والانقطاع له, هؤلاء يحضرون الجلسة الأولى بعد الانتخاب لتوزيع المهام ثم يختفون, كافة وسائل الاتصال لا تسعفك بالاتصال بهم.. الاتصال بهم أصعب كثيرا من الاتصال بوزارة الدفاع الأميركية ومنهم من جاء وعينه على كراسي السلطة فيتفرغ للبحث عنها بدلا من تفرغه أو إعطاء حتى بعض وقته لمنظمته ومن انتخبوه في قيادتها.
أنا لا أطالب بإبعاد كافة قادة العمل في هذه المنظمات وإحلال عناصر جديدة بدلا عنها, فمن أثبت من أعضاء تلك القيادات جدارته في عمله كعنصر قيادي لا بد من الحفاظ عليه والتمسك به والإشادة بما قام به أما أولئك الذين جاؤوا لهذه القيادات لغرض في نفس يعقوب وما أكثر تلك الأغراض فذهابهم أفضل من حضورهم وعليهم أن يتركوا مواقع القيادة وأن يخجلوا من أنفسهم إذا ما فكروا في ترشيح أنفسهم لمناصب القيادة الجديدة.
Wams2013@hotmail.com