تدريب وتأهيل الوزراء في ورش عمل ليس عيبا !!

د/عبد الله علي الفضلي

 - يقول المثل العربي: ليس عيبا أن تخطئ ولكن العيب أن تستمر في الخطأ ,فكثيرمن الوزراء في بلادنا يمتطون المناصب القيادية العليا على ظهر جواد أبيض ويصلون إلى  تلك المناصب وشغل
يقول المثل العربي: ليس عيبا أن تخطئ ولكن العيب أن تستمر في الخطأ ,فكثيرمن الوزراء في بلادنا يمتطون المناصب القيادية العليا على ظهر جواد أبيض ويصلون إلى تلك المناصب وشغل الوظائف العليا دون أن يمروا بأية خبرة أو تجربة بل أن الكثير منهم لم يكونوا قد مارسوا أي عمل إداري أو أكاديمي أو اقتصادي أو سياسي أو تربوي فهو يصل إلى الوظيفة المعين فيها كالسلعة الجديدة من المصنع إلى المستهلك رأسا أي انه مادة خام لم تختبر بعد. ولذلك فإن 98% من الوزراء الجدد المعينين بقرار جمهوري لا يدرون ماذا سيكون دورهم في الوزارات المعنية فيها ولم يكونوا ملمين بالقوانين والهياكل التنظيمية واللوائح والأنظمة الخاصة بتلك الوزارة أو المنشأة الحكومية وربما يظلون شهورا طويلة حتى يلموا ببعض الأمور والشؤون وفهم العمل في تلك الوزارة وطريقة أدائها لمهامها وأنشطتها .
وحينما قام الأخ رئيس مجلس الوزراء الجديد المهندس خالد بحاح باستحداث ورشة عمل للوزراء في جلسة استثنائية وفي اجتماع غير رسمي في الأسبوع الماضي وبحضور عدد من الخبراء والمختصين هو عمل في الطريق الصحيح ويدل على فهم وحصافة وحنكة وقيادة الأخ المهندس خالد بحاح , وكان الهدف من هذه الورشة هو تعريف الوزراء بالمهام والأعمال والأنشطة والإجراءات والتدابير التي ينبغي أن يلم بها كل وزير من كل النواحي وتشخيص المشكلات وكيفية معالجتها ووضع الحلول العاجلة والآجلة واستيعاب الأحداث والتطورات الجارية ومدى الاستفادة منها وتطبيقها في المصالح والوزارات والهيئات وكيفية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالقدر المناسب.
فكثير من دول العالم المتقدم تقوم بعمل ورش خاصة أو ندوات أو حلقات نقاش أو مؤتمرات محلية للارتقاء بأداء القيادات الإدارية العليا في الدولة كالوزراء ونواب الوزراء ومدراء العموم ورؤساء الشركات الكبرى وإلحاقهم بدورات تدريب و تأهيل حتى يستطيعوا القيام بمهامهم ووظائفهم وفق رؤية ورسالة واضحة .
وبعض هذه الدول تقوم بإعادة تأهيل القيادات العليا داخل الدولة كإلحاقهم بالأكاديميات العليا أو الجامعات أو الكليات التخصصية وذلك للحصول على مؤهلات تخصصية عليا أو الحصول على إضافات ومعرفة ومعلومات جديدة ترفع من مستواهم الثقافي والعلمي والإداري والسياسي والأمني.
وعلى سبيل المثال ,فإن الحكومة المصرية ومنذ الثمانينيات تقوم بترشيح عشرات السفراء والقائمين بالأعمال والمحلقين الدبلوماسيين والقناصل العموميين للدولة وقبل أن يتم ابتعاثهم الى الدول المعنية يتم إلحاقهم بدورات مكثفة عالية في كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني حتى يحصلوا على معلومات وإضافات ومعارف جديدة في مجال السلك الدبلوماسي والقنصلي وتعريفهم بالإجراءات والأعراف السياسية والبرتوكولات والمعاهدات والاتفاقيات بين الدول والتعبيرات والمصطلحات السياسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار وكذلك المحاذير والمخاطر التي قد يقع فيها السفير أو القنصل في الدول المبتعث إليها وكيف يعكس السفير أو القنصل وجهات نظر بلاده وسياستها الخارجية والداخلية, كما تعرفهم بمفهوم الحصافة والكياسة والهدوء وإدارة الأزمات وتجنيب بلدانهم الكثير من الأزمات الطارئة والمحافظة على أمن وسلامة سفارات بلدانهم وسرية تعاملهم مع الآخرين .
وكم كنا نتمنى من الأخ المهندس خالد بحاح رئيس مجلس الوزراء أن يكرر مثل هذه الورش للوزراء لإكسابهم القدرات والمهارات وذلك بحضور عدد من الخبراء في المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والشفافية ووضع الخطط والمشروعات والبرامج لوزاراتهم وذلك من اجل ان يرفعوا ويحسنوا من مستوى الأداء والإنجاز.
ولذلك نقترح على الأخ رئيس مجلس الوزراء أن تكرار مثل الورش في الفترة المسائية وبمعدل ورشتي عمل في الشهر لان الدول المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا من خلال تأهيل وتدريب وإعداد القيادات العليا الحالية والقيادات البديلة أو الاحتياطية .

قد يعجبك ايضا