تكريم أوائل الطلاب

علي بارجاء


 - الطلاب الذين يحققون المراكز العليا في اختبارات نهاية التعليم الثانوي والجامعي هم الطليعة الذين ينتظر الوطن دورهم مستقبلا في عملية بنائه وتطو

الطلاب الذين يحققون المراكز العليا في اختبارات نهاية التعليم الثانوي والجامعي هم الطليعة الذين ينتظر الوطن دورهم مستقبلا في عملية بنائه وتطويره والنجاح الذي يحققونه في هذه المرحلة التعليمية يعد الخطوة الأولى على طريق طويل ينبغي أن يجد رعاية وتعهدا من قبل الدولة ومؤسساتها المعنية ليستمر ويثمرفي بناء ما نحتاجه من العقول التي ستتحمل مسؤولية التنمية والتغيير إلى الأفضل.
يبدأ الاهتمام بهؤلاء الطلاب من الكيفية التي يكون عليها الاحتفال بتكريمهم وحجم القيمة المعنوية والمادية له.
لاحظت هذا العام كثرة احتفالات التكريم التي تبنتها جهات مختلفة بالإضافة إلى الوزارات المعنية وبخاصة وزارة التربية والتعليم التي من صميم مسؤوليتها وعملها تكريم أوائل التعليم العام.
شيء جميل وجهد محمود مشكور أن تبادر بعض الجهات الحزبية والخيرية وغيرها بالاحتفاء بأوائل الطلاب سواء على مستوى المحافظات أو على مستوى الوطن وبغض النظر عن الأهداف التي تتوخاها من ذلك فإن هذا التكريم يدل على اهتمامها بالتفوق وتشجيعها للمتفوقين من أبنائنا الطلاب.
لكن ما يؤخذ على تعدد احتفالات تكريم الأوائل التي يدعى إلى حضورها مسؤولون رفيعون في الحكومة أنها جهود مشتتة وأن أثرها يظل محدودا لأن تلك الجهات ليست هي الجهات المعنية بتكريم يليق بمستوى النجاح الذي حققه الطلاب مهما بلغت قيمة المكافآت النقدية والعينية الممنوحة لهم.
ومع ما نكنه من مشاعر التقدير والشكر لهذه الجهات لاهتمامها ومبادرتها بتكريم أوائل الطلاب إلا أن الحق الذي ينبغي أن يقال أن الدولة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبنى تكريم أوائل طلاب التعليم العام والجامعي كل عام وأن احتفال التكريم ينبغي أن يليق بالنجاح والتفوق الذي حققه هؤلاء وأن يكون هذا الاحتفال بحضور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكبار مسؤولي الدولة والشخصيات العلمية والثقافية والأدبية والإعلامية في الوطن احتفال كبير تدعى إليه أسر المتفوقين وبخاصة من أبناء المحافظات وأن تكون الجوائز والهدايا المالية والعينية مما يستفيد منه هؤلاء الأوائل ويعينهم في مواصلة النجاح والتفوق في المراحل التعليمية اللاحقة وبخاصة حين يعلن في نفس الاحتفال ترشيحهم لمنح دراسية عليا في أكبر جامعات العالم.
تكريم بهذا المستوى الرفيع سيكون له أثر كبير ودافع لجميع الطلاب لبذل جهد أكبر في التحصيل العلمي والتنافس لنيل شرف الفوز بمثل هذا التكريم ذي المستوى الوطني الرفيع.
وعلى الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم التي هي بصدد جعل العام القادم عاما للتعليم أن تدعو الجهات الأخرى التي أشرت إليها سابقا أن تقدم ما لديها من جوائز لهذا التكريم الكبير فيتوحد الجهد الرسمي والشعبي معا وعندها فإن الإشارة إلى جميع المشاركين في التكريم أمر لا أظن أن تغفله الدولة فتعلن عنه.
هذا ما أرى أنه سيحقق تقدما في العملية التعليمية وسيكون سبيلا إلى إبعاد التعليم عن أي تدخلات سياسية وفكرية قد تفرض عليه من خارجه وتحرفه عن السياسة التعليمية وأهدافها المرسومة.

قد يعجبك ايضا