مسؤوليتنا جميعا!!
يحيى محمد العلفي
أمن اليمن واستقراره وسلامه وتقدمه ونهوضه وازدهاره, لا يقتصر على جماعة أو فئة وشريحة من أبنائه دون سواها, فكما حرصنا أو حرص كل مواطن يمني أن يعيش معززا مكرما بين أهله وذويه وعشيرته أو الجماعة التي ينتسب إليها- كذلك الحال بالنسبة للوطن الكبير الذي يضمنا ويأوينا جميعا فإن مسؤولية عزته ورخائه وخلوه من شوائب المنغصات والكوارث والمحن والفتن نتحملها كلنا وتقع على عاتق الجميع سواء في مواقع القيادة والقرار أو مواطنين عاديين.. كوننا جميعا نعيش تحت سقف هذا الوطن ونتفيأ ظلاله وننعم بخيراته لذلك فإن هذه المسؤولية لا تحد ولا تقتصر على السياسيين دون الاقتصاديين ولا المثقفين دون غيرهم- ولا على العسكريين دون المدنيين ولا الحزبيين دون المستقلين.. فكلنا جميعا في الدولة وفي السلطة وفي المعارضة, في منظمات المجتمع المدني وفي الهيئات والشرائح الاجتماعية الأخرى مسؤولون عن حماية هذا الوطن.. والمحافظة على مكتسباته ومنجزاته الوطنية والدفاع عن سيادة واستقلال هذا البلد العزيز الغالي على قلوب وأفئدة كل الشرفاء من أبنائه لاسيما في ظل هذه الظروف والأوضاع العصيبة التي مررنا ونمر بها حتى هذه اللحظة.. كون اليمن وطن كل اليمنيين بلا استثناء ولا إقصاء أو تنقيص في الشأن أو الحسب والنسب إذ لا فضل ليمني على يمني إلا بالإخلاص والوفاء ومصداقية الانتماء والولاء لتربة هذه الأرض.. الطيبة الطاهرة وبالعمل الصالح لخدمة هذا الوطن ولما من شأنه رفعته وتقدمه وازدهاره.
وبهذه التعابير والألفاظ التي نرددها دائما ونتغنى بها في كل زمان ومكان لا بدلنا أن نجسدها عملا ملموسا في جميع أفعالنا وخطواتنا وأن تكون عنوتنا في كيفية الوصول إلى مصاف التطور والرقي والخروج من شرنقة الأزمات وباحة المماحكات والمكايدات الحزبية التي لا نجد من ورائها سوى الخراب والدمار.. كما أن علينا أن ندرك بأن أمن اليمن واستقراره لا يمكن أن يستتب أو أن يسود ما لم نترك الأنانيات الضيقة والولاءات الحزبية الصغيرة وأن نبتعد عن الخلافات الهامشية والنعرات الطائفية والعقائدية بتغليب مصلحة الوطن العليا فوق مصالح الأشخاص والجماعات والأحزاب وأن يكون ولاؤنا لله وللوطن وللثورة والجمهورية والوحدة اليمنية المباركة.
وعليه فإن من الواجب علينا جميعا في ظل هذه الظروف الاستثنائية العصيبة أن نستلهم دروس الماضي بكل معضلاته وأوجاعه لنعتبر ونتعظ من كافة التجارب والمحن فننطلق بخطى صحيحة نحو التغيير والبناء وفق رؤى وطنية خلاقة جديدة تعيد لليمن مكانتها الحضارية اللائقة وتحقق لليمنيين حياة العزة والكرامة والعيش الهني في وطن آمن مستقر وفي ظل أوضاع تسودها المحبة والوئام.
وحينما يتحقق الأمن والاستقرار في ربوع يمن الإيمان والحكمة وتختفي كل مظاهر العنف والخوف والانفلات والفساد فإن خطانا إلى الأمام ستكون موفقة سديدة وسوف تكون عنايتنا صوب استشراف المستقبل المشرق والغد الأفضل السعيد.. فبالأمن والاستقرار الذي نحن جميعا مسؤولون عن تحقيقه واستتبابه تتعزز قدراتنا وتتقوى طاقاتنا على إنجاز كل ما من شأنه الوصول ببلادنا إلى مصاف الأمم المتقدمة.