في الذكرى الأولى لمأساة العرضي
منصور مطير
بعد النشيد الوطني وقراءة الفاتحة على شهداء مجزرة العرضي في الذكرى الأولى للجريمة وقبل أن ترفع الأيادي وتشير أصابع على من خطط ومول ونفذ أبشع جريمة عرفها تاريخ اليمن المعاصر لابد من قراءة تحليلية عن الفكر البشع فجميع من في العرضي جمهور بريء جمهور يبحث عن الأمل المفقود مرضى نائمون على أسرة المستشفى يحلمون بالشفاء ولا يزالون يحلمون الحلم الأبدي أطباء وممرضون وممرضات يؤدون واجبهم الإنساني بكل إخلاص وأمانة واقتدار وكذا مرافقون ومرافقات وأطفال كأزهار الربيع تلك كلها البراءة تحرسهم جنود بأسلحة كأغصان البن في مناقير الحمام الأبيض على أبواب الشرف والوطنية حتى جاءت ساعة الغدر فغدر الغادرون ونفذ المجرمون جريمتهم الشنعاء التي اهتز لبشاعتها العالم بأسره جريمة الكل شاهدها عبر الفيلم المصور بكاميرات المستشفى ولا يزالون يشاهدونها عبر مختلف الوسائل إلا أن من يشاهدها يوجه أشد ألوان اللعن على المجرمين وهكذا تظل لعنة وغضب الله والناس أجمعين على أولئك المجرمين لعنة أبدية أما جمهور المسرح الحاضر في مسرح الجريمة فقد استشهدوا وتظل دماؤهم الطاهرة تلعن المجرمين إلى الأبد.
ومن هنا نضع سؤالا أي فكر كان يحمله أولئك المجرمون وأي مدرسة تعلموا منها ذلك الفكر الإجرامي¿! إن من يشاهد الفلم المصور للجريمة البشعة يلاحظ كيف كان أولئك المجرمون ينفذون جريمتهم بإتقان فائق فلا سينمائيو هوليوود يستطيعون تصنع حركات المجرمين القتلة ولا مسرحيو اليونان يمتلكون جرأة الحضور الإجرامي على أعمدة أثينا التاريخية.. جريمة لم تخطر على بال أعظم كتاب الأدب والفن والتاريخ جريمة لو مثلت على المسرح الروماني لتطايرت أعمدة المسرح من بشاعة الحدث الإجرامي والصراع الحقير.
إذا فما أبشع الفكر الذي كان يحمله المجرمون إن هذا الفكر الإجرامي لم يعد وليد اللحظة بل فكر يلقن ويدرس ويحقن أجسادا بشرية تتحول مع الزمن إلى أجساد متوحشة الفكر والجسد يسيرون وفق ضوابط إجرامية دموية لا يقرها دين ولا عرف ولا عادات ولا تقاليد إنسانية فالجميع منصدم ببشاعة الجريمة ولكنهم أكثر صدمة وهولا من ذلك الفكر الذي يحمله مثل أولئك المجرمون اذا فمع المواجهة المسلحة مع من ينفذ جرائم الفكر الإرهابي الخطير لا بد من المواجهة الفكرية أيضا للقضاء على أساس هذا الفكر ومنبعه فثقافة المجرمين ثقافة فكر إجرامي بحت يتطلب من الدولة والمجتمع والمثقفين وقفة رجل واحد لمواجهة هذا الفكر الإجرامي كل في اختصاصه ومن موقعه .