تصوير عن تصوير
محمد المساح
رؤيا
رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء أعلاه من ذهب وأوسطه من فضة وأسفله من نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار.
فبينما أنا أنظر إليه قد أعجبني حسنه وإحكام صنعته قذفه الله بحجر من السماء فوقع على قمة رأسه فدقه حتى طحنه.
فأختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره حتى تخيل إلي لو اجتمع جميع الأنس والجن على أن يميزوا بعضه من بعض لما قدروا على ذلك ولو هبت ريح لأذرته.
ونظرت إلى الحجر الذي قذف به يربو ويعظم وينتشر حتى ملأ الأرض كلها فصرت لا أرى إلا السماء والحجر.
أنت وهو
كل واحد يراك من حيث هو لا من حيث أنت ومن رأك من حيث هو فإنما رأى نفسه.
“محيي الدين بن عربي”
دخان صعد إلى السماء
خرجت ليلة الجمعة إلى القرافه من درب الصفاء فلما كنت بين تلك الأكوام لقيت هناك شيخا طويلا في زي الصوفية عليه أثر السفر فقلت له: من أين أقبلت أيها الشيخ¿
فقد اشمأزت نفسي منك فقال: كنت عند يغبور ملك الصين بلغني أنه قد مالت نفسه إلى دين الإسلام فخرجت إليه من بلاد الزنج بعد الظهر فثنيته عن رأيه ورجعت أطلب مدينة قرطبة في هذه الليلة أتمم الفساد بين أولاد عبدالمؤمن وأرجع كما أنا إلى بلاد خراسان فاقشعر جلدي من هذا الكلام وقلت له من أنت عافاك الله¿ فقال: أوما تعرفني يا وهراني: فقلت لا والله ما أعرفك فقال: عجيب أنا شخيك ومعلمك إبليس..
“الوهراني”
ليس لي رأس
ما هذا¿ شيء مغطى وقد نادى الأمير ألا يكشف مغطى فمن خالف الأمير جلده. إكشف لي عن رأسك ليس عليك بأس. ليس لي رأس. ويلك فمن أين تكلمني¿ ليس هذا عليك تسمع وتطيع نداء الأمير وإلا فاكشف إن جسرت.
“حوار بين سكران وشرطي”