ماذا بأيدينا لنفعله كمثقفين تجاه الأزمة القائمة ¿

د/عبد الله الفضلي

 - الكثير من المواطنين العاديين يسألوننا ببراءة كمثقفين في هذا البلد وهل لنا من دور مؤثر في حل الأزمة القائمة ويقولون لماذا لا تحلو الأزمة بين القوى المتصارعة وما الفائدة من وجودكم ومن ثقافتكم ومن شهاداتكم ¿ ولماذا
الكثير من المواطنين العاديين يسألوننا ببراءة كمثقفين في هذا البلد وهل لنا من دور مؤثر في حل الأزمة القائمة ويقولون لماذا لا تحلو الأزمة بين القوى المتصارعة وما الفائدة من وجودكم ومن ثقافتكم ومن شهاداتكم ¿ ولماذا لا تساهموا في وضع الحلول وتقترحوا المعالجات وتقدموها لجميع أطراف الصراع بالإضافة إلى رئاسة الدولة والحكومة قلنا لهؤلاء المواطنين وهم من مختلف شرائح المجتمع والاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية يا سادة يا كرام لو كان لنا دور مؤثر في الحياة السياسية اليمنية وأهمية واهتمام سواء من قبل الأطراف المتنازعة أو من قبل الدولة والحكومة أو لدى النخب السياسية لكنا قد أسهمنا بوضع الحلول والاقتراحات والمعالجات المناسبة ولو طلب منا ذلك لما تأخرنا في الإسهام من حل الأزمة السياسية الجارية ولكن طالما أنه لم يستشرنا أحد أن ندلي برؤانا وأفكارنا فنحن في هذه الحالة في موقف الاستبعاد والتهميش .
وعلى الرغم من هذا الاستبعاد والتهميش من كافة الأطراف من أية مشاركة في إيجاد الحلول والمعالجات إلا أننا لم نستبعد أنفسنا من المشهد السياسي الحالي وقد حاول كل مثقف غيور على وطنه أن يدلي برأيه وبأفكاره وبرسالته وقد تم نشرها في عدد من الصحف وأبدينا فيها الكثير من الحلول والمعالجات ودعونا إلى تحكيم العقل والمنطق وإلى اتقاء الله بهذا الشعب الذي كتب عليه الشقاء والحروب والصراعات الدائمة على يد من يمسكون بزمام الأمور وقد كررنا نداءاتنا وتوسلاتنا إلى زعماء الأحزاب المتصارعة أن يتحاوروا وأن يتصارحوا وأن يتصالحوا من أجل سلامة الوطن والمواطنين بدلا من اللجوء إلى الحرب المدمرة التي لا تورث إلا الأحقاد والثأرات بين الأجيال المتعاقبة بالإضافة إلى الكراهية والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد . ولكن مع الأسف الشديد فإن دعواتنا ونداءاتنا وكتاباتنا ونصائحنا وإخلاصنا في الطرح وعدم التحيز , إلا أنها لم تلق تجاوبا ولم تجد صداها عند أحد لأن هناك فجوة وهوة شديدة العمق بين المثقفين والسلطة والحكومة وكذلك القوى المتصارعة .
فهم لا يؤمنون إلا بعقل القوة والسلاح ليكون هو القول الفصل في حل النزاعات .
لقد أوصلنا دعواتنا المتكررة إلى لم الشمل ونبذ العنف أو اللجوء إلى السلاح وقتل الناس الأبرياء بالباطل وأصررنا على ذلك في كل تناولاتنا الصحفية والشفهية في المجالس العامة والمنتديات والمحاضرات ولكن لا حياة لمن تنادي . فمن يتحمل المسؤولية أمام الله وأمام التاريخ فالدين النصيحة وقد أدلى كل مثقف وكل صاحب رأي وموقف بدلوه وقال كلمته ورأيه وبلغ ما عنده من نصائح وعبر كل واحد من هؤلاء عن رأيه وهو ينكر الآخرين وباستمرار بما جرى ويجري وما وصلت إليه الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق وليبيا والصومال ولقد ظللنا ندعوهم إلى الاحتكام إلى الشرع والقانون والعدل والعقل والمنطق وكيف نفكر أولا وأخيرا بمصير اليمن ومصير الوحدة اليمنية ومصير ثروات البلاد المهدرة ومصير الأجيال القادمة وبالتالي هل نكرر مأساة عدن عام 1986م في العاصمة صنعاء ونضحي بعشرات الآلاف من المواطنين والأطفال والنساء والشيوخ في حروب نحن نكرهها وننبذها ونمقتها ونبغضها بغضا شديدا وسوف يتحول الشعب اليمني إلى شعب ممقوت ومكروه ومنبوذ ومبغوض ومغضوب عليه لدى شعوب العالم وكيف نفاخر العالم بأننا أمة الإيمان والحكمة ونحن أول من يخالفها ويختار لغة الأحقاد والبغضاء وتدمير البلاد فهل ندمر ما شيدته الثورة في خمسين عاما , ألم تروا ما خلفته الحرب الأهلية العراقية والسورية والليبية لماذا لا نتعظ ونتقي الله في وطننا ونطوي صفحة الماضي بكل سوادها أو بريقها ونحتكم إلى ما اتفقنا عليه من مخرجات الحوار الوطني وما تحمله من مبادئ ومضامين وأسس لبناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية .
أليس هذا هو الحل الأمثل والمتاح أمامنا في الوقت الحالي ¿¿
أبيات من الشعر:-
إذا لــم تحــظ في أرضö فدعها
وحث اليعúملاتö على وجاها
ولا يـــغúــــرúرك حـــظ أخــيــك
إذا صفöرت يمينك من جداها
ونفسúك فزú بها إن خöفت ضيما
وخـــلö الدار تنعي منú بناها
فإنك واجــــد أرضـــا بــأرض
ولــسـت بــواجد نفسا سواها

قد يعجبك ايضا