حكومة الكفاءات وتطلعات المواطنين
العقيد/بجاش جابر حليصي
تمر البلاد بأزماتها ومن مخرج إلى مخرج ومن وفاق إلى وفاق إلى اتفاق ومن حوار إلى حوار ومن تشكيل إلى تشكيل وآخرها تشكيل حكومة الكفاءات والتي يعول عليها رئيس الجمهورية بإنجاز العديد من المهام والأعمال المطلوب تنفيذها وإجرائها في المرحلة الراهنة للخروج بالوطن من أزماته وواجب الجميع حكومة ومواطنين وأحزاب وكل المكونات السياسية الالتفاف والتعاون مع رئيس الجمهورية والحكومة لإكمال وإنجاز ما تبقى من بنود المبادرات والاتفاقيات المطلوبة لهذه المرحلة.
كما أن حكومة الكفاءات المشكلة تحمل على كاهلها الكثير من المهام والمسئوليات والبرنامج المطلوب تأديتها وتنفيذها ومن أهم هذه المهام هو تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب ومكافحة الفساد بكل صوره وأشكاله وتحقيق السكينة العامة للوطن والمواطنين والارتقاء بالمستوى الاقتصادي المتدهور الذي يعانيه البلد والمواطن بسبب الأزمات والمماحكات السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإعداد واستكمال الدستور والاستفتاء عليه بعد الانتهاء من إعداده وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية والخروج بالبلاد ووصولها إلى بر الأمان بالطرق السلمية وبناء الدولة المدنية الحديثة.
فمهام حكومة الكفاءات المشكلة كثيرة وكبيرة ويتطلب إنجازها وتنفيذها جهودا كبيرة وتحديات صعبة وليست بالهينة نظرا للصعوبات السياسية وظروف المرحلة الحالية ولما يعانيه الوطن والمواطن من أوضاع أمنية واقتصادية متدهورة وانقسامات وعدم التوافق السياسي وتدني الخدمات العامة للمواطنين من أمن وعدل وصحة وتعليم وكهرباء ومياه ومشتقات نفطية وغير ذلك مثل تدهور وتدمير البنية التحتية للبلاد والتخريب والتقطع والنهب كل ذلك نتيجة الصراعات السياسية .. فيجب على حكومة الكفاءات الإسراع والحزم والمثابرة بتنفيذ برنامجها وما ينوط عليها من أعمال ومهام مطلوبة لهذه المرحلة كلا بحسب مسئوليته في وزارته ومن موقعه وحسب أولويات وأهمية الأعمال بمسئولية وإرادة وعزم وصدق بروح وطنية ودينية وإنسانية بعيدا عن الانتماءات الحزبية والولاءات الضيقة وجعل مصلحة الوطن والأمة هي العليا والمسئولية أمانة.
نعم الوطن بحاجه لكل الأعمال والجهود المخلصة والمواطن يتطلع للمس ما يأمله ويتمناه للخروج من ويلات المحن ورأب الصدع ولم الشمل ودرء الفتن والعيش الكريم والعدل وينعم بالسلام والأمن ويرنو إلى آفاق ومستقبل أفضل .. المواطن يتطلع لأعمال الخير للوطن والأمة والبناء والخروج من الأزمات .. المواطن يرجو أن يلمس ما ينشده ويأمله ويتمناه من عمل بتطبيقه وتحقيقه على أرض الواقع.
فواجب الجميع من مسئولين ومكونات وأحزاب وجماعات وأفراد من أبناء الوطن التعاون والالتفاف والمساندة والعمل والالتزام والتنفيذ لكل ما من شأنه الخروج بالوطن والأمة من الأزمات والوصول للمستوى الأفضل المنشود وذلك بتطبيق وتنفيذ المبادرات والاتفاقيات والإسراع وعدم التباطؤ بحسب الأولويات وترك الصراعات والاتهامات والمكايدات والمزايدات ونبذ العنف والتي لن ينتج من حصادها إلا الدمار للوطن وهدر خيراته وتجزئة وسفك دماء أبنائه.
فالواجب تضافر وتصالح الجميع حكام ومحكومين مسئولين ومعارضة ومواطنين من جميع الفئات والمكونات السياسية ورص الصفوف وتوحيد الجهود لما فيه المصلحة العليا للوطن والأمة.