الفقر¿!

احمد سعيد شماخ

 - لدى معظم المجتمعات الحديثة كثير من التفسيرات الاقتصادية لإقدام بعض أفراد المجتمع على ارتكاب الجريمة أو الإصابة بأية أمراض نفسية وغيرها من الأمراض والمشاكل الاجتماعية

لدى معظم المجتمعات الحديثة كثير من التفسيرات الاقتصادية لإقدام بعض أفراد المجتمع على ارتكاب الجريمة أو الإصابة بأية أمراض نفسية وغيرها من الأمراض والمشاكل الاجتماعية ودون شك أن للفقر آثار سلبية خطيرة تحرم الأسرة من المشاركة في كثير من جوانب الحياة الحديثة ويؤثر في مستوى طموح الأسرة بل وفي عملية التوازن النفسي وعلاقة الفرد بالأسرة والبيئة معا وكثيرا ما تقع بعض الأسر الفقيرة في مشكلات مالية لاعتبار أن استهلاكها ليس بقدر إنتاجها وحاجتها بل تهتم بتقليد الأسر المتيسرة ببعض المظاهر الاجتماعية من خلال زيادة نفقاتها الاستهلاكية بأساليب خاطئة ولجوئها أحيانا كثيرة إلى الاقتراض والذي سيتحول فيما بعد إلى التزام بدلا من الإنفاق بحدود دخلها والبحث عن فرص عمل جديدة باستغلال الطاقات العاطلة لديها بقدر الإمكان وهناك أكثر من دراسة تطبيقية وفي أكثر من دولة تشير إلى أن الفقر هو احد أهم الأسباب الرئيسية للانحرافات بكل اتجاهاتها ومؤخرا قامت الحكومة اليمنية ومعها كثير من المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية الإقليمية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني في محاولة منها للحد من انتشار الفقر والبطالة ولكن من المؤسف أن تلك الاستراتيجيات لم تستطيع أن توقف أو تحد من الفقر في شيء بل على العكس من ذلك , حيث أن أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 24 مليون نسمة وفقا لتعداد العام2004 يعانون الفقر’ ورغم تلك الجهود المبذولة إلا أن اليمن وفقا للتقارير الدولية تعد من ضمن أفقر 10دول في العالم , نظرا لزيادة معدلات الخصوبة وارتفاع النمو السكاني المتسارع وإقبال الناس على الوظيفة العامة وتضخم الجهاز الإداري للدولة وعدم استيعاب مخرجات التعليم بكل أنواعه وتصاعد وتيرة الغلا خصوصا بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية مطلع غسطس2014 ..لذا فقد أخذت البطالة والفقر في الازدياد في أوساط اليمنيين والتي تضع شرائحهم على أو تحت خط الفقر ومما زاد الوضع أكثر سوا وتعقيدا هو استمرار العنف والاختلالات الأمنية وهجرة رأس المال إلى الخارج بسبب استمرار الفساد والمفسدين والتباهي والتفاخر والإسراف وغياب البساطة في عيش بعض الأسر اليمنية ففي حال عجز الأسر الفقيرة وفشلها في رفع مستواها واستقرارها المعيشي فإن ذلك سيؤدي حتما الى صراع بين الفقراء من جانب وبين البيئة المحيطة بها من جانب آخر وهو ما سوف يولد العدوان لمقاومة هذه الظروف بطرق سلبية والاستمرار في اتباع التصرفات الخاطئة في حل مشاكلها وأسلوب معيشتها وعدم القدرة على إيجاد حلول ايجابية لمشاكلها ولجوئها إلى القنوط والكراهية وهو ما سيؤدي إلى الانطواء والتفكك الأسري حيث تتوالى أنباء الحوادث والعنف الأسري بسبب الفقر ما بين أن يعجز المرء عن نفقات أسرته فينتحر أو يذبح أطفاله أو زوجته حين تطالبه بمصاريف البيت فهذه هي بعض الانعكاسات الاجتماعية …هكذا يتفاعل المجتمع مع مشكلة الفقر والبطالة والغلا التي تكوي بنيرانها اليوم كل مواطن في هذا البلد غير أن السوال المطروح اليوم هو كيف ستواجه الحكومة كل هذه القضايا خصوصا في ظل الوضع القائم¿ فالحكومة مطالبة اليوم وغدا بالتوجه العاجل لبذل كل الجهود والإسهام الفاعل في تحجيم مستوى الفقر والبطالة والسيطرة على كل وسائل التقدم العلمي والتكنولوجي وإيجاد فرص عمل جديدة تتناسب مع إمكانية الأفرد وقدراتهم العقلية والعضلية وتهيئه الظروف المعيشية المناسبة وتوفير وسائل الحياة الكريمة التي من شأنها أن تؤدي وترفع من مستوى معيشة اليمنيين حتما والى خلو الأسرة من كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها .

قد يعجبك ايضا