احلام الفقراء رغيف الخبز ووطن آمن


رغيف خبز ومسكن يقيهم حرارة الشمس وقسوة البرد وأمن واستقرار أحلام بسيطة ينشدها فقراء اليمن للعام 2015م ليتغلبوا على مرارة الأيام وقسوة الحياة.. آهات يطلقها الفقراء ولسان حالهم يقول: هل سيحمل لنا العام الجديد أوضاعا مستقرة وآمنة مع أبسط حقوق الإنسان من القوت الضروري بعيداٍ عن الخوف والقلق مما تحمله الأيام والشهور القادمة من مفاجآت قد لا تكون سارة وخصوصاٍ على الشريحة المطحونة في المجتمع .. هذا هو حلم الفقراء وأمنياتهم في هذا العام هم لا يطمحون برفاهية الحياة ورغد العيش ولا يفكرون بما يحلم به الآخرون من أبناء جلدتهم حتى مجرد التفكير فأمنياتهم وأحلامهم بسيطة جدا لا تتجاوز سقف رغيف الخبز وعلبة الفول أو الفاصوليا في ظل أمن واستقرار بعيداٍ عن الخوف من المجهول .. إنهم أحق بأن ننظر إلى أحلامهم البسيطة ولا نغض الطرف عنهم ونكون عوناٍ لهم في مواجهة قسوة الحياة ..
آلاف الأسر الفقيرة وأوضاعها المعيشية البائسة جعلها تدفع بأبنائها إلى سوق العمل أو للتسول في الشوارع بين زمهرير البرد وحرارة الشمس للحصول على رغيف الخبز ..
أنيسة محمد تبلغ من العمر 18 عاماٍ فقط لكنها أرملة وأم لطفلين تزوجت من رجل يعمل بالأجر اليومي وبعد وفاته وجدت نفسها وحيدة ليس لها أحد يرعاها ويرعى أطفالها اتجهت إلى العمل في المنازل بحثاٍ عن لقمة عيش لصغارها الذين يبدو عليهم التعب والارهاق من قسوة الحياة… أنيسة التي تعاني وتكابد الجوع والألم والحرمان تأمل أن يكون العام 2015م بملامح مختلفة عن الأعوام السابقة وتحلم بأن تعيش مع أبنائها عيشة كريمة وأن تتراجع أسعار رغيف العيش والسكر وعلبة الفاصوليا وغيرها لتتمكن من العيش الذي يضمن لها ولأطفالها البقاء والاستمرار في الحياة هي لا تبحث عن رغد العيش ولا تفكر بأن تعيش حياة مرفهة بقدر ما تبحث إلى جانب لقمة العيش عن الأمان وتبدي مخاوفها من أن يكون هذا العام أسوأ من الأعوام الماضية بالنظر للأوضاع الأمنية التي يبعث استمرارها على الخوف والرعب من المستقبل .
قسوة الحياة
فاطمة تحلم ببيت يحتويها هي وبناتها الخمس كما تحلم برغيف تحصل عليه بأقل سعر فكل ما يشغل بالها أن تجد مكاناٍ تأمن فيه على بناتها ولقمة عيش تكفيها ذل السؤال وتقول ( تركني زوجي لأصبح أرملة دون سابق انذار وليس لي أي دخل لأن زوجي كان يعمل في بيع القات واجبرت للخروج إلى الشارع للتسول لأوفر لبناتي لقمة عيش يقتتنها يكافحن من خلالها مرارة الجوع وبعينين مغرورقتين بالدموع تدعو الله وتحلم بأن يكون العام 2015م عاماٍ يحقق للفقراء أحلامهم بعيش كريم ومسكن يؤمن لهم عدم التفكير بالغد حتى لا يأتي يوم تجد فيه نفسها مع بناتها في الشارع.
معاناة
محمد حمود.. ابنه يعارك مرض السرطان وهو يعارك مشقة الحياة وتوفير المال لعلاجه عله يشفي من هذا المرض وبنبرة حزن ويأس يتمنى الحاج محمد أن يحمل العام 2015م الشفاء لولده وأن يكون هناك مستشفى متكامل لعلاج مرضى السرطان مجاناٍ ليسهل عليه وعلى أمثاله معالجة أبنائهم وأقاربهم الفقراء من هذا الداء الذي يقتل الفقراء يومياٍ ويقفون أمامه عاجزين ذليلين لا يستطيعون توفير علاج لمن يكابدون هذا المرض ولو ليوم واحد .. إنهم يكابدون الألم أكثر مما يكابده المصابون أنفسهم .
أم فيصل لا تبالغ في أمنياتها وما تريده من العام 2015م سوى مستشفى ومصحة للأمراض النفسية والعقلية لأن زوجها الذي يعاني من مرض نفسي قد جرعها وأبناءها الأمرين ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعانونها إلا أن حلمها وحلم أبنائها بأن يكون هناك مستشفى خاص بالأمراض النفسية يقدم العلاج للمرضى النفسانيين مجاناٍ لينقذهم على الأقل من ضربه ووحشته التي قد تقتلهم يوماٍ ما ناهيك عن أوضاعهم البائسة وهم يكابدون مشقة الحياة وقسوتها وظروف المعيشة الصعبة التي رمت بهم وبفلذات أكبادهم الى هذا الوضع الصعب وهذه الحياة القاسية.
طموح مشروع
فريد عبد الله رغم إعاقته إلا أنه يقوم بجمع علب الصحة وبيعها ليوفر من قيمتها ما يحتاجه من أقلام ودفاتر للمدرسة ويحلم كأقرانه الذين يدرسون ويلعبون دون ان يشغل بالهم توفير القلم والدفتر والمصروف اليومي .. فريد كما يقول (أحلم بحقيبة وقلم وكشكول لا أفكر كيف ومن أين أحصل عليهم حتى أتمكن من الدراسة والتفوق ومنافسة زملائي ) لكن قسوة الحياة عليه وظروف أسرته الصعبة جعلته يقضي جزءاٍ من يومه في جمع علب الماء الفارغة وبيعها بما تيسر ليسد جزءاٍ بسيطاٍ من معاناته ويعين أسرته أيضاٍ ..
يأس ورجاء
زبيدة فتاة في عمر الزهور كل حلمها أن تعود إلى المدرسة لتواصل تعليمها الذي حرمت منه بسبب الفقر الذي تعاني منه أسرتها وتتطلع إلى العام 2015م بخوف من أن يحمل في طياته مفاجآت لا تبشر بالخير لها ولغيرها من الفقراء ونظرة أمل تشدها إلى العودة إلى أحضان المدرسة من جديد وحياة افضل وعيشة كريمة للفقراء الذين حرموا وفقدوا لذة العيش بسعادة وطمأنينة .
العودة
أم إبراهيم نازحة كل حلمها هو العودة إلى بيتها الذي دمرته الحرب وأن تعيش بأمن واستقرار وتقول ( الأعوام الماضية حملت لنا معاناة ومآسي لم نكن نتوقعها ليأتي العام 2014م بحروب هجرتنا من موطننا ومنازلنا فهل سيكون العام 2015م كفيلاٍ بمعالجة جروح وآلام أعوام مضت فكل حلمي هو أن أعود إلى منزلي الذي حرمت منه بسبب الحروب التي لم نحصد منها سوى القتل والدمار كما أتمنى أن نشعر بالأمان والاستقرار الذي حرمنا منه دون ذنب اقترفناه أو جرم ارتكبناه لنصبح نحن الضحية فيما المتسببون بنزوحنا ينعمون برغد العيش والأمان في بيوتهم.. وتتساءل : لماذا نحن الفقراء دائماٍ ندفع الثمن¿ ومن سيعوضنا عما فقدناه¿ ومن سيعيننا على مرارة الحياة وقسوتها..¿

قد يعجبك ايضا