الهوائيات والصحون
محمد المساح
محمد المساح –
الفضاء مفتوح على العالم كله ومع الفضائيات التلفزيونية التي تسبح بذبذباتها وأمواجها وتردداتها بكل حرية في هذا الفضاء المفتوح وما دامت المسألة هكذا.
ومادام يوجد هناك من يستقبل هذه الفضائيات بأنواعها وتعدد لغاتها تصبح المسألة اختيارية.
تفرج وتسمع والريموت كنترول بين الأصابع .. وحسب المزاج لا غرابة هنا اذا امام تراكمات الكبت وعدم توفر مجالات التنفيس وتجاه ما توضع عليه أن العالم قرية كونية وكلنا في هذه القرية العالمية المطورة .. لا بأس .. من تقديم الحوائج .. والمطيبات المثيرة .. عبر التسليات المتنوعة التي تثير الحواس وتدغدغها من خلال تقديم فنون الغناء والطرب .. المسألة تصبح عادية إذا.
الفيديو كليب.. تلوينات الصورة والألوان .. ليونة الأجسام الناعمة التي تتقصف .. هذه هي مواصفات السوف وهكذا هو الحال .. وليس بالضرورة أن تكون الأغنية تمثيلا وتجسيدا لقيمة الفن الحقيقي الذي يسمو بوجدان الانسان.
إن سحر الصورة .. وخلو الأغنية من المضمون الحقيقي والبهارات المثيرة متطلبات يتطلبها العرض والطلب.
إن مجتمعات الغرب لم يتجاهلوا – الجانب الحقيقي للفن الجيد لديهم .. فجانب (الراب) تسير فنون الاوبرا .. والموسيقى الشعبية والكلاسيكية الامور لديهم طبيعي .. أما الأمر لدى الهوائيات والفضائيات العربية .. فقل ما تقدم من المضمون الجيد للفن بجميع جوانبه .. من هنا فبتدرج يتناقص ويتجاهل .. بل ومع الزمن سيمحى كلما هو فن جميل وحيد.
إن الذهاب بخطى سيقة وحثيثة لتشويش الحواس .. وإثارة المكامن وعبر التسويق فن الصورة .. والأجساد اللينة لا يفيد معنى الفن بمضامينه الإنسانية بقدر ما يعكس حالة مهزوزة تتأثر وتسقط تحت تسويق سحر الصورة وإغراءاتها ويصبح الأمر سباحة حرة .. في الفضاء المفتوح والهوائيات.