فقيد الوطن المناضل حمود بن ناجي الشايف
يحيى محمد العلفي
منذ فجر ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م ظل هذا الرمز الوطني واحدا من أبرز رجالات اليمن الأوفياء الذين وقفوا مع الثورة ودافعوا عن النظام الجمهوري ضد فلول الإمامة ونظامها الكهنوتي الرجعي المستبد.
الشيخ المناضل حمود بن ناجي بن حسن الشايف ظل الرمز الوطني الشامخ على مدار السنوات منذ تعرفت عليه قبل نحو أربعين عاما ذلك الإنسان المتواضع البشوش سواء في عمله أو مجلسه أو لقاءاته واختلاطه بالناس. فهو كان لا يغضب ولا يكشر أو يرفع صوته على أي كان وإلى جانب ذلك فلقد كان الفقيد المرحوم بإذن الله من خيرة المخلصين في أداء الأعمال والمهام المناطة بهم وحين عرفته أول مرة مديرا لقضاء زبيد محافظة الحديدة وكنت حينها في مهمة صحفية للمحافظة بمناسبة العيد الفضي للثورة اليمنية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وجدت من الرجل كل الترحيب والتسهيل لكل المعلومات والأرقام التي تتطلبها مادتنا الصحفية حينذاك ومنها المشاريع المنجزة والمنفذة في عهد الثورة والجمهورية على مستوى قضاء زبيد كافة في جميع المجالات.
في مقيله الخاص “الديوان” حدثنا الشيخ حمود الشايف رحمه الله ذات مرة حديثا عفويا طريفا وبسيطا عن جوانب شتى من مسار حياته النضالية على مدى سنوات الثورة المجيدة وما قبلها إبان عهود الحكم الإمامي المباد وأذكر بأن من ضمن ما تطرق إليه بأن الشوف “يقصد آل الشايف” كغيرهم من أحرار اليمن كانوا قبل الثورة عرضة لامتهان الإمام وتعسفه واستبداده حيث كان معظم أولاد مشائخ البلاد وذواتهم عبارة عن رهائن لدى الإمام وأبناء آل الشايف في طليعتهم. والرهائن عبارة عن شباب من أبناء كبار قبائل اليمن لاتتجاوز أعمارهم سن الخامسة عشرة يأخذهم الإمام رهائن لديه خشية أن تتمرد عليه القبائل وتخرج عن طاعته وفي أماكن خاصة قريبة من مقام الإمام وسكنه الشخصي وكانت الميزة الوحيدة والسمة الحميدة التي تمتع بها رهائن الإمام عن سجناء الرادع والقلعة وصالة والسنارة وهي السجون المظلمة التي كان يعذب فيها أحرار اليمن ويعدمون بأن الرهائن ليسوا مكبلين بالسلال والقيود ويتلقون بعضا من الرعاية والتعليم.
ولما قامت الثورة وانبلج الفجر الجديد ليمن جمهوري لفظ عن أنفاسه عهود الظلم والاستبداد هب أحرار الشعب من مختلف مناطق اليمن لمؤازرة ومناصرة الثورة والثوار والدفاع عن النظام الجمهوري وملاحقة فلول الإمام عبر معارك الصمود الثوري التي شارك المناضل الراحل فيها مع إخوانه وقبائله من ذو محمد وذو حسين في العديد من جبهات القتال على مدى الثماني سنوات الأولى من عمر ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة وحتى انتصرت إرادة الشعب وتحقق النصر العظيم لشعبنا اليمني في محلمة السبعين يوما ما عرف بحصار صنعاء عاصمة اليمن الجديد يمن الثورة والجمهورية.
وهناك مواقف فذة ورائعة لآل الشائف وآل أبو رأس وآل دماج وغيرهم من ذوات اليمن وأقيالهم ممن ثبتوا وطنيتهم ووفائهم وإخلاصهم لهذا الوطن فيما قدموه من أعمال تستهدف السير بهذا البلد نحو الرخاء والتقدم والازدهار والوالد الشيخ حمود بن ناجي الشايف طيب الله ثراه كان واحدا ممن أسهموا بسخاء في هذا الاتجاه وذلك من خلال تبوئه العديد من المواقع الإدارية والسياسية في الدولة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي حين عين أول مرة عاملا لقضاء رداع محافظة البيضاء وأخيرا مديرا لقضاء زبيد محافظة الحديدة وختاما عين عضوا في مجلس الشورى ليختتم حياته في منزله العامر الكائن بالعاصمة صنعاء بين أولاده وأحفاده وأهله وذويه وأصدقائه..
رحم الله الوالد المناضل حمود بن ناجي الشايف وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأولاده وأحفاده وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.